من طهرٍ , من كفٍ أمّي
غسلتِ عار الإخوانِ , مسحت دمع خلاّنِ
دمعا غاص البحر العطشانِ
خيولا تجوب العمق بحثاً عن الإنسانِ
عبرت تلافيف العقل
قطفت وردا
خلعت شوكا
ومرايا النفس ممرا لكل شيطانِ
هناك
في زويا التاريخ
إنشق الغدر
خرج قابيل بأفظع صوره
والليل يجثوا فوق رقاب العباد
إنسدلت ستائره
عبقت كل الأركانِ
بزغ الفجر والسفينة تمخر عباب الضوء
حتى رست في حضن الأم
وصياح الديكة مع الطل تتناغمانِ
يا مساحات الشوق ثوري
انهضي
ضمي صفحات التاريخ حبا
الفظي عنك غبار الأحزانِ
طفت الفصول اتنسم عبق الماضي
وجدتني اعود كمومياء بثوب اسود
لست محنطاً انا
وروحي تتنفس عطر الريحانِ
قلبت خزائن النور
لبست عباءة حرير
وروحي في كفي تغني
يا أمجاد العز عودي
ولدا هنا وهناك يلعب بحذاء ممزق
ركِب أجنحة الأيام
حمحمات الخيل تعلوا
تدلت برتقالة من الثريا
زيتونا يشفي العليل
أين ذهبوا ؟
هل تصفدوا مع النوارس؟
نوارسا طالت أعناقها عنان السماء
الميادين الصفراء تترنح
وتقف عند حدود الزمان
شق ثوب الطفولة البريئه
خرج حاملا عكازه
صوره ممنوعه عند اخوانه
ضمته امه الى صدرها
مسحت دموعه
وضعت همه في سلتها وانتظرت
هل مات ولدي؟
هل قُتل؟
زمجرت بأكفانها
هتفت لأخوانها
أنسيتم صعود الصادق الأمين من أحضاني
إحملوا نفائس الكون
خبئوها
إدفنوها مع ارواحكم
وكراسييكم تصعد الى غيابات الجب
لن تجديكم نفعا
مات السلام
ومات كل اخواني
منذر بهاني