أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: .. فلسطين تاريخ الحاضر .. والعراق تاريخ المستقبل .. (2)

  1. #1
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي .. فلسطين تاريخ الحاضر .. والعراق تاريخ المستقبل .. (2)

    الجزء الثاني : من قراءة التاريخ ..
    هل كان أمام أمريكا من خيار سوى غزو العراق .؟
    أيها الأحباب .. السلام عليكم ..

    من مسلمات العصر .. أن أمريكا دولة عظمى وقوية بكل المقاييس العصرية للبشر ، ولها مصالح إستراتيجية لا يمكن أن تسمح لكائن من كان بالمساس بها .. وليس في هذا -إجمالاً- ما يخالف المنطق .
    ونحن كعرب أو كمسلمين .. نقول أكثر من غيرنا أن أمننا القومي العربي ، ومقدساتنا الإسلامية ، وكل ثوابتنا الثقافية – هي خطوط حمراء ودونها الموت .. وهذا عين الصواب والمنطق .


    إن الزوايا الثقافية والاتجاه الفكري والمحطات التاريخية .. التي انطلقت منها لفهم أسباب الغزو الأمريكي للعراق .. كلها دلت على أنه لم يكن أمام أمريكا من خيار سوى غزو العراق .!

    هنالك حقائق لامناص من الوقوف عندها والاعتراف بها .. وهي أننا الآن نقع خارج محيط الدائرة الفاعلة في التاريخ ؛ وأن موقعنا في التاريخ والجغرافيا هو مركز دائرة مناطق النفوذ وأسواق الاستهلاك - بالنسبة للدول العظمى والصناعية ؛ وأن الدول العظمى تتنافس من أجل الفوز بنا – لا من أجل الفوز علينا ؛ وأننا لا نـُشكّل خطراً مباشراً على مصالحها وأمنها ؛ وأنه من الناحية المنطقية والواقعية – فإن الأمر سيان بالنسبة لنا أكان تحالفنا مع أمريكا أو مع منافسيها .. والموقع الأمثل لنا هو الحياد مادمنا لا نملك أن نكون طرفاً مستقلاً وفاعلاً في المعادلة ، وليست لدينا القدرة على مساندة أحد ولا الدفاع عن أنفسنا ..!

    إن أمريكا ممثلة في المؤسسات الاقتصادية العملاقة التي ترسم السياسة الخارجية لها ، والتي تـُدير عجلة الاقتصاد العالمي وتقود مسيرة التكنولوجيا في كل المجالات .. تخشى روسيا المنافس التاريخي لها ، وتخشى الصين المنافس القادم لها ، وتخشى الاتحاد الأوربي المنافس المتوقع لها – على مصالحها ومناطق نفوذها – لاسيما النفطية منها ، وأسواقها الاستهلاكية ..!
    وقد وضعت السياسة العربية (العراقية هنا ) الإستراتيجية الأمريكية أمام أحد خيارين .. إما مواجهة مستقبلية مؤكدة مع أحد منافسيها الكبار الذين تـُخطط القيادة العراقية للتحالف معهم ؛ أو أن تستبق تلك المواجهة باحتلال العراق ..!

    إن من بين الحقائق التي لم يستطع العرب فهمها أنهم اليوم : ليسوا أكثر من أسواق استهلاكية ومصادر للمواد الخام . بالإضافة إلى أن العرب والمسلمين لم يستطيعوا قراءة الفكر الغربي المادي .. حيث أن الغرب يحتاطون من كل تصريح سياسي وديني ، ويأخذونها على محمل الجد .
    ومن يستمع إلى تصريحات العرب والمسلمين وإذاعاتهم وبرامجهم التلفزيونية وندواتهم الثقافية والشعرية .. يظن أن العرب بقوة أمريكا عسكرياً وبتعداد الصين شعبياً وبوعي الأوربيين ثقافياً وبقدرة اليابانيين علمياً وبأسرار الروس استخباراتياً ... بينما الحقيقة أنهم على النقيض من ذلك تماماً .

    إن استمرار العرب والمسلمين في التغني بأمجاد الماضي ، وعدم قراءة الواقع كما هو .. قد صنفهم في الثقافة العالمية على أنهم العدو الضعيف في مواجهة الجميع .

