أنـــتـــظـــر...
وداعا..
أسراب طيور تحلق فوق ربيع عمري ، وداعا........
وجمان يتلألأ من النجوم على صفحة سمائي ، تشرق وتغرب ، تلفها سحب الخريف بهدوء أحيانا ، ثم تنقشع مع رياح الصباح اللطيف .
أنتظر.. لا زلت أنتظر.. أداري دمعتي تارة ، وأحتضن قلبي تارة أخرى ، وأحكي للطبيعة حولي ، للورود ، للبحيرة الصافية ، للأطفال.. قصة أنسجها بإبداع ، فأتنهد ملء صدري ، آه ...
جميلة أنت يا نغمة حزني ، ويا أنات انتظاري الحالم ، ويا سويعات انشغالي بالتفكير بعيدا...
أنتظر.. لا زلت أرقبك من بعيد ، أتأرجح ، وأنا أطلق آهاتي بعمق ؛ فأنا على يقين من أنني سأرسم بدمعاتي لوحات عظيمة ، وأنني سأقهر كل ألم ، كل ألم ؛ لأنني سأجد المعاني العميقة ، وسألتقط الدرر في قاع المحيط .
وداعا..
أسراب طيور النورس تحلق قريبا مني ، تداعب خصلات شعري برياح أجنحتها ، وتثير عبق البحر الرطب بالحزن القديم .
تتردد مياه البحر على قدمي العاريتين ، آهة تقبل ، وآهة ترحل ، وزفير وشهيق ، وشروق وغروب ، وخفقة تتبعها خفقة .... كل شيء يتحرك حولي ، مع الزمن نرحل على قافلة الحلم الكبير .. الكبير.. ليس بعيدا ، إنه يشد جسده بعد رقاد ، أسمع صوته ، يتثاءب أحيانا ، ثم يصفر بقوة ويذهب ، ثم يعود ، كل يوم !
أنتظر.. نعم أنتظر..
أخشى أن أتوه أحيانا ، وأن تحاصرني ريح عاصف تهوي ببذوري في مكان سحيق .......
آه.. آه.. آه..
أين أنت يا حصاني الماهر ؟!
تعال ، اقترب مني ، دعني أضمك أيها الرفيق الخدوم ، أيها الصامت الحبيب . انطلق الآن ، سنأخذ جولة عبر فيافي المجهول ، سنخوض كل الأهوال ، لنجرب أن نكون كل شيء.. سنغامر يا عزيزي... هل ستجيبني ؟! لا أظنك تمانع أيها الحبيب ..... أنت تعلم ما أنا فيه ، وما أريد .
انطلق............ انطلق............ انطلق.............
ما أصعب المغامرة ، وامتطاء المجهول ، لكنني لن أتراجع ، سأجعلها ترنيمة أخيرة ، سأحاول ملء ما فيَّ من إلحاح ، وتوق للمزيد ، إنني لا أزال أنتظر يا حبيبي ، أنت تعلم ..
ليست رحلة آمنة ، ولكن الدافع يزلزلني ، والمجد يغريني لا من أجل أن أكون ، وإنما لأن حلمي يدغدغ إحساسا إنسانيا رائعا..
أنتظر اكتمال المشهد ، في حين أنني أعيشه لحظة بلحظة..
خلود داود أحمد
06/07/2007
![]()
![]()
![]()