مديرية زبيد
( أ ) مدينة زبيــد :
التسمية : زبيد سميت باسم الوادي زبيد لأنها في منتصفه ، والوادي زبيد سمي باسم زبيد مشتق من قبيلة زُبيد بالضم ورأسه وادٍ بأرض السحول يسمى الزبيدي .
وأن ما يطلق عليه زبيد هو ما كان يسمى بمنطقة الحُصَيْبْ ، والحُصَيْبْ هو اسم لأرض زبيد بتهامة الغربية تقع في منتصف الوادي زبيد ، والحُصَيْبْ بالتصغير نسبة إلى " الحُصَيْبْ عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن يقطن بن غريب بن زهير بن ايمن بن الهميسع بن سبأ بن يشحب بن يعرب بن قحطان " أحد أقيال اليمن ، وسميت أرض الحُصَيْبْ باسم الوادي زبيد فغلب عليها اسم الوادي وأصبحت تدعى زبيد نسبة إلى الوادي زبيد . ذلك ما استنتجه الأستاذ " الحضرمي " رحمه الله في كتابه المخطوط " تهامة عبر التاريخ " .
أمَّا " ابن المجاور " فقد أورد في كتابه " تاريخ المستبصر " ص 69 ، ص 70 ما لفظه : }} حدثني " أحمد بن سعيد بن عمرو بن عويل " قال حدثني شيخ كبير قد ناطح عمره المائة قال حدثني أبي عن جدي قال : إنَّي كَنتُ أرعى عند مسجد الأشاعر وبها حينئذ عُقدة شجر وغدير ماء . ويقال لمَّا تعَّدى " ابن زياد " مكة صار كل منزل ينزله يأخذ تراب أرضه يشمَّه ويبني في ذلك المنزل قرية ، ولا زال على حاله إلى أن قدم أرض الحُصَيْبْ فأخذ من أرضه كفَّ تراب فشمَّه وقال لأهل الدولة : أقيموا بنا هاهنا ! قالوا : ولِمَ ؟ قال : لأن هذه الأرض أرض نزه زَبدهُ هذه البلاد . قالوا : وبِمَ صحّ عندك ذلك ؟ قال : لأنَّها طيبة بين واديين يعني وادي زبيد ووادي رمع . فلمَّا سكن المكان بناه مديَّنة سماها زبيد ، وما اشتُقَّ زبيد إلا أنَّها الزُبدة على ما جرى في اليوم الأول { .
وقال " ابن المجاور " ما لفظه : } حدثني " أحمد بن علّي بن عبدالله الجماعي الواسطيَّ " قال : ملك اليمن ملك من التبابعة يُسمى الزبا فسأل رجل أخر فقال : ما فعل الله بزبا ؟ فقال : بيد أي هلك فسمّى البلد زَب بِيد .
وقال آخرون : إنما سُمّيت زَبيدُ زبيد لأنّ لها وادّيا يُسَّمى زبيد فسُمّيت البلد باسم الوادي .
وقال أخر : بل كانت الإبل ترعى في العُقدة وفي جمع الإبل ناقة تسمى زبيد عضّت الناقة في العقدة فعُرف الموضع باسم الناقة .
وقال آخرون : بل كانت امرأة تسكن رأس وادي زَبيد تسمَّى زبيدة . وقال ابن المجاور : ما أضنَّها إلا " زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور " فإنَّ " محمد المنصور بن زياد " بنى لها داراً ما بين وادي زبيد ورِمَع وهي التي سَعَتْ في بناء المكان في دولة أمير المؤمنيين الأمين {{ انتهى ما أورده " ابن المجاور" .
الموقع : تقع مدينة زبيد على مرتفع متوسط بين واديين هما وادي زبيد من الجنوب ووادي رمع من الشمال ، جنوب مدينة الحديدة على بعد حوالي ( 100 كيلومتر ) ، على طريق الحديدة تعز في منتصف المسافة ما بين الجبل والبحر .
النشأة : أورد الأستاذ المرحوم " الحضرمي " في كتابه المخطوط " تهامة عبر التاريخ " تقرير البعثة الأثرية الكندية ـ التي عملت في مدينة زبيد والمنطقة المحيطة بها برئاسة الدكتور " أدوارد كيل " خلال الفترة ( 82 - 1984 ميلادية ) ـ وقد عثرت البعثة على وجود أدلة تؤيد ما ذهب إليه المؤرخون مثل " ابن الديبع " عن مدينة زبيد بأنها كانت في الأصل عبارة عن عدد من القرى السكنية لقبيلة الأشاعرة ، وقد ساعد وجود الوادي زبيد على وفرة المياه التي تعتبر من العوامل اللازمة لأي مجتمع سكاني قبل أن يقوم " ابن زياد " بتخطيط المدينة ذاتها بالقرب من جامع الأشاعرة في عام (( 204 هجرية ) - ( 819 ميلادية )) ، كما أن البعثة الكندية عثرت على مواقع أثرية متناثرة في أرجاء المدينة أهمها الموقع الأثري في الجهة الشمالية للمدينة يعرف بمنطقة القصر فيه بعض القطع الفخارية السوداء يعود تاريخها إلى ما قبل (القرن الثالث الهجري) أي قبل وصول " ابن زياد " وبعضها إلى العصر الحميري والبعض الأخر إلى العصر الحجري .