    كان السبب المباشر الأول الذي عجـّل بتحديد موعد غزو العراق هو إعلان الدولة العراقية عن بدء التعامل بعملة الاتحاد الأوربي (اليورو) مقابل النفط ، والتوقف عن التعامل بالعملة الأمريكية (الدولار) ، ونحن نعلم حرب العملات المعلنة بينهما .
    وكان السبب المباشر الثاني في التعجيل بموعد الغزو هو إعلان العراق عن صفقة كبيرة وطويلة الأجل في مجال النفط – مع روسيا .
    أما الأسباب الأساسية للغزو فإنها ترجع إلى أيام الحرب العراقية الإيرانية ، ومساعدة أمريكا للعراق خلالها – ثم طرد العراق المفاجئ للبعثة الاستخباراتية الأمريكية بعد انتهاء الحرب مباشرة ؛ والتي أتبعها العراق بغزو الكويت ؛ بالإضافة إلى النفوذ الصيني المتنامي في تلك المنطقة الحيوية –وهذا سبب رئيسي ونراه اليوم يطل علينا من دار فور - واستغلال الصين لحمى العداء العربي الإسلامي لأمريكا وحليفتها إسرائيل .

    ولأنه ليس من الحكمة في شيء أن تـُعلن أمريكا عن الأسباب الأساسية للغزو - تفادياً لمواجهة مع الخصوم والمنافسين الأنداد ؛ فكان من الضروري إيجاد بدائل قابلة للإعلان ، من قبيل السلاح النووي ، وجلب الديمقراطية .

    ومخطئ من يظن أن أمريكا تريد الاستيلاء على نفط العرب مجاناً ؛ إنما هي حرب الكبار والإستراتيجيات البعيدة . والحقيقة أن قوة أمريكا تتمثل في قوة عملتها الدولار الذي لا رصيد له إلا بقاء أمريكا قوية – بخلاف كل العملات التي لها رصيد يُـعادلها من الذهب . فسقوط الدولار يعني سقوط أمريكا ، والذي يعني بدوره انتحار العالم حسب الموازين والمعايير السائدة الآن .

    إن معاداتنا لأمريكا كأنما تنبع بالأساس من شعورنا بالنقص والضعف أمام قوتها - لا بسبب ظلمها ؛ لأننا نـُعاديها بالتحالف مع أعدائها ومنافسيها ، وليس مع أصدقائنا (لأننا لم نـُبق على أصدقاء) .

    إن القراءة المنطقية والمنصفة للواقع تقول : إلى أن يُـصبح العرب والمسلمون قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية –قائمة بذاتها – عليهم التزام الحياد وعدم تغليب أو تقوية طرف على حساب طرف آخـر من الأطراف الفاعلة في الساحة العالمية ؛ وعليهم إبعاد الدين عن الخلافات السياسية والاقتصادية ؛ وعليهم تسمية الأمور بمسمياتها العالمية العصرية الواقعية أيضاً - لا بمسمياتها العربية التاريخية فحسب .

    الجزء الثالث أي الزوايا من التاريخ - نقرأ - ومن الذي عليه أن يقرأ .!

    يأتيكم قريباً .. مع أصدق تحياتي ..
    إذا سرَّكَ ألا يعود الحكيم لمجلسك .. فانصحه بفعلِ ما هو أعلم به منك !

  2. #2
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    الاستاذ الكريم ابو بكر

    سلام الله عليك

    نعم هو ماقلته ايها الهمام :
    ( ومن يستمع إلى تصريحات العرب والمسلمين وإذاعاتهم وبرامجهم التلفزيونية وندواتهم الثقافية والشعرية .. يظن أن العرب بقوة أمريكا عسكرياً وبتعداد الصين شعبياً وبوعي الأوربيين ثقافياً وبقدرة اليابانيين علمياً وبأسرار الروس استخباراتياً ... بينما الحقيقة أنهم على النقيض من ذلك تماماً .)

