أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: قراءة .. في الراهن الفلسطيني " يحميك الله يا وطني " : لطفي زغلول

  1. #1
    الصورة الرمزية لطفي زغلول شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    المشاركات : 217
    المواضيع : 128
    الردود : 217
    المعدل اليومي : 0.03

    Lightbulb قراءة .. في الراهن الفلسطيني " يحميك الله يا وطني " : لطفي زغلول




    قراءة .. في الراهن الفلسطيني

    يحميك الله .. يا وطني !!

    لطفي زغلول

    نابلس / فلسطين


    بادىء ذي بدء ، نرفع الأيدي إلى السماء ، سائلين الله العلي القدير أن يحمي هذا الوطن من كل شر وسوء ، ومن كل مكروه وضرر ، ومن كل ما نخشى منه ونحذر . إننا نتوسل إليه ، وهو المجيب ، أن يحفظه واحدا موحدا . إننا نتمنى عليه ، جلت قدرته ، أن يمن على مواطنيه ، أينما كانوا ، مقيمين على أرضه ، أو في الشتات بالأمن والأمان ، والطمأنينة والسلام . إننا نرجوه ، وهو قابل الرجاء ، أن يؤلف بين قلوبهم ، وأن يرفع بين ظهرانيهم راية وحدة الصف والهدف .

    فلسطين ما كانت إلا أرضا واحدة ، إلا وطنا واحدا ، إلا قضية واحدة . جنوبها امتداد لشمالها ، وشمالها سند لجنوبها . لا يفرق بينهما بعد جغرافي ، ولا بون ديموغرافي . الإنتماء واحد ، الجرح واحد ، النكبة واحدة ، النضال واحد ، والتضحيات واحدة . إنها مشيئة الله جل جلاله أن يمتحن هذا الشعب في وطنه ، في نفسه ونفيسه ، ولا اعتراض على مشيئة الله . إن الإعتراض على تجزئة الوطن والقضية ، على احتراب بعض من أبنائه ، على ازدواجية النظرة إليه .

    إنها أيام من تاريخ فلسطين عصيبة ، تضاف إلى أجندة أيام الوطن الجريح . لم تمض بضعة أسابيع على إحياء الشعب الفلسطيني للذكرى السنوية التاسعة والخمسين للنكبة التي دخلت عامها الستين . لم تمض إلا أيام معدودة على الذكرى السنوية الأربعين للإحتلال الإسرائيلي لكامل التراب الفلسطيني . وها هو الشعب الفلسطيني الدامي الجراحات ، المثقل بالأحزان والمآسي ، يصحو على محنة ، هي أخطر من كل المحن التي عاشها ، على مدار أيام نكبته .

    وإذا كانت كل المحن والكوارث الإنسانية التي ابتلي بها الشعب الفلسطيني على مدار قرن من الزمن ، قد كانت وما تزال تداعيات لمؤامرة كبرى ، حاكت خيوطها الدول الإستعمارية الغاصبة ، فإننا نقول ، والأسى يعتصر قلوبنا ، إن هذه المحنة الراهنة هي من صنع أيد فلسطينية ، اختلفت رؤاها ، وتعددت اتجاهاتها ، وحادت عن المسار الأوحد والوحيد للقضية الفلسطينية . وهكذا كان الصدام الذي تعدى كل الخطوط الحمراء .

    إنه مشهد فلسطيني حالك . الدم الفلسطيني لم تعد له حرمة . المواطن الفلسطيني لم يعد آمنا . تغتاله هذه المرة رصاصة فلسطينية . البيت الفلسطيني تهدمه على رؤوس أهله أيد فلسطينية . تحرقه نار فلسطينية . الغضب الفلسطيني أصبح أعمى أصم . لم يعد يرى ما تصنعه يداه ، ولم يعد يسمع أنين ضحاياه ، ولم يعد يفكر بأبعد من راهن طيشه وجنونه .

