أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 20

الموضوع: قصة قصيرة جدا : أضغاث أحلام

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2007
    المشاركات : 590
    المواضيع : 50
    الردود : 590
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي قصة قصيرة جدا : أضغاث أحلام

    قصة قصيرة جدا : أضغاث أحلام
    بقلم : محمد بن الطيب الحامدي
    " ... لا غداء ، طيب !! المطعم ؟؟ وهذا اللهيب ؟؟؟ ليكن دش وزبادي ونوم "
    ثم سرعان ما تخلى عن فكرة الدش . " جوع وماء وتعب ...! " و فتح " الثلاجة " ثانية " صرير باب هذه التحفة النادرة يذهب بكلّ شهية " . أخرج منها كل ما يمكن أن يؤكل : حبة طماطم ، ورغيفي خبز وخيارة ذاوية سوداء وبقايا علبة " زبادي " . وضع الكل في طبق وجلس أمام جهاز التلفزيون ، فرح جدا بمسرحية " الزعيم " فأشعل سيجارة ونسي الغداء وبدأ يتابع ويضحك لوحده ز وقبل أن تنتهي السيجارة ، كان يغطّ في نوم عميق . تراءى له أنه يمشي في شارع مشهور . على جانبي الشارع بعض المارة يحملون أكياسا تشع ألوانها خيرا ورفاها ، ويسرعون إلى سياراتهم . وفوانيس الشارع مضاءة بالنهار . وقف عند أحد المحلات التجارية ز تراءت له خطيبته التي لم يرها سوى مرّة واحدة . لقد حان موعد السفر وكان عليه أن يرحل ، " يا الله ... " تعب جدا وهو يستحضر صورتها وهي تغالب دمعة الوداع الخجولة . وساقه الخيال إلى حديقة مهجورة تماما إلا من جسمين نحيلتين . " من يرتاد الحدية في هذا اللهيب الحارق ؟؟ !! " ثم قفز السؤال إلى ذهنه في تحد وإصرار : " ماذا أفعل هنا ؟ وبدأ السؤال يلح عليه إلحاحا مقيتا ويطرق دماغه طرقا عنيفا . ثمّ تكاثرت الأسئلة . وبدأت تنبح في رأسه وكأنها جراء صغيرة . " ماذا جنيت من سفرك هذا ؟ متى ستغادر أغلال الغربة ؟ متى ستتزوج ؟ متى سيكبر أبناؤك ؟ ... " وشعر بصداع شديد يكاد يمزق أنسجة خياله ، فأغمض عينيه بعنف أشد . وفي بركة راكدة تجمعت فيها الأوساخ ، وقد كانت " نافورة " تزين الحديقة في يوم ما ، ركّز بصره وكأنه يبحث عن وجه خطيبته في ذلك الركام من كلّ شيء . فرأى دمعة كبيرة تنزلق تدريجيا وببطء شديد على جدار تلك البركة . كانت دمعة شفافة في البداية ، ثمّ صارت داكنة ز وهاهي تصبح حمراء قانية وكأنها الدّم . ثمّ هاهي تغادر هدوءها وتنتفض متفجّرة إلى قطرات دمع حمراء تشق حمرتها خطوط سوداء . أصابه الذّهول لكثرتها . ثمّ إذ بها تتخذ صورا أخرى وتمشي على حافة البركة ز لقد بدأت تكبر في شكل جرو كبير ز وبدأ نباحه يغطي على كلّ الأصوات الأخرى . النّباح الحاد يشتد وكأنّه يحاكي لفظ " ماذا تفعل هنا ؟ " ورأس الجرو يكبر حتى غطى مساحة البركة جميعا . بل ها هو يتجه نحوه فاتحا فما داميا ، أسنانه من نار ولسانه لهب مضطرم ،مضطرب . " ماذا تفعل هنا ؟ " لطالما أخافه هذا السؤال وأوهن فكره . ولكنه ... الآن وحش مخيف ، مرعب ، لا صورة له ولا كيان يرى ولا يمسك ويسمع ولا يحس . أقترب الوحش كثيرا وعلا صوته الحادّ أكثر مردّدا نفس النغمة الحارقة " ماذا تفعل هنا؟ " ز وشعر وكأن الشجيرات القليلة الشاحبة في الحديقة كانت تردّد نفس النغمة . وبدا له وكأنه يسمع صوت طبول هائلة تردد نفس النغمة . وارتجف كل شيء حوله . وأظلمت الدنيا إلا من لهب كان يقذفه ذلك الجرو الوحش .. لم يشعر بالخوف لكن ذلك اللون الأحمر المخطط بالسواد كان يضغط على صدره حتى ضاق تنفسه . وبدأت تلك الأصوات تدق حواسه وكلّ سيء حوله كان يردّد " ماذا تفعل هنا ؟؟ " فوضع يده مرتعشة على رأسه يتحسسه ويتأكد من أنه مازال ثابتا بين كتفيه . وطفق الجسم النحيل النائم قربه في زاوية من الحديقة يسعل سعالا حادا ففتح عينيه وأخذ يفركهما بيدين متشنجتين .. نظر فإذا هو في غرفته وبقربه طبق " الفداء " والتلفزيون يصدر ذلك الصوت الذي يصدره كلما انتهى الإرسال . تمطى قليلا وهو يتساءل : " أنمت كلّ هذا الوقت ؟ " ودّ يده إلى طبق الغداء وهو يردد " أضغاث أحلام " .......
    كتبها : محمد بن الطيب الحامدي
    ما كنتُ أدري بأنّ الشِّعر يغرقـــني = من قمّة الرّأس حتّى أخمص القـدم

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    الحامدي..

