أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 20

الموضوع: الإختيار..

  1. #1
    الصورة الرمزية بثينة محمود أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 506
    المواضيع : 98
    الردود : 506
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي الإختيار..

    كان غباؤه ساطعاً .. وهو يلوح بيديه ممسكاً بخنجر فى يد ومسدس قبيح المظهر فى اليد الأخرى.. كان كلاعب سيرك مطرود لإفتقاده الرشاقة.. يتحرك فى خطوات مهددة وينظر بسخرية إلى ضحيته- أنا- مخيراً إياى بين الموت طعناً أو رمياً بالرصاص.. يا إلهى.. كم أكره هذه اللحظات.. وقفت أرقب اللص المتراقص أمامى فى ملل.. بينما يقف عقلى ضامراً كعادته فى مثل هذه اللحظات
    ***
    كانت دائمة البكاء.. وأصبحت دائمة الصراخ.. وكان دائم الصراخ .. وأصبح دائم القسوة.. لم يثنهما وجودى عن كل هذا .. ولا عن إحالة البيت الذى لم أحسه دافئاً يوماً إلى أنقاض.. تزوج.. وتزوجت.. وقبل أن يفعلا خيرانى .. مع من تود البقاء.. لم يدركا أن الخيار بلا معنى.. فلم يكن أيهما يستحق الاختيار.. وكان الأمر برمته موجعاً لقلب طفل فاقد الحيلة.. اخترت كونى وحيداً.. فلم يكن بقائى مع أيهما يعنى شيئاً .. كان بقاء قسرى
    ***
    ـ لننه هذه الجلسة البائسة فورائى أشغال عديدة.. ماذا تريد أن تدرس يا بنى؟ .. احسم أمرك الآن وأكتب أى شىء
    ـ لا أدرى .. إننى فى حيرة..
    ـ لماذا الحيرة؟ سأكتب أنا لك لينتهى الأمر واذهب لحالى.. لا تكن مثل أمك التى لم يكن يهمها غير اهتمام الآخرين بها.. ستدرس التجارة.. وستنال منى ما يكفيك حتى التخرج.. ما رأيك؟
    ـ لكن دراسة الهندسة ممكنة.. ما رأيك؟
    هل ترغب بهذا حقاً؟ إن كنت ترغب فلا مانع عندى..
    ـ لا لا .. انتظر.. إننى فقط لا أدرى.. لا عليك.. اكتب ما تشاء
    ودرست التجارة.. هرباً من لحظة اختيار صارت مؤرقى.. كنت اشترى حذاءاً واحداً وأرتديه حتى ينتهى تماماً حتى لا يعطلنى اختيار صباحى.. وكنت أكره الأسئلة ذات الاختيار من متعدد.. وكان لى صديق وحيد أدعه يحدد دوماً مواعيد وأماكن اللقاءات
    ***
    استوقفنى يوماً ذلك الرجل الممسك بميكروفون فى يده وبجواره آخر يحمل كاميرا على كتفه سائلاً إياى: ماذا سيكون رأيك فى استفتاء الغد؟ نعم أم لا؟
    هربت من الرجل راكضاً..
    ***
    المشكلة فى امرأتى أنها تغار من الهواء الذى يلامسنى.. كم أحسد نفسى عليها.. كم ساعدتنى وأسعدتنى.. ولكنها ذلك اليوم وقفت تصرخ فى وجهى ساخطة: عليك أن تختار .. أنا أو السكرتيرة..
    كم أمقتها لهذا اليوم.. لهذا اليوم فقط.. كان عليها أن تقول ببساطة : فلتذهب السكرتيرة.. ماذا كان يضيرها لو فعلت؟
    ***
    مازال الرجل متراقصاً أمامى.. لم أكن أفكر فى مسدسه أو خنجره.. كان كل ما يشغلنى.. لماذا يخيرنى؟ لماذا لا يستخدم أيهما وينهى الأمر؟
    كم كرهت غبائه الساطع...

