أيتها اللؤلؤة:
لم أكن لاتوقع في هذا البحر الذي يختلط فيه الحي بالميت ان اجد درة تعب التاريخ في بنائها أصالة ونقاءا وقوة ..
لم أبحث عنك ولكنني سقطت في بئر بحري عميق فاذا بي اجدك ..
ولم يعلم احد من القوم ان درة مثلك ستكون هناك..والحمد لله انهم جهلوا.
..
أيتها الحزينة دائما :
انت والحزن,, انت وصديقي الحزن .
كيف اجتمعتما صدفة ؟..وكيف عرفني عليك؟
الحزن صديقي الوفي الذي لم يسهر معي غيره في جل لياليّ,
ووحده من كان يتفقدني ليضع غطاءا علي في ليالي البرد والوحشة.
لم يعرفني أحد كما عرفني .. فهو الذي لم يتركني مطلقا .فصار طيفي ونصفي اللامرئي ..
هكذا جمعك بالحزن الصدفة .. وجمعتني به الصداقة ..
وهكذا صبت انهار دموعك في بحري فصرنا مزيجا من البحرين ..
فلم تكن تفصيلتك لتلبس غيري .. ولم يكن طيفي ليلبس غيرك ..
..
أيتها الطاغية الحضور:
بت أعيش حالة غريبة .. أعرفك جيدا قبل لقائك .. ولكنني لا أعرفك .. .
أتخيك في وجوه كل النساء اللواتي التقيهن كل يوم ..
فحضورك يجعلني اراك فيهن دون ان اعرفهن ..
ومن اجلك عشقت كل طيف لأنثى ..فلعلها أنت.
كل هذا أوجدَ لذة لا يمكن وصفها ..
صرت أؤخر لقاءنا كي تأخذ لذة انتظارك وترقبك وقتها الذي تستحقه.
كي يستحق حضورك صدارة الاحداث في حياتي ..
كي اشعر انني تعبت حتى احصل على أجمل المكافآت ..
والصبر قبل الأشياء .. يزيد حلاوتها..
..
ايتها الرفيعة الشأن:
انني اعتذر من شموخك أن يكون التأخير زهدا فيك ..
بل هو وقت لتأهيل النفس على الرفاهية .. على تحقق الآمال .. حتى لا تُصدم بها بعد سنين الحرمان ..
انه التمهيد لدخول الحياة من باب سري ..تحرسه امرأة واحدة لن تسمح الا لرجل واحد بالدخول ..
وحدث ان كانت تلك المرأة انت .. وانني كنت ذلك الرجل.
كم يختلف شكل الحياة من بابك!!
ان بها من الجمال ما لم نسمع به عندما كنا في حياتنا الطبيعية .
فعصافيرها أعذب صوتا ولا تشبه بعضها ..
وزهورها أزهى ألوانا ولا تذبل ..
وسماؤها ارحب .. وغيومها ربيعية بيضاء ترسل هواءا معطرا بالياسمين والفل البلدي والحبق والجوري والزنبق الأبيض.
اما بحورها فكلها عذبة .. وصوت الماء يُسمع نهارا .. ويخبت ليلا ,
ليس في عالمك اشارات مرور .. وأشعر انها ان وجدت فستكون خضراء ..
بل انني أشعر انني كلما أردت الذهاب لمكان .. شقوا لي طريقا بعصا سحرية اليه.
أما النساء فيه فلم اجد واحدة غيرك !!
..
أيتها الأميرة :
يسعدني قبل لقائك الملكي المبهر أن أشكرك على كل تلك اللحظات الخرافية التي عشتهاقبله
كل وقت قضيته مع حضرتك قبل حضورك ..
انها سيمفونية رائعة تُتوج بوصولك الى قاعة حياتي حيث عندها تجتمع الروح والصورة ليستعيد القلب نبضا نسي متى فقده .
..
أيتها الملائكية:
شكرا لنبض جديد.. وحياة خاصة بي وحدي .
شكرا لغيوم تمطر هتانا رقيقا من رحيق القرنفل ..
شكرا لعقرب ساعة يتزلج على الوقت ..
شكرا لرسائلك التي اقرؤها لتحلق بي عاليا ..
شكرا لِلَيلٍ يختصر عينيك .. ونهار يختصر ابتسامتك ..
شكرا لأنني تعلمت ان الأجمل يأتي بالتريث ..
وأن العجلة تُفقد الأشياء احساسها .. ولا تمنح إلا ما يَزهد الحظ به.
..
.
عاقد حاجبيه