    مستمدا عزمه من الواقع الفردي العياني، ومن ثم من الواقع البيئي الصوري، جاء النص لمحة ذاتية عن واقع ملموس..غوص في افاق الانا الداخلية واسترجاع محمو لذاكرة توالت عليها الاحدث فاكسبتها توجها خاصا في التحليل والتحديث، تحليل الامور التي اوجبت وجوده الحالي، ومحاولة تحديث آلية الزمن من العودة الى الوراء القريب، مما ادخل الامر هذا الذات في صراح آحادي في البدء صراع الذات مع نفسها ومن تطور الصراع ليشمل افقا اوسع وذلك ليدخل ضمن اطار الصراع تلك الرغبات والذكريات التي الجمت حاضره وانهكت قواه الداخلية .

    دمت بهذا الالق

    محبتي لك
    جوتيار

  3. #3
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Sep 2006
    المشاركات : 1,211
    المواضيع : 28
    الردود : 1211
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي

    جميل ماتسطرة اخي محمد

    يعطيك ربي العافيه

    اضغاث احلام بسبب الواقع المرير

    ودمت بخير

  4. #4
    شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2007
    المشاركات : 590
    المواضيع : 50
    الردود : 590
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي

    قد والله فعلت ما فعل ذلك الذي كان يشرح للنشء أبيات أبي نواس ( لا شك في أنك تعرف القصة ) فقلت في قولي أكثر مما طمحتُ إليه ... تحليل وضع الإصبع على المقصد وأكثر ... وبمثل هذا التحليل نستعين على فهم أنفسنا ... وكم مبدع يعلم أقل مما يقول ..
    شكرا جزيلا وإلى لقاءات قادمة

  5. #5
    شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2007
    المشاركات : 590
    المواضيع : 50
    الردود : 590
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي

    شكرا سيدتي الأستاذة " نادية " حقا إنك تكرمينني كثيرا بهذه المتابعة التي ألقاها منك أينما حللت مستجيرا بحدائق الواحة من حرّ الإبداع والسهر والكتابة ... شكرا سيدتي فتشجيعك يشجع القلم ويحدو الكتابة ... شكرا سيدتي فلا أجد غير الشكر سبيلا للردّ على هذا التشجيع منقطع النظير ... شكرا وألف شكر ...

  6. #6
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Sep 2006
    المشاركات : 1,211
    المواضيع : 28
    الردود : 1211
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي

    لاشكر علي واجب اخي محمد

    ولدي طلب بسيط

    الرجاء ان تذهب لهذا الرابط

    هناك قصيده كتبتها بالفصحى واود ان اري غلطاتي النحويه وان توجهني
    لاني اتوقع ان بها اخطاء

    هذا الرابط

    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...038#post273038

    وكلنا اخوه

    ودمت بخير اخي :) لاااعدمتك

  7. #7
  8. #8
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Sep 2006
    المشاركات : 1,211
    المواضيع : 28
    الردود : 1211
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي

    سلمت يداك وبارك الله فيك وجعلك ذخرا للادب
    وجزاك الله خيرا
    واسعدك الله سعادة الدارين

  9. #9
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.68

    افتراضي

    الأديب الرائع: الحامدى

    افتتاحية ذات سرد هادىء واقعي تناسب كثيرا مع هدف القاص في توضيح حالة فقر بطل قصته-بالرغم من غربته- وإرهاقه وتغربه . يبدأ الكاتب بعدها في القفز المباشر الواثق في كل من لغة السرد وحالته الشعورية, وفى الأزمنة . في الأولى (لغة السرد وحالته الشعورية) تشرب السرد كثيرا بشعرية جميلة ورائعة ظهرت بوضوح في الرحلة المبدعة للدمعة الحزينة ابتداءً من لحظة سقوطها وحتى تحولت إلى نباح جرو بشع أيقظه. جاءت هذه الرحلة كوصف يعكس حالة القاص الجوانية التائهة في بحار الألم , جاء هذا الوصف من أجمل الحالات الوصفية التي قرأتها على الإطلاق. في الثانية (الأزمنة) استطاع الكاتب القفز من زمن الواقع إلى زمن لحظة حلم داخل عقل بطل شخصيته في روعة, لكن الأكثر روعة كيفية رجوعه ثانية إلى الواقع , وقد جسد القاص لحظة الانفصال -نهاية الحلم أو نهاية رحلة دمعته الحزينة المتمثلة في النباح- من داخل الحلم نفسه .


    شذى الوردة لأضغاث رائعة


    د. نجلاء طمان
    الناس أمواتٌ نيامٌ.. إذا ماتوا انتبهوا !!!

  10. #10
    شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2007
    المشاركات : 590
    المواضيع : 50
    الردود : 590
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي

    شكرا دكتورة على هذا الإبصار العميق في النص ... رؤية مختصين وهذا ليس غريبا ... فقط أريد أن أعتذر منكم جميعا على بعض الأخطاء المطبعية ... فشتان بين " القلم " الحبيب وبين هذه اللوحة التي تقهرني ...

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قصة قصيرة جدا جدا جدا بعنوان"حالة من حالات اللاشئ"
    بواسطة موسى نجيب موسى في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 29-09-2020, 12:22 AM
  2. أضغاث أحلام
    بواسطة لطيفة أسير في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 14-07-2012, 01:34 AM
  3. أوهام و أضغاث أحلام !!!
    بواسطة أنس إبراهيم في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 11-01-2008, 12:28 AM
  4. قصة قصيرة جداً جداً جداً(الفأس)
    بواسطة زاهية في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 21-06-2006, 09:39 PM