    ها هي خارطة الوطن ، يلونها الدم والنار . تظللها غمامات التنائي والإفتراق .من كان يصدق أن تفرز أجندة أيامها أياما كهذه الأيام مجنحة بالمآسي والأحزان ؟ . من كان يصدق أن تطل شمس يوم الخامس عشر من حزيران / يونيو على الشعب الفلسطيني ؟ . هذا اليوم الذي شرخت فيه مرآة القضية الفلسطينية ، وحمل معه نذر الشجون والأشجان . إنها الحقيقة المرة . إلا أن الأمرّ منها أنها هذه المرة من صنع أيد فلسطينية ، لونت مشهد الوطن بالرؤى السوداء .

    إننا ونحن نقرأ المشهد الفلسطيني الراهن ، لا نبغي تكرار ما سبق لكل الخيرين والمخلصين أن سألوه : من المستفيد الأوحد والوحيد من هذا السيناريو الفلسطينيي على مسرح القضية الفلسطينية ؟ . إن أبسط إنسان فلسطيني يعلم يقينا أنه الإحتلال الإسرائيلي . إن ما لم تستطع إسرائيل وكل أعداء الشعب الفلسطيني أن يحققوه طوال قرن من الزمان ، يخشى لا سمح الله أن يكون قد تم تقديمه مجاناعلى طبق من ذهب لهم .

    إلا أننا ، وقد فتحنا هذا الملف ، لا بد لنا أن نؤكد على آثار سالبة ، يخشى أن تكون قد أفرزتها تداعيات الأمور في كل الأراضي الفلسلطينية شمالها وجنوبها ، ضفتها وقطاعها . وبداية ، يخشى أن تكون النظرة الواثقة للمواطنين الفلسطينيين إلى أنفسهم ، قد تضعضعت ، وأنهم لاسمح الله جراء ذلك سوف ينظر إليهم على أنهم لم يبلغوا سن الرشد السياسية .

    وثانية منظومة هذه المخاوف التي أخذت تعصف بالفلسطينيين ، فإنه يخشى أن ينظر إليهم ، والأهم من هذا أن ينظروا هم لأنفسهم أنهم ليسوا أهلا لحكم أنفسهم ، وإدارة شؤونهم . فما إن " تحررت " مساحة من الوطن ، حتى انفجرت خلافاتهم الخطيرة ، فكيف فيما لو تحرر كامل الوطن ؟ .

    وثالثة هذه المخاوف ، فإنه يخشى جراء ما حدث من اقتتال دام وانقسام خطير ، أن تكون الديموقراطية التي تغنى بها الشعب الفلسطيني ، ما هي إلا حالة عارضة ، أو سحابة صيف عابرة . وها هي أكبر فصائله تتنكر لها ، وتصر على تحكيم لغة الحديد والنار بدل لغة المنطق والحوار ، لغة احترام الرأي والرأي الآخر ، لغة التآخي والتواد والتراحم ، لغة الشراكة العادلة في تصريف شؤون الوطن ، لغة ثوابت القضية التي ليس لها إلا أبجدية واحدة وحيدة ، تتمثل في استعادة كل استحقاقاتها الشرعية .

    ورابعة هذه المخاوف ، ومرة أخرى ، نرفع أيدينيا إلى السماء ، سائلين الله جلت قدرته ، أن لا تكون هذه الأحداث مقدمة لما هو أسوأ . وهل أسوأ من أن تنحر القضية في مذبح الصراع الفئوي على الإستئثار بالسلطة ، والإنفراد بها . وعلام هذا الإقتتال اللامبرر بين الأشقاء ؟ . علام هذا الصراع الدامي الذي لا هدف له إلا المحاصصة والإستئثار ؟ . إن الوطن محتل ، والقضية في الأسر .

    لقد صمدت القضية الفلسطينية طيلة عقود طوال من الزمان رغم التحديات والصعاب والمحن ، والتضحيات الجسام بالنفس والنفيس ، كون المنظور كان واحدا . أما والحال هذه ، فإن القضية تمر في تجربة خطيرة غير مسبوقة ، تعصف بها الأهواء الشخصية ، والأنانية الفردية .

