الليلة أيها القمر أتيتك بلا معاد بلا عنوان أتت السمو لتنظر إلى رفعتك القمرية وسموك الذي طالما حلمت أن تحيط به وتهيم به, بعدما شط بنا الزمان واستعصى المكان فضلننا جادتك رغم أن الأعمى يبصرها , ألا ترى أيها المُتعلي أن البصير قد يضل دربه دلَهُ الأعمى , دعني من قولنا أن العمى عمى القلب لا عمى البصر لم أعنِ هذا؟ ولا أريد أن أعنيه .
نجي القمر:
هل تظن أن البصر زاغ فعاد يرى السواد بياضا وكل شحمة لحمة , لا شك أنه قد زاغ , لذا قررت الليلة أن أبسط فراشي على تلة رابية لازرع ولا مدر حتى أتمكن من التَّملي في ذلك المُتعلَِي , و أرافقه ليلة بعدما كنت المرافق له لياليا .
ها قد أصبحنا نرضى بالقليل بعد ما كان الكثير.
أتعلم, ولمَ الحديث عن الأحزان؟
فالليلة قمرية والسراج كأنه كواكب دُرية كلما أضاءت ازدادت ضياء, .نعم, هو نور لا ينضب وحبر لا ينفذ إنه حديث الأرواح حين تتعلق كقناديل تبز الشمس ضياء وعلما وفهما وإدراكا .
دع العنان ينطلق والقلم يخط على ما استنَّه لنا جدنا الرافعي, اليوم نسناس النسيم أطيب ما يكون, فاليوم مشاعري أغصان تلاعبها أنامل سناك أيها القمر, فكلما حركتها سقطت ثمرة كنت أنت سبب وجودها فقد أينعت بفضل ماءك وخصيب تربتك وما وقف عليها طير مغردا إلا وغنى بألحان قمرية أو رأيت طيراً يغرد في نصيف الليل ؟!!!!!!
عجائب هي الأرواح كل ما هو غير مُمْكن ممكن بها , نعم حين تصفو وتصفو تغدو أجمل من ألف صورة اجتهد راسمها أن تخرج بأقرب ترجمة للواقع, أما الأرواح فهي ما فوق الواقع.
اعذرني أيها القمر لن أطيل الحديث فأريد أن يكون حديث العيون أكثر كي أتملاك حتى أنعس , وكعادتك تغلبني ولا أغلبك, فأنام لتعتلي أنت فلا يعد بمقدوري أن أبصرك.
وبعد: أو يبصرك الأعمى ونجهلك نحن أيها القمر, قلي بربك يا نجيه
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الفلاسي