كانت مدينة زبيد في العصور التاريخية القديمة عبارة عن عقدة طرفاً وأراك وحول العقدة قصوراً وقرى سكنية متناثرة في أرض الحُصَيْبْ لقبيلة الأشاعرة قُبل وبعد الإسلام إلى أن أصبحت قاعدة مُلك الدويلات الإسلامية المتعاقبة لفترة دامت حوالي ( 841 سنة ) مُنذ اختطاطها بأمر الخليفة العباسي " المأمون بن هارون الرشيد " يوم الاثنين الرابع من شهر شعبان سنة (( 204 هجرية ) - ( 819 ميلادية )) على يد الأمير " محمد بن عبدالله بن زياد " مؤسس الدولة الزيادية حتى عصر الدولة القاسمية وتحديداً عام ( 1045 هجرية ) في عهد الأمام المؤيد " محمد بن القاسم " ابن مؤسس الدولة القاسمية الأمام المنصور " القاسم بن محمد " مروراً بالدويلات الإسلامية المتعاقبة حسب تتابعها وهي : (( الدولة النجاحية ، والدولة الصليحية ، والدولة المهدية ، والدولة الأيوبية ، والدولة الرسولية ، والدولة الطاهرية ، والعثمانيين ـ الفترة الأولى لحكم اليمن ـ )) ، وعلى مدى تاريخها الطويل كانت شاهداً حضارياً متميزاً جابت شهرتها الأفاق ووفد إليها طلاب العلوم والمعارف من كل حدب وصوب ، باعتبارها مركزاً للعلم والإشعاع الحضاري الإسلامي فأصبحت بحق زهرة مدائن تهامة واليمن حتى وصفها " ابن الديبع " بأنها (( بلد العلم والعلماء والفقه والفقهاء والدين والصلاح والخير والفلاح )) وانعكس ذلك على جميع جوانب النهوض الحضاري في مجال الفنون والعمارة والتصنيع والتجارة والزراعة والحصون والقلاع والأسوار وغير ذلك وضمت مدينة زبيد روائع الفن المعماري حيث لم تزل منازلها تحتفظ بتراثها المعماري الفريد فواجهات منازلها وبواباتها وزخارفها المتنوعة من الداخل ، وما نراه حول منابر ومحاريب وجدران وسقوف مساجدها ، وما بقى من مباني وقصور تاريخية عظيمة مثل دار الناصر الكبير والقلعة وبعض الأبراج ، جميع تلك المعالم تحكي قصص إضافات ما تفردت به كل دولة من الدول المتعاقبة عليها ، والمخطط العام للمدينة يتخذ شكل الاستدارة محاطة بسور به أربعة أبواب رئيسية لا تزال بعض أجزاءها قائمة تغلق عليها وقت الخطر ، وكان حجم المدينة أكبر من حجمها الحالي ، أمَّا بناؤها فمعظمه بالآجر والنورة البيضاء وتتميز بأزقتها الصغيرة وحارتها الضيقة ومن أبرز معالم مدينة زبيد السوق القديم ، وقد تغير وعد السوق من يوم الجمعة إلى يوم الأحد من كل أسبوع بأمر الملك الأشرف الثاني " إسماعيل بن العباس " في شهر شوال سنة ( 796 هجرية ) كما أنه قام بتجديد عمارة السوق في ربيع الأول سنة ( 798 هجرية ) ، والسوق القديم لمدينة زبيد التاريخية كان مقسماً بحسب نوع السلعة أو الصنعة حيث اشتهرت زبيد على مدى تاريخها الطويل كمركز لصناعة النسيج والحياكة بأنواعها المختلفة الحرير والديباج والقطن ودباغة الجلود وصناعة السكر والصابون والصناعات الفضية والصناعات الخزفية والحصير بأنواعه وصناعة الصباغة والتي وصل عددها في سنة ( 1355 هجرية ) حوالي ( 155 مصباغة ) ، ويأتي توسع صناعة الصباغة نظراً للاهتمام بزراعة الحور الذي يستخدم في صباغة الأقمشة وصناعة النيلة ، كما أن زبيد تميزت بعادات وتقاليد وفلكلور شعبي وغنائي ورقصات تراثية تتميز بها المنطقة .