    إلا أننا نحن الفلسطينيين ، وبرغم هذا النفق المظلم الذي لا يلوح بصيص نور في آخره ، لا نيأس ولا نقنط من رحمة الله . إن ثقتنا بالله لا يرقى لها أي شك . إننا نؤمن أن الدم الفلسطيني لن يستحيل إلى ماء . إن القضية إرث مقدس ، لا يمكن التفريط به . إنها خط أحمر ، لا يمكن أن يداس .

    كلمة أخيرة ، هناك حقيقة لا يمكن التغاضي عنها ، أو الإلتفاف عليها ، أو تجاهلها مؤداها أن أيا من الفصيلين الأكبر والأقوى في الساحة الفلسطينية – وهما جزء من الوطن وليسا كله – لا يمكن للواحد منهما أن يجتث الآخر ، أو أن ينكر وجوده ، أو أن يلغيه من أجندته . إنه الوجود الفلسطيني قائم على التعددية . إنها التعددية لا عنوان سواها . فهي الحصن الحصين للوطن . وهي مفتاح الدخول إلى الوفاق والإتفاق . وهي السور الفلسطيني العظيم لحماية القضية والحفاظ على ثوابتها . ولا بد من الرجوع اليها الآن الآن وليس غدا .

    إن الذين صعدوا إلى أعلى أغصان الشجرة في لحظة من لحظات الغضب والمرارة ، لا بد وأنهم سوف ينزلون منها . لا بد وأنهم سيعودون إلى حضن القضية . فهم وإن كانوا خطين عقائديين متوازيين ، إلا أنهم فيما يخص القضية الفلسطينية المقدسة ، لا يمكن لهم إلا أن يتلاقوا ، ولا بد أن يعود الوئام والسلام ، ولا بد أن تعود قضية التحرر من الإحتلال هي الشغل الشاغل ، والوسيلة والهدف . وما دون ذلك هو الإنتحار والإندثار . وإن غدا لناظره قريب . والله يحميك يا وطني .





  2. #2
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    الاستاذ الكريم لطفي زغلول ...
    صباحك الشهد كله ودمت بعافية
    لو تأذن لي أخي الفاضل ... سادرج هنا مقالة لاستاذي د. خالص جلبي ... وانتظر منكم التفاعل لنوافقه ونخالفه فيما ذهب...المقالة ... تحتاج الى نقدكم


    لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا

    وتقبل بالغ تقديري بشخصك ايها الثائر الأبي الوفي
    \



    قتال الفلسطينيين لبعضهم صيف 2007م

    بقلم خالص جلبي

    سيكتب صيف عام 2007م أنه تاريخ كاشف على مرض العرب الفعلي، حيث اقتتلت فتح وحماس بكل حماس، فقلبوا بعضهم كما فعل الرفاق في عدن والبعثيين في دمشق والعراق من قبل ولا جديد.

    وقد يتعجب القاريء حينما أقول إن ما حدث رائع وليسا عيبا، وهو خبر سار وليس حزينا، لأنه كاشف لمرضنا الفعلي بدون مواربة، وهي فرص تاريخية قلما تسنح، حين يعلن المرض عن جبروته بكل وضوح وبدون أي تفسير، بحث يدفعنا للمراجعة المؤلمة. ولذا يجب أن نفرح من جانب لما حدث، لأنه كشف عن طبيعة المرض الحقيقة، التي طالما نهرب من إدراكها.

    وفي حرب الخليج الأولى كان صدام يضرب تل أبيب والرياض بنفس الصواريخ، ونسينا يومها إسرائيل، واضطررنا إلى مواجهة الصورة الفعلية، وعرفنا أن علتنا داخلية، وأن الصراع العربي العربي، هو الجوهري والحاسم والأساسي، وأن الصراع العربي الصهيوني هامشي وجانبي، ولذا فإن ما حدث في صيف 2007م كان أكثر من رائع في البرهنة الحادة على حقيقة العلة.. خلافا لما حدث في صيف 2006 حين واجه حزب الله إسرائيل، لأنه يخفي طبيعة المرض ويفتن الناس ويصرفهم عن العلة الأساسية..

