إلى الأصحاب .. إلى مهجة الروح .. وبعد أن غلَّني الفراق .. إلى أولئك الذين فارقتهم يوماً ..وإلى الذين سأفارقهم قريباً ..
ناءٍ عن البيد مطرودٌ .. فلاطللُ ..
يدنو إليَّ .. ولا أرضٌ .. ولاجملُ
أهفو إليها سراباتٍ .. وأخيلةً ..
وبيرقُ العمْر يدعوني .. ويرتحلُ
والبيد تسكن أيامي بلا أملٍ ..
بليلِ حُلْمٍ .. جفاه المطلُ والأجلُ
بليلِ وعدٍ تمَطّى صُلْبُه جَزَعَاً ...
تاقتْ إليه شموع الحرفِ والمُقَلُ
يا هل يعودُ إلى أشلائهِ عُمُرٌ ..
فيستفيقَ على أوجاعِهِ الأمــلُ ؟
أُنْحي سبيل الهوى عني فترجعُهُ
ذكرى تطل على قلبي فتعتملُ
وما تسيرُ بمنجاةٍ .. على حسكٍ
مما يسوءُ .. كذا قد غرني الزللُ
الآن عدتُ إلى شعري .. أقلّدُهُ ..
مما جنيتُ .. فمنخولٌ ومنتَخَلُ
تهوي إلي ديارُ الحب ظامئةً
يا راحلين .. وبئري موحِلٌ وَشِلُ
استجلبُ الأمس ذكراكم مولَّهَةً
طيفاً يلف بأرجائي وينتقلُ !
يسري بغيب الرؤى شعري فيسبرُهُ
رأيٌ بلون المدى من همّهِ زُحَلُ
يا راحلين على حزني علانيةً
عند الوداع سأطويكمْ وارتحلُ
إن السنين بذكراكمْ سأحفظُهَا
في بؤبؤ العين .. أهدابي لها نُزُلُ !!
شعر : ماجد الرقيبة ( فتى الفيروز )
بادية سيناء - مصر .