|
كُفُّـوْا بِحَـقِّ اللهِ يَــا أُخْـوَانِـي |
لا تَمْدَحُوْا فَالشُكْرُ قَـدْ أَعْيَانِـي |
فِـي أَيِّ شَـرْعٍ أَمْ بِأَيَّـةِ سُـنَّـةٍ |
تَتَنَزَّلُ الأَرْوَاحُ لِلـرَّيْـحَـانِ |
إِنْ كَـانَ لِلإِبْـدَاعِ أَرْبَـابٌ فَـمَـا |
غَيْرُ السُّلافِ ، الغَيْثِ ، وَالحَمْـدَانِ |
فَمَقَامُكُمْ فِي الشِّعْرِ فِي السُرُجِ الأُلَى |
عِنْدَ النَّدَى وَأَنَا الرَّدِيْـفُ الثَانِـي |
أَزْهُوْ بِفَخْرٍ أَنْ نَزَلْـتُ بِرَوْضِكُـمْ |
كَفَرَاشَـةٍ تَحْنُـو عَلَـى البُّسْـتَـانِ |
أَنْتُـمْ رُبَـاهُ وَزَهْــرُهُ وَخَمِيْـلُـهُ |
وَأَنَـا مُجَـرَّدُ أَطْرُفِ الأَغْصَـانِ |
أَوْ أَنَّكُـمْ أَنْتُـمْ مَنَابِـعُ حَـوْضِـهِ |
وَأَنَا الغَرِيْـقُ الظَّامِـئُ المُتَدَانِـي |
وَأَوَدُ لَوْ أَحْيَا بِرِقَّةِ شَاعِرٍ |
أَشْدُوْ بِهَمْسِيَ أَجْمَلَ الأَلْحَانِ |
كَيْ أَمْلأَ الدُّنْيَا بِأَحْـلامِ الصِّبَـا |
وَأُقِيْمَ دَارَ العَدْلِ فِـي الإِنْسَـانِ |
أَنَا مَا كَتَبْتُ الشِّعْرَ كَيْ أَشْقَـى بِـهِ |
لَكِـنَّ هَـذَا الشِّعْـرِ قَـدْ أَشْقَانِـي |
يُلْقِـي عَلَـيَّ حِبَالَـهُ فِـي سَاعَـةٍ |
أَنَـا لَسْـتُ فِيْهَـا أَسْتَقِـرُّ مَكَانِـي |
وَأُصَارِعُ الأَلْفَاظَ كَـيْ تَنْقَـادَ لِـي |
فِـي بِحْرِهَـا ، لَكِنَّهَـا تَعْصَانِـي |
حَتَّـى إِذَا طَـابَ المُقَـامُ فَإِنَّـهَـا |
تَجْثُـو عَلَـيَّ وَتَحْتَـوِي أَرْكَانِـي |
فَيَسِيْلُ مِـنْ قَلْبِـي المِـدَادُ مُعَذِّبَـاً |
وَيَخُطُّ عَقْلِـي مَـا يُرِيْـحُ جَنَانِـي |
شِعْرِي مِنَ النَّوْعِ العَصِيِّ فَإِنْ أَتَـى |
يُشْقِي الفُؤَادَ وَإِنْ مَضَـى يَنْسَانِـي |
لا يَسْتَوِي مَنْ كَانَ يَمْلِـكُ شِعْـرَهُ |
مَعْ مَنْ يُؤَرِّقُـهُ الحَبِيْـبُ الجَانِـي |