مرحبًا.
هذه روايتي الأولى أرجو المتابعة لمعرفة آرائكم.
سأنزل مبدئيا بحلقة قصيرة فلنعتبرها مقدمة ثم تنزل الحلقات الأخرى مضاعفة أضعافا عديدة في الحجم.
1كان الموقف غريبًا. عظيمًا. جَللا. فجأة انقلبتْ السنة. وصار العبد حُرّا. اختلّ التوازن. وارتجف قلم الرّاوي. عكس السكين الغائر في كرش أبي سنة!.
2وقف مستندًا بظهره إلى أحد أعمدة مبنى كليته. واضعًا يديه في جيبيّ بنطاله في استهتار. رافعًا إحدى ساقيه مسندًا إياها إلى العمود بباطن حذائه في حركة يراها تميزّه بين أقرانه من الشباب.
هذا هو أمجد. أمجد فاروق الطالب بإحدى الكليّات النظرية التي لا يعبأ بخرّيجيها أحد. الكل يحمل شهادة هذه الأيام. لا فرق بين ليسانس وبكالوريوس إلا بالتقوى!. كان أمجد مستهترًا. مستهترًا في حياته كلها. في الدّراسة. وفي الحب. وفي العمل. عمل أكثر من مرة. أسهل الأعمال في نظره هي التي يجلس فيها العامل على كرسيّ. كما أنها تشجّع على القراءة المتواصلة لدقائق عديدة. أمجد يعتبر نفسه مثقفا على درجة كبيرة من الوعي.
عبرت فتاة متبرجة أمامه فغمز لها وقال وهو يميل برأسه:
- عسل والله عسل!.
فابتسمتْ الفتاة ولكزت صديقتها فأبطئتا من سرعتهما في السير استدراجًا لمزيد كلام معسول منه. ابتسم بدوره واسترخى أكثر في وقفته. أرجع رأسه إلى الوراء حتى لامس أكبر جزء منه العمود الهائل خلفه. ثم أغمض عينيه ثوان في رضا.
وهكذا تمضي الأيام!.