أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: اللوحة ..

  1. #1
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    الدولة : في قلب غـــزة
    العمر : 37
    المشاركات : 147
    المواضيع : 23
    الردود : 147
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي اللوحة ..

    اللوحة .


    سقوط ٌ محتمل ..
    احتراقٌ يشبه غرفة الخباز ..
    مساحةٌ من الضوء لا تكاد تراني ..
    ****
    على صوت صراخه ، فتحت عينيّ كالمجنونة ، هرعت إلى المكان .. يا الهي
    .. انه نائم __ كان حلماً.
    ثمة هواجس ترحل إلى ذاكرتي .. شيئ ٌ ما استقر في أنفاسي المتلاحقة
    كعجلة السيارة .
    لابد أن المكان يعج بالمسافرين الآن ، فقد سافر حتى بدون حقيبة ، كي يبقى حراً طليقا .
    اليوم هو افتتاح المعرض الأول لسلمى أصرت علىّ لأذهب هناك .. سأحاول بإذن الله

    يرتفع رنين الهاتف ، يشق سكون الصباح المبكر
    - هناك من يتصل بك
    - حسنا
    من ياترى ؟ ... لم تتوقع أن يتصل بها أحد في هذا الوقت المبكر
    وضعت السماعة على أذنها المتهالكة .. المتشوقة للسماع .. لم تفتح فاها بكلمة
    طال الانتظار
    هي : من ؟
    على الطرف الآخر ، كان صوتُ ضجيجٍ يملأُ المكان
    كان الصوت على الحدود
    هو : المعبر مغلق
    لقد عرفت من المتحدث .. أهه.. إنه سمير
    سمع الله دعوتي ... لم أرد له السفر
    _ وماذا تود أن تفعل ؟
    _ لن أعود إلى غزة ... سأبقى حتى يُفتَح
    _ افعل ما بدا لك
    _ اعتني بإبراهيم
    _ وأنت أيضاً .. اعتني بنفسك
    *****
    الموت على حواجز الموت ... شيئٌ مناسب .
    كثير من الأشياء التي نتمناها لا تحدث ، وكثير منها لا نتمناها فتحدث ..
    لابد أن سلمى تنتظر قدومي وإبراهيم كي نشاهد معرضها الأول
    سلمى فتاة طموحة ..

    شعورٌ يشبه الأمسيات الشعرية ، كانت لدي قصيدة إلى حد الرغبة
    لم أجد إلا القلم الذي يقف بجانب دفتر الزوار ، كي يكتب شيئا في أعمال سلمى
    تجولت ... ورأيت .. فنٌ يعبق بالمكان
    آهه القصيدة ، شيئٌ يؤلمني .. في رأسي صخبٌ وموسيقى شعرية
    تذكرت محمد إقبال لما قال : ( تألمت فكتبت فارتحت )
    أشعر بصداع .. لا ينتهي إلا بقصيدة
    بلا وعي .. لم أجد نفسي إلا وأمسك دفتر الزوار واجلس في زاوية ، ومعي قلم الزوار
    بدأت سمائي تمطر بغزارة ... كنت أتمنى لحظة الإضاءة هذه منذ زمن .. أحداثٌ كثيرة دفعتني للكتابة ..
    نظر الجميع إلى باستهجان ، (سلمى ) كانت غاضبة .. ولكنها عالجت الموقف بسرعة ، ذهبت وأحضرت دفتراً احتياطيا وقلما آخر .. ولكنها تضايقت كثيرا
    ****
    _ ها أنا قد أتيت إليك أعتذر
    _ لا أريد الاعتذار ، لقد سببتي لي إحراجاً أمام الجميع
    _ سامحيني (سلمى ) فقد لاتعلمين مشاعري آنذاك
    _ أدرت ظهري وهممت بالخروج
    ولكن ....
    أعلى المدخل ... كانت هناك لوحة .. ولكنها تظهر كصورة أكثر
    صورة ... تحمل كل معالم سمير
    ****
    رفضٌ لشيئ يتحكم بالذات .. رغبة في الجموح ..
    احتراق يشبه غرفة الخباز ...
    ( أسقط وبلا مبرر )
    أقسى من الجليد .. وأكثر حرارة من الرمال اللاهبة
    سوف أذهب للمعبر الآن ..
    ولكن لربما يكون قد غادر البلاد
    بسرعة خاطفة كانت أصابعها تدور على الهاتف المتنقل .. فإذا بصوت ٍ تألفه : لا تتعبي نفسك .، قد عدت .
    بكل المفاجأة والصعقة صرخت :
    سمير....
    بكل الجنون طرحت الهاتف النقال الذي في يدها أرضاً .. حتى تهشم وأصبح ألف قطعة
    تفاجأ سمير مما تفعل حنين
    بدأت تهدر ... كانت مخيفة
    __ سمير .. ما علاقتك بسلمى ؟
    لم يطل سمير كثيراً حتى ارتسمت على وجهه ابتسامة تحمل نصف الشيء الذي أراد
    لم يقل سوى عبارة واحدة
    علاقتي بسلمى فقط هي ( اللوحة )

    **********

    هبة الأغا
    8 _ 2005

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    هبة..
    يكمن أن نصنف القصة هذه ضمن القصة الحالة او الوضعية ،و ان كانت تنتهي بحدث لايشتمل الاحداث التراجيدية التي تصنف هذه القصص ضمن اطارها..و ما يسوغ لي هذا الحكم ،هو اعتمادك على الوصف كتقنية للسرد..وهو ما نسميه بعملية تسريد الوصف..وهذا بالطبع كان لازما من اجل ان يهتم القارئ بكل التفاصيل.. و من عناصر القوة في هذا النص هو الابتعاد عن الثرثرة في الوصف باعتماد جمل و لغة مكثفة مختزلة و بعضها جاء متساويا متتابعا يساهم في خلق نوع من الايقاع الذي يقرب القصة من الكتابة الشعرية و هذا نلاحظه في بداية النص:
    سقوط ٌ محتمل ..
    احتراقٌ يشبه غرفة الخباز ..
    مساحةٌ من الضوء لا تكاد تراني ..

    وكذلك بعض الوقفات التأملية العقلية التي وجدت في النص والتي هي قرب الى الشعرية في انسيابيتها:
    الموت على حواجز الموت ... شيئٌ مناسب .
    و كلها جمل مكثفة موحية دالة تختزل واقعا..وتوضح حالة ربما هي ليست بغريبة على الاذهان..ولا الاعين.. لكنها ربما لاتكرر بنفس الرتابة هذه في كل مرة.

    هبة..
    النص ذا بناء قصصي محكم...اهنئك عليه..وعلى هذه القدرة السردية المتناغمة.

    دمت بخير
    محبتي لك
    جويتار

المواضيع المتشابهه

  1. اللوحة
    بواسطة خليل حلاوجي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 35
    آخر مشاركة: 24-06-2014, 07:02 PM
  2. اللوحة الأولى من مسرحية ( احلام ولا اوهام )
    بواسطة هيثم مجدى الدهشان في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 06-06-2013, 09:59 PM
  3. فن التذوق ...!! كيف لنا أن نتذوق اللوحة...
    بواسطة سحر الليالي في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 13-06-2006, 05:46 PM
  4. = اللوحة =
    بواسطة جمال علوش في المنتدى أَدَبُ الطِّفْلِ (لأطفالنا نحكي)
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 27-05-2006, 07:55 PM
  5. 500 ساعة لتلوين هذه اللوحة ..!!
    بواسطة سلطان السبهان في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 04-02-2006, 05:13 PM