    وهو يؤكد أن مرضنا داخلي قبل أن يكون خارجيا، وأننا يجب أن نكف عن الحديث عن الأعداء، وأننا ألد الأعداء لبعضنا بعضا، وأن عدونا الأشد هو نحن. وأن علتنا داخلية. وأن مرض أهل الكتاب واحد، وأن ما عانت منه بنو إسرائيل يوما، لا يخص بني إسرائيل، بل نحن بشر ممن خلق نصاب بنفس العلل. وحين يقص علينا القرآن خبر أهل الكتاب فليس للتسلية بل الموعظة والاعتبار، ولكن كما تقول زوجتي ما أكثر العبر وأقل الاعتبار..

    ومن يتحدث عن الأعداء يبتعد عن موطن المرض، ومن يتحدث عن الانهيار الداخلي ومعالجته، يبحث في الأرض التي فيها الحل.

    وتعلمت من مالك بن نبي المفكر الجزائري قوله، أنه بقدر حديثنا عن مشاكلنا الداخلية بقدر الاطمئنان أننا نعمل في المكان الصحيح، وبقدر حديثنا عن الصهيونية والماسونية وما شابه من العناصر الخارجية، فإننا نبتعد عن مكان الحل، ويذكر أي مالك عن مؤتمر جرى في الغرب للحديث عن مشاكل العالم الإسلامي، فجاءت (سيغريد هونكه) الألمانية لتسحر الحضور بكتابها عن (شمس العرب تسطع على الغرب)، وهكذا أمام هذا البخور العابق نسى القوم المصيبة الداخلية، وبدأوا يتحدثون عن أمجاد الماضي.

    وجرت العادة في بيتي يوميا وأنا أقرأ السيرة لزوجتي، أننا نمر ببعض المواقف فتخشع القلوب وتذرف الدموع، ونعرف العظمة التي عاشها الأسلاف في لحظات التدشين الكبرى، فنبكي مرتين على جلال الحدث، وضعفنا الحالي، ونتمنى أننا عشنا في تلك اللحظات التاريخية المشرقة، وحتى فترة الحكم التركي على ضعفها تبقى أفضل من أيامنا الحالية، أمام مذابح العراق واقتتال الفلسطينيين بين بعضهم بعضا، وهو يذكر بالآية القرآنية عن بني إسرائيل "وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون.. ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض، فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون. أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون"

    روى لي فلسطيني أنه غضب على زوجته يوما فضربها وكانت النتيجة أن حملت إسعافا إلى بيت الناس وحمل هو إلى المشفى بأزمة قلبية، وأنا أتذكر حديث المصطفى ص في حجة الوداع وهو يستوصي بالنساء خيرا لمعرفته بفحول العرب؟؟

    وهكذا فعلة العلل ومكان المرض هو دوما العنصر الداخلي قبل أن يكون خارجيا. يصدق هذا على كل شيء بدء من سقوط غصن وانتهاء بانهيار حضارة. ولكن بين العرب وهذا الفهم بقدر بعد الكوكب الجديد المكتشف على مسافة 20,5 سنة ضوئية..
    الإنسان : موقف

المواضيع المتشابهه

  1. قراءة في الوضع الراهن
    بواسطة د. محمد الشناوي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 22-04-2010, 12:06 AM
  2. غداة قمة شرم الشيخ " قراءة .. في السياسة الإسرائيلية " : لطفي زغلول
    بواسطة لطفي زغلول في المنتدى نُصْرَةُ فِلِسْطِين وَالقُدْسِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-07-2007, 05:34 PM
  3. مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 25-02-2007, 06:40 AM
  4. قراءة .. في المشهد الشعري الفلسطيني : لطفي زغلول
    بواسطة لطفي زغلول في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 27-01-2007, 11:45 AM