  2. #2
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 54
    المشاركات : 3,604
    المواضيع : 420
    الردود : 3604
    المعدل اليومي : 0.55

    افتراضي

    احيانا نتغابى ...
    واحيانا اخرى نتجمد ونحتار
    وفي الحالين غباء
    تحيتي لك
    فرسان الثقافة

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+ الكويت
    العمر : 46
    المشاركات : 1,087
    المواضيع : 110
    الردود : 1087
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    قصص رباطها القهر ، والظلم ، لاكت أوصالهما الكلمات ، وأشاحت عن دواخلنا الستار ، لنكشف عن حالة الفزع المتربعة بين عظامنا ...
    الأستاذة بثينة ، أحييك على هذا الترابط ..
    وهنا لي ان أقول ، بأنه يمكننا كتابة القصة القصيرة جداً ، ولكن بمجموع مترابط من القصص ، بحيث لا يختل الرباط الحكائي ، والذي هو أساس الإستمتاع السماعي ، أو القرائي لفن القص .
    تحيتي لك

  4. #4
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    بثينة...
    الاختيار عنوان ذا مغزى فلسفي بحت، فكانه منذ البدء يريد ان يحدد ماهية الكائن هذا، هل هو حر، ام انه قابع في اتون العبودية، اية عبودية كانت.
    الاختيار يعني ابدا قدرة الانسان على الفصل بين ما هو مفروض عليه..وما هو من حاجاته الذاتية..
    والاختيار يتطلب مقدرة فذة..لانه دائما يجابه عوائق كثيرة ..والحر..يختار..دون خوف..وهذا ما لم الامسه في النص الاختيار رغم كل شيء..لكني لم اتوقع النهاية..حيث بهذا الاصرار في بداية النص..
    ظننت بان النسق يكتمل...لكن التساؤل جاء قاتلا فكانه بين اليد والخنجروالمسدس جعلنا نرى بان الاختيار لم يجدي هنا.
    عذرا لهذه القراة السريعة
    دمت بالق
    محبتي لك
    جوتيار

    تقديري ومحبتي
    جوتيار

  5. #5
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي


    الغالية " بثينة"

    أيتها الحبيبة هل تعلمين إني أنتظر روائع ــك بفارغ الشـــوق...؟!

    مبدع ــة وربي...!!

    لــ قلبك باقة من الاوركيدا

  6. #6
    الصورة الرمزية بثينة محمود أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 506
    المواضيع : 98
    الردود : 506
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    ريمة
    ما بين التغابى والغباء والحيرة نمضى دون ان نقهر لحظة التجمد
    وندفع عنا سكوناً قسرياً
    نتبلد
    فى انتظار من يأخذ بدلاً منا أى قرار
    تحياتى لك

  7. #7
    الصورة الرمزية بثينة محمود أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 506
    المواضيع : 98
    الردود : 506
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    الاستاذ محمد
    شكراً لك هذا التحليل
    لكن
    ألم تلاحظ كون البطل واحداً بطول تلك الحكايات؟
    يقضى لحظة الاختيار الأخيرة فى تذكر لحظات الاختيار المميتة السابقة
    ويفكر كيف تجمد أمامها قبلاً
    ان لم تكن لاحظت.. فهو فشلى الذريع

    تحياتى لك

  8. #8
    الصورة الرمزية بثينة محمود أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 506
    المواضيع : 98
    الردود : 506
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    العزيز جو

    حقاً.. لقد كان النص ذا منحنى هابط كثيراً.. لم تسعف البطل ذكرياته المتعددة لينأى بنفسه عن حالة انعدام الاختيار.. ترك نفسه لآخر لحظاته حائراً.. ساكناً.. ينتظر من يأخذ بيديه لينتقى وسيلة موته!!!
    تلك سوداوية غير مشجعة أعتذر عنها
    لكنك قلت الحر يختار.. وعذرى..أنه لم يشعرها تلك الحرية يوماً
    تحياتى لك

  9. #9

  10. #10
    الصورة الرمزية ابن الدين علي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2006
    الدولة : الجزائر
    المشاركات : 557
    المواضيع : 112
    الردود : 557
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    و أنا أقرأ القصة الرائعة للأديبة زاهية لفت إنتباهي ردك عليها بقولك " قررت طرق بابك لأكتشف جديدك
    فوجدت نفسى !!!" الأمر الذي دعاني لأطلع على موضوعك " الاختيار " فوجدته كما توقعت ..سوداوية ، كآبة ، حيرة ..قلق.. تردد...الخ

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة