أين كنت في حرب 67

يرشف قهوته المعتبرة المعتاد على تناولها في هذا المقهى الذي صار مقصده بعدما لفظه عمله وأصبح في سلك المتقاعدين الذين انظم إليهم وصار يتشوق يوما بعد يوم الى مجالستهم في هذا المقهى العتيق
لكنه تفا جاء اليوم بغيابهم وعدم حضورهم, حدثته نفسه عسى المانع خيراً
يصيح صاحب المقهى كالعادة ... قهوة..... شاي ... للرايح والجاي .
يشرب قهوته ويرسل بصره الى مدخل المقهى بين فترة وأخرى لعل الأصحاب يقبلوا ويطردوا وحدته
جاء صوت من آخر القهوة
ـــ يا صاحب القهوة , أين زبائنك ؟
ان العدد قليل اليوم , هل هناك إضراب عن الحضور ؟
ــ صاحب المقهى اعتقد أنك نسيت هذا اليوم ؟
أنها الذكرى الحزينة هزيمة حرب 67
ــ اجل تذكرت .
ــ على فكرة أين كنت عندما وقعت الحرب ؟
ــ صاحب المقهى كنت في المدرسة مع زملائي الطلاب وكان المعلم يسهب في المدح والثناء
على الجيش ويقول انه على مشارف القدس .
ــ حقاً .
ــ أنت يا هذا وأشار إليه فوضع فنجان قهوته وتوجه ببصره نحو السائل .
ــ لقد كنت بالقرب من المذياع إنا وزوجتي نستمع بحماس لتلك البيانات والموسيقى الحماسية
تمنيت بعدها إنني فقد الذاكرة
ــ إما أنا محدثكم فقد كنت في سهرة طرب مع أصدقائي وصديقاتي , وكنا في نشوة وفرح , و لم اعرف الحقيقة إلا عندما استيقظت في آخر النهار , وعلى لسان أحد الذين كنت اعتقد انه من أصدقائي يقول لقد لقناكم درسا لن تنسوه , وهو يعيش الآن على ارض فلسطين المحتلة .

abdllh_800@hotmail.com

الأديب القاص / عبدالله سليما الطليان

قصة أتت بحوار مكثف ، يظهر سبب الهزيمة بدون أي أسهاب في السرد، فجاءت سريعة ، باسلوب بسيط اعتمد على ذكاء الكاتب .
رغم أن الموضوع مؤلم ، ويذكرنا بهزيمتنا ، أو نصرنا المزعوم ، لكن قصتك من وجهة نظر شخصية رائعة .

تقبل مروري .

الطليان..
جاءت الفكرة واضحة من خلال وضوح العنوان، فهذه النكبة، او عذرا النكسة، او عذرا الهزيمة، او اعتذار للبلاغة العربية والبيان هنا، الانتصار الساحق، يضعنا امام صور حية ربما لاتموت ابدا في مخيلة أي انسان عاش الهزيمة تلك، او قرأ عنها، او حتى سمعها، هكذا جاءت الفكرة واضحة تماما، وجاء المغزى من الفكرة أيضا واضحا، ولقد اعتمد القاص هنا اسلوبا ذا ايقاع سريع،لتوصيل الفكرة الاساسية الينا، وكذلك لايضاح المغزى العام من خلال لغة سلسة وبسيطة دون تعقيد، فالمقهى هنا لم يكن الا نقطة بداية ونهاية ايضا للقصة، من حيث المكانية اما الولوج الزمني فكان مستحضرا من خلال وقع الحدث، وكذلك، من خلال تشخيص الاماكن والوقت عند شخوص القصة، وربما اجدني هنا اقف عند الاجوبة الثلاث التي اجدها هي من صميم الواقع انذاك، وهي من صميم ما نحن عليه الان من محن ومذلة، فالاول كان واضحا جدا، وليس منا لم يسمع هذا المديح والاستغلال الباهر للبلاغة واللغة من اجل تحويل كل هزيمة الى انتصار، ولعل هذا فقط ما هم فالحون ، والجواب الثاني كان واضحا وواقعيا ايضا من خلال ان المذياع كان هو الممر الوحيد لسماع اخر ما توصل اليه الحدث، لكنه ايضا كان ممسوقا ببلاغة هولاء ، اما الثالث فكان الاكثر وضوحا والاكثر واعقية من خلال الوقت الذي نحن نعيشه الان ومن خلال ما نراه نحن الان، حيث تعالت في جوابه السمة الواضحة، وهو ان الجميع اصبح الان متقاعس باحث عن اللهو والمجون، بالاخص من بايديهم الحلول والسلطة والقوة، ومع من، مع من هم في الاصل يغتصبون ويحتلون.
النهاية كانت قوة تضاف الى قيمة القصة.
دمت بخير
محبتي لك
جوتيار

الأديب الطليان

أجدك هنا استخدمت تقنية الحوار ، وهو من التقنيات المعده لجذب انتباه القارىء ومشاركته الحدث ، لإنتظار النهاية ، قصتك من القصص الصحفية ، التي تربط الماضي بالحاضر ، وتحمل في ثناياها نوع من السخرية الآلمة ..

تقبل ودي

الاخت وفاء شوكت والاخ جوتيار تمر والاخ محمد البوهي
اشكركم من الاعماق على مروركم وتعليقكم
دمتم في صحة وعافيه
وتقبلوا تحياتي
اخوكم عبد الله الطليان