المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى الخالدي
السلام عليك ورحمة من الله وبركاته
أما بعدُ..
أكتبُ إليكَ ، وأنا بكاملِ حواسّي السمعيّةِ ، والصوتيّة ، والبصرية ، أستجمعُ قوايَ من جديدٍ ، بعد أن هزني الشوقُ ، لحلمٍ دافئٍ ، يغفو بينَ ناظريكَ ، أجمعُ حباتٍ من سحبِ إروائي ، وأمطرُ بها قلبكَ القاصي ، النديّ ، يا أملاً يحلّقُ كلّ ليلةٍ في أفقِ رحيلي ، ويمنعني هاجسهُ ، ويوقفُ بدفئه فلولَ بكائي ، قبل أن يرتمي الدمعُ مشتاقاً لعناق وجنتيّ.
تحلّقُ فوقَ سماءِ لهفتي ، كنحلٍ يطنطنُ حولَ أغشيةِ مسامعي ، بهمسٍ يذيبُ لعمري ثلوجَ القطبينِ ، ويغرقُ محيطَ الأطلسِ ، بحلاوةٍ تسبحُ لهُ أسماكُ أنوثتي ، وتصبحُ بين قطراتهِ حوريةً للتوّ اغتسلتْ بطهرهِ ونقائه.
مُربكٌ أنتَ ، بملامحكَ الشرقيّة ، وحضوركَ الآسرِ.. حتى في غيابكَ ، تسترجلُ حروفاً ، ترسلها حمماً بلا هوادةٍ ، أجني منها بعض صبرٍ ، على هولِ ما أنا فيهِ ، من حالةِ حبّ ، لو اجتمعتْ عليهِ كلّ سطورُ الحبّ والهوى ، ما عرفتْ أن تفكّ سحرَ طلاسمه .
تكتبُ إليّ ، وتوقعني في ورطةِ أسرٍ طوعيّ ، تمسكُ فيهِ بأكفّي ، فأكتبُ لكَ بروحي ، المضمّخةِ بنبلِ المشاعرِ ، وعطرِ الوردِ ، أسقيكَ من قارورةِ أنفاسي حناناً ترنو إليهِ رئتاكَ المعلقتانِ ما بينَ بيني وبينَ روحي..أتزنبقُ على سطحِ بحركَ الخلاّبِ ، وأخيطُ بجفنيكَ طوقَ النجاةِ ، فتعلو هامتي ، تتراقصُ كنخلةٍ ،هامتْ برُطبكَ المتلاصقةِ عنوةً على سعفِها ، مثل وشمٍ دائمَ الوجود .
لا تسخّر عصافيرَ قلبكَ لتتجسسَ على أوراقٍ ، لنْ تجدَ فيها رجلاً سواكَ ، حتى قبلَ أن تبدأ حضارةُ الحضاراتِ بنقشِ سُلالاتها وأعمدتها الصلبةِ المحنّطة ، بنيتـُك أنا في روحي حضارةً طريّة كلّما شاختْ ، كبُرَ شأنها وعلا علوّ عليين ، فوق كلّ أرضٍ ، وفي أيّ فضاء .
منى الخالدي
17\07\07
الأديبة السيدة منى الخالدي الموقــّرة
تحية إعجاب بنبض وفيٍّ أصيل
لن أتحدث عن رقة التعبير, ولا عن بلاغة النص و جماله , فشهادتي تصاب بالخرس و الانبهار أمام عذوبة النص
لكنها , ذكية و راقية فكرة
/ لا تسخّر عصافيرَ قلبكَ لتتجسسَ على أوراقٍ ، لنْ تجدَ فيها رجلاً سواكَ /
فيها من الأنثى و الذكر الكثير الكثير...
شكراً لك على ما خطّته يدك
كل التحية
مازن سلام