سلام اللـه عليك ورحمتـه وبركاتـه
تحيـة تنثر الورد
أديبنـا المتميّز مأمـون،
عشتُ نصّكَ حتّى العمق وأكثـر ! قرأتـه أمسِ، ففرّت الحروف منّي كعادتها، تماماً كما يحدثُ كلّمـا يشرئبّ الوجعُ مُصالحاً كلّ شواطئي، أوْ حين يسرقني نصّ كنصّـكَ -النبيل حـزناً وحرفاً وبوحاً- منْ كل الأزمنة والأمكنـة، وكأنَّ حروفي الهاربة شاطرتْ صرخاتِـكَ المحتبسـة بوحَها، بلْ وخضّبتْ به راحتيْهـا !
ومازلتُ لاأدري، أيَسْطيـعُ ردّي - وهو العاجزُ روحاً، القاصرُ قولاً وفعلاً - أنْ يُخفّـِفَ ولوْ من بعضِ ما ترزحُ تحتََ وطأتِـه حروفُكَ التي هي أنفاسُ روحكَ، وقد حلٌّقـتْ هذه الأخيرةُ على أجنحـةِ الوجع المحبوس تارةً، والمُحلّق تاراتٍ أخرى خارجَ الرّوح وداخلَها في آن واحد .. !!
ماذا نفعل حينَ يلازمنا الوجعُ أديبنـا ؟! حينَ يقفزُ إلى شرايين روحنا قفْـزاً، ويأبى - كما وصفتَ بمدادكَ الماتع والمتأبّط في الوقت ذاته للوجع النبيل - الرحيلَ عن أراضينا التي استعمرَها، التي استحلَّ أطايبَها رغم أنوفنا ؟! أظنّ أنه ما مِن ترياق إلاّ اللجوء إلى أرحم الراحمين، هوَ الكافي .. هو حسبنا ونعم الوكيل !
حزنٌ نبيـل، استشعرتُ في حدائقـه المُزهرة مداداً ونبضاً وصرخاتٍ، أنّ الحياةً ماتزالُ ترقب بمرافئ الصّباح شروقاً أتلعَ، لن تبدّدَه غيومُ الحـزن وإنْ كثُرَت ْ! هي الرّوح التي تُولَد من رحم الأمل دائمـاً، كلما ارتفعتْ درجة حرارة الوجـع !
ليحرسْكَ ربّي، وليباركْ في حرفكَ وخطوكَ وحياتكَ في الداريْـن ..
تقديري الخالص وفائق إكباري

وألف طاقة من الورد والندى