ومن أهم المعالم التاريخية والأثرية والسياحية في مدينة زبيد هي :-
1 - أسوار وأبواب مدينة زبيد : قال ابن المجاور في كتابه " تاريخ المستبصر " ص 73 ، ص 74 ما لفظه : }( أن أول من أدار سور على زبيد " الحسين بن سلامة " وبعده الحبشة(( النجاحيين ـ وبعدهما )) مُعاذ وعبد النبي فأنهما أدارا على زبيد سوراً ثالثاً (( المهديين ، وبعد ذلك )) فأن سيف الإسلام "طغتكين بن أيوب" أدار على البلد (( زبيد )) سوراً وركب على السور أربعة أبواب :
ـ باب غُلافقة ينفذ إلى غُلافقة . ـ باب سهام ينفذ إلى سهام .
ـ باب الشُبارق ينفذ إلى حصن قوارير . ـ باب القُرْتُب ينفذ إلى الجبل .
(( وكانت عمارته )) بالطين واللبن في عرض عشرة أذرع . وقال : ( عددت أبراج زبيد فوجدتها ماتة بُرْج وتسعة أبراج بين كل بُرْج وبُرْج ثمانون ذراعاً ويدخل في كلَّ بُرْج عشرون ذراعاً إلا بُرْج فإنه ماتة ذراع يصحّ دَورُ البلاد عشرة آلاف ذراع وتسعمائة ذراع )} انتهى ما أورده ابن المجاور.
وقال " ابن الديبع " في كتابه " بغية المستفيد في تاريخ مدينة زبيد " ص 35 ما لفظه : {( أول من أدار عليها سوراً " الحسين بن سلامة " وزير ولد " أبي الجيش " كما حكاه بن المجاور في كتابه المستبصر نصاً . ثم أدار عليها أسواراً أخو الوزير " أبو منصور من الله الفاتكي " في سنة ( بضع وعشرين وخمسمائة ) . ثم أدير سوراً ثالثاً في أيام "بني مهدي" . ثم أدار عليها سوراً رابعاً سيف الإسلام " طغتكين بن أيوب " في سنة ( تسع وثمانيين وخمسمائة ) وركب على السور أربعة أبواب :
أحدهما ينفذ إلى المشرق وهو المسمى باب الشبارق ينفذ إلى الشبارق قرية من قرى الوادي زبيد ثم إلى حصن قوارير وغيره .
والثاني إلى الشام وهو المسمى باب سهام ينفذ إلى وادي رمع وسهام وهو وجه المدينة وغرتها .
والثالث إلى الغرب وهو الذي يسمى الآن باب النخل وكان من قبل يسمى باب غُلافقة ينفذ إلى غُلافقة وإلى الأهواب .
والرابع إلى اليمن وهو المسمى باب القُرْتُب ينفذ إلى وادي زبيد ثم إلى قرية القُرْتُب وهي قرية من قرى الوادي زبيد . وكان بناء السور المذكور باللبن والطين وأبوابه وشراريفه بالآجر في الهوى نحواً من عشرة أذرع )} انتهى ما أورده ابن الديبع.
وما استنتجه الأستاذ " الحضرمي " رحمه الله في كتابه المخطوط " تهامة عبر التاريخ " أن " الحسين بن سلامة " لم يكن أول من أدار سوراً على زبيد وإنما كان مجدداً للسور مستنداً في ذلك على ما ذكره العلامة المؤرخ " محمد بن أحمد بن أبي بكر البناء الشامي المقدسي المعروف بالبشاري " في كتابه " أحسن التقاسيم " المتوفى عام ( 337 هجرية ) يقول المقدسي : ( زبيد قصبة تهامة وهو أحد المصرين لأنه مستقر ملوك اليمن بلد جليل حسن البنيان يسمونه بغداد اليمن لهم أدنى ظرف وبه تجار كبار وعلماء وأدباء مفيد لمن وصله مبارك على من سكنه ،أبارهم حلوه، وحماماتهم نظيفة ، عليه حصن من الطين بأربعة أبواب باب غُلافقه ، وباب عدن ، وباب سهام ، وباب الشبارق ، وحولهم قرى ومزارع أهم من مكة وأكبر وأرفق أكثر بنيانهم الآجر ومنازلهم فسيحة طيبة ) وبهذا فإن " المقدسي " ذكر وجود السور وأبوابه قبل " الحسين بن سلامة " المتوفى ( 391 هجرية ) وقيل ( 404 هجرية ) .
وأن الثابت تاريخياً أن الأسوار التي عمرت لزبيد ثلاثة أسوار في الدولة الزيادية والدولة النجاحية والدولة المهدية وأن السلطان " طغتكين بن أيوب " كان مجدداً لبناء السور الثالث ، ونظراً لأهمية السور العسكرية في حماية وتحصين المدينة ، فأن الدويلات المتعاقبة أولًّت العناية والاهتمام بتجديد عمارة السور وأبوابه ففي عهد الدولة الرسولية جدد بناء السور وأبوابه مرات عديدة ففي أيام السلطان الملك المجاهد " علي بن داود " ( 721 - 764 هجرية