-1-
وحِيدين كنا في الخلاء
ورمالٌ
تحرقُنا،
حفاةٌ فوق لهيبِها
وفوق المتون جلودٌ
ورائحةُ شِواء.
وشمسٌ
أبت إلا أن تتوسط سماء بقعتنا
نلْبَسُها معاطفَ لا تقينا لسعاتُ
الذبابِ الحانقٍِ ألماً
سماؤنا
ما عرفناكِ بخيلة
أَبَيْتِ أن تُعطينا من فيضكِ
رشفةً واحدةً تُرَّطِبُ شِفاهنا
المتحجرةِ من قَسْوةِ القيظْ
الرمالُ تنحدرُ من مساربِ الجبال
ولا نرى ريقَ السماءِ يسيلُ لعاباً
من شِعابِ جِبالِنا
نرى
الرِّيْحُ تحملُ ذرَّاتِ الهباءِ
بلا قطراتِ سحابٍ
تتراقصُ معها
أيُّها الوابلُ أقبل علينا
بللْ نشْفَ المطرِِ
من خيرِ السَّماءِ
أقْبِلْ
لِتَكْنِس بقايا الشِّواءِ من فوقِِِ هاماتِنا
لِتَهْتزَّ السَّما ءُُ
لِتُقْبِلَّ السحاباتُ الماطراتُ
أوَ تُرانا سَنَرْتَجِّفُ من بَرْقٍ يتلوها
لا نجدَ لنا من دونهِ ساتراً؟
-2-
تحت فوهة من نور
هاهو الحلمُ المكتوبُ فوقَ الجباهِ
هوى من فوقِ سنامِ اليقظةِ ليتبصرْ
هاهو البدرُ تعلَّقَ في سَمْكِ السماءِ
كفُوَّهةِ نورٍ من قمةِ خيمةٍ زرقاءَ
أضاءَ الحجارةَ ،
هالَ على البحرِ سجادةَ نورٍ تتماوجْ
وحاجبيَّّ فوق المُقََلِ تقوسا
من دهشةِ جمالٍ
أَغْتَسِلُ بنورهِ.
في رُكْنِيَ المهزوز
قرابةََ صخرةٍ ناهضةٍ
من الشاطئِ المسكونِ جمالاً ،
أراقب ،
أنتظرُ مُنْتَصفَ اللًيلِ علّهُ يأْتي بزائر.
حُلْميَ الذي بَهَرتْه عَتْمةٌ ، يتخللُها نورٌ متصببٌ
يَرْشَحُ رذاذاً كاذبً،
يبحثُ عن ذلكَ الزائرُ
لعلَّهُ يأتي لنصْطلي معاً
هاهو هناك
واجفٌ من همسِِِ خفاءٍ ، آتٍ
من تحتِ صَدْعِ الثَّرى
المُرتق بالجفاف
ليأتِ
سأُسْقيهِ من طاسةٍ فيها مَنْقوع آيةٍ
ولِيَهَبَني رسالةًً
من وراءِ السماءِ
ورسالةً منْ
سحاباتِ الرحيلْ
-3-
بشراك يا سماء
طلائعُ الفجرِ لاحتْ كغُلالةٍ
تلمعُ من وراءِ
ستارِ حُلمِ ليلٍ راحلٍ،
وزائرٌ يلتَمِسُ الطريقَ
في ظلمةِ البَيْنِ بَيْنٍ،
باحثاً عن الطاسةِ،
يلتقِطُها ، يَعُبُّ منها
رشْفةًَ ..رشْفتينِ..ثلاثُ رشْفاتٍ،
يُتَمْتِمُ كالوِرْقِِ يُسبِِّحُ،
لتَرْقُدَ الهدأةُ في النفسٍِ.
يرقدُ زائري
فوقَ اريكةِ عشبٍ يابسٍ،
ومن بينِ قبضةِ أصابعَ يدهِ
ينبلجَ نورُ رسالةٍ
بأنَّ الغيثَ قادمٌ
بأن الوابلَ سيبللُ نَشْفَ المطرْ..
لتنِبذوا القُنوطَ أيها البشرْ
ولتُبْشروا..
بزفرةٍ- قالها-
فاتحاً مداخلَ الرحمة..
المطرُ قادمٌ ..الوابلُ آتٍ
لتعودَ الحياةُ منْ جديدْ.
لميـــــس الامـــــــام