|
مِنَ اللَيلِ أَشواقٌ أَضَرَّت جَوانِحي |
وَ جارَت عَلى قَلبِ المُحِبِّ المُسامِحِ |
وَجالَت بَأَثوابِ الفَخارِ تَغيظُنا |
وَ ما ذاكَ إِلّا مِن صَفاءِ مَدائِحي |
فَصارَت بَأَلسُنِنا تُحارِبُ نَفسَنا |
تَجولُ كَأَسرابِ الخُيولِ الجَوامِحِ |
تَبَسَّمُ لَمّا أَن تَرانا بَواكِياً |
وَ تَشرَبُ مِن سَيلِ الدُّموعِ السَوافِحِ |
وَ تَبكي إِذا فَرَحاً بَكَينا وَ كُلُها |
دُموعٌ تُفَرِّقُها عُيونُ المَصالِحِ |
أُخَبيءُ حُزنَ القَلبِ وَ القَلبُ عامِرٌ |
بِحُزنٍ عَلى حُزني إِذا شاءَ فاضِحي |
تُباهي إِذا قامَت مَهاةً عَرِفتُها |
بِبَطنِ شُعَيبٍ بَينَ تِلكَ الأَباطِحِ |
فَإِن كانَ في حُزني سَعادَتُها فَقَد |
تَجَنّى عَلى قَلبي حِسانُ المَلامِحِ |
وَ لَيسَ يُواسيني إِذا اشتَدَّ هَجرُها |
سِوى رَجُلٍ بَينَ الأَّحِبَةِ ناصِحِ |
فَذالِكَ عَلّامُ مُحَمَّدَ إِنَّهُ |
تَبارَكَ مِن خِلٍّ جَميلِ المَلامِحِ |
وَ عَقلٍ لَهُ لَو أَنَّ لِلقَومِ بَعضَهُ |
لَسادوا بِهِ أَهلَ العُقولِ الرَّواجِحِ |
تَلَفَّعَ بِالآدابِ ثَوباً كَفاهُ عَن |
تَمَلُّقِ مُحتاجٍ وً تَقريظِ مادِحِ |
كَريمٌ إِذا ما أُورِدَ الرَّحلُ خاوياً |
تَحَمَّلَ أَثقالاً فَلَيسَ بِبارِحِ |
فَكَيفَ يَكونُ الشِّعرُ إِلّا تَمَدُّحاً |
وَ إِظهارُ عِرفانٍ وَ تَمزيقِ قادِحِ |
تَفَجَّعتُ أَن قَد فَرَّقَ الدَّهرُ بَينَنا |
وَ أَمسَيتُ في هَمٍ مُلِمٍ وَ فادِحِ |
أَعيشُ عَلى ذِكرى تُؤَرِّقُ مَضجَعي |
وَ تَطرَحُني في مُجحِفاتِ المَطارِحِ |
فَإِن كُنتَ في رَغدٍِ مِنَ العَيشِ بَعدَنا |
فَإِنا لَفي رَغدٍ مِن العَيشِ صالِحِ |
وَ إِن كُنتَ في غَيرٍِ فَإِنا جَميعُنا |
نُقيمُ عَلى جُرفٍ عَظيمِ الجَوائِحِ |