    اقول
    حدثنا مالك بن نبي عن القابيلية للاستعمار
    اما خالص جلبي فقد وضع كتابا ً هاما ً اسماه ( الزلزال العراقي ) جاء في مقدمته التالي
    المرض الفرعوني

    كان محمد (ص) يتهم بأنه مجنون وساحر وكاهن، وأنه يشتم دين الآباء، ويسفه عقول ذوي الأحلام، وأنه (مرتد) صابيء عن دين الجماعة، وأنه جعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب. فلم يقتل أحدا ولم يخطط لانقلاب عسكري وكان جلّ همه حينما تآمروا على قتله أن يخلفه علي (ر) في فراشه لإرجاع الأمانات إلى أهلها. وكان بلال (الأسود) يؤخذ في حرارة مكة التي تصل في الصيف إلى ما فوق الخمسين درجة فيلقى على الأرض ثم يؤتى بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ويؤمر أن يكفر بمحمد فكان يردد بصوت يجمع بين الألم والمتعة والتحرر أحد أحد.
    ونحن نعلم أن الإسلام بنى مجتمعا فريداً بدون أن يدافع أحد عن نفسه وبخسارة شهيد واحد هي امرأة. كما أن المسيرة الخضراء حررت الصحراء المغربية بمسيرة سليمة، ونعلم أن الثورة الإيرانية انتصرت وهي تستقبل الرصاص، وفي يوم الجمعة الحزين 8 أغسطس من عام 1978 م خرجت حوامات الشاه فقتلت 4650 إنسان في ساعة من نهار بينهم 600 امرأة، وهو بقدر ما قتل من الناس في 11 سبتمبر عام 2001م في نيويورك، ولكنهم كانوا يضعون الورود في فوهات البنادق ويقولون أيها الجندي لا تقتل أخاك. وانتصرت الثورة بدون قتل جندي واحد. وبعد نجاح الثورة كان عند الخميني من "الكارزمائية" ما يجعله ينجح في تجربته الجديدة فيسقط أي طاغوت بنفس أسلوب إسقاط الشاه،




    وعندما كان قوم موسى يتذمرون من بطش فرعون كان ينبههم إلى القانون التاريخي "أن العبرة ليست في إزالة فرعون ولكن من سيخلف فرعون؟" (قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون؟).



    إن الناس في العالم الثالث يزحفون إلى صناديق الاقتراعات الكاذبة تحت ضغط شعور مزدوج أنهم يجب أن يذهبوا وأنه يجب أن يكتبوا نعم وضد قناعاتهم مع أن البطاقات تحمل خيار نعم أو لا، أو التحفظ بدون نعم ولا. إنهم يستطيعوا أن يجلسوا في بيوتهم ويشربوا الشاي والقهوة ولا يشاركوا في انتخابات مزورة ولكنهم في حالة سحر. إن القرآن ذكر فرعون أنه والنخبة معه "سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم" والنخبة معه كانوا يهتفون بحناجر مبحوحة إنا بعزة فرعون لغالبون. كما تهتف الجماهير العمياء اليوم في دول العالم الثالث. إن مفتاح التحول نفسي و (بلال) لم يقوم باغتيال أحد أو قتل إنسان وكل ما فعله هو عدم التعاون ورفض الطاعة وتحدي القانون الظالم. وأهمية هذا الشيء أنه ذو محتوى أخلاقي يواجه ضمير الآخر وليس سلاحه. لأن التقاء الأسلحة تقود الطرفين إلى المحرقة. والقاتل والمقتول في النار، بدون يقظة في الضمير أو وعي في الأمة. فالقتل يغير الشخص ويحافظ على الأدوار ليجلس القاتل في مكان المقتول، كما هو حاصل في تاريخنا. عندما كانت عائلة تستبدل بعائلة فتزداد الأمور سوءاً، وشخص بشخص لتنمو شجرة الديكتاتورية مترا أطول.

    لم يزدد تاريخنا إلا عنفا وظلاما وإحباطا وانحطاطا. ولا نعرف اليوم هل وصلنا إلى القاع أم مازالت أمامنا درجات باتجاه مخطط الانبطاح إلى الصفر. واليوم ينطبق هذا الشيء على حكومات العالم الثالث مع أمريكا التي تكرر عمل (عاد) فتقول من أشد منا قوة؟ إن القرآن يرد القوة إلى معنى روحي "أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة؟" والقرآن يذكر بعظة التاريخ أن نسير في الأرض فننظر كيف كان عاقبة الذين خلوا من قبل؟ فالإمبراطوريات العظمى انهارت بفعل "قصور الطاقة الإبداعية" أكثر من الهجوم الخارجي، كما حصل مع الاتحاد السوفيتي حينما انهار وفي قدرته تدمير الكون مرات. وماتت الحضارات بعلة "الانتحار" أكثر من القتل كما يقرر ذلك المؤرخ البريطاني توينبي، وبآلية "الظلم" ووضع اليد على الذراع الحربية البطاشة المغرية كما فعلت دولة آشور التي سوت مدن المنطقة بالأرض ولكنها ماتت "مختنقة في الدرع" على حد تعبيره. و(باول كينيدي) المؤرخ الأمريكي يتوقع لأمريكا تقلص ظلها وأفول حدها وتراجع تحكمها في الاقتصاد العالمي من 33% إلى 18%، ويعلل هذا بآلية (فرط التوسع Expansion)، وميزانية وكالتين للاستخبارات في أمريكا اليوم هي 270 مليار دولار وكلفة حاملة طائرات واحدة أكثر من 4 مليار دولار.

    \

    منقول بتصرف
    الإنسان : موقف

  3. #3
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    الأستاذ الفاضل خليل .. سلام وتحية ..

    أخي الكريم .. دائماً كان دأبي هو سؤال كل من أتاحوا لي فرصة لسؤالهم -ممن أخالطهم وأجالسهم في مجتمعي - العربي المسلم .. وعادةً ما تكون أسئلتي لهم من قبيل :
    هل ينعكس إيمانكم بالله وبالبعث والحساب على أفعالكم وأقوالكم ، بمعنى هل أنتم مستعدون للقاء الله في أية لحظة ..؟
    .. ودائماً كانت إجاباتهم .. نتمنى أن نصل إلى هذه الدرجة من الإيمان ، ونرجو أن تتبدل سلوكيات الناس وواقع المجتمع الأقتصادي - فهي التي تُجبرنا على غير ذلك ..!
    أخي الكريم .. إن غياب المواطن العربي المسلم الذي يوافق ظاهره باطنه .. كارثة نعيشها ..!
    وغياب الإنسان الحر الطبيعي - داخلنا .. مصيبة عربية ..!
    وغياب الصدق والأمانة بيننا .. طامة تلتهم مجتمعاتنا ..!

    أخي العزيز .. لا أرى أن تسميتنا (أتباع الإسلام ) صائبة اليوم ..
    بل نحن اليوم قادة الإسلام .. فكلٌ يريد من الإسلام أن يتبعه ويُبرر له أفعاله وأقواله ، ويُـكفـّر مُعارضيه هو ، وليس معارضي الإسلام .

    أعتقد جازماً .. أنه إذا صح لنا أن نقول عن دولنا - دول ... فهي دول بدون حكومات ..
    وإذا كانت لدولنا حكومات - فهي بدون شعوب ..
    وإذا كانت لدينا شعوب - فهي بدون أفراد مسلمين .

    نرجو الله الهداية ..

    موفق أنت أخي الكريم .. بإذن الله ..

المواضيع المتشابهه

  1. عاد إليها جثة !... إهداء لكل المكلومين في فلسطين والعراق الحبيبتين.
    بواسطة د. نجلاء طمان في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 40
    آخر مشاركة: 06-07-2022, 01:51 AM
  2. من تاريخ علم المستقبل
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-07-2014, 10:32 PM
  3. - رمضان .. والعراق -
    بواسطة عبدالله بيلا في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 43
    آخر مشاركة: 29-10-2007, 12:30 AM
  4. فلسطين تاريخ الحاضر .. والعراق تاريخ المستقبل .. (1)
    بواسطة أبوبكر سليمان الزوي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 18-07-2007, 07:32 PM
  5. يقذفني الشوق إلى تغريبة أبي .. والعراق !!
    بواسطة إبراهيم القهوايجي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 30-09-2005, 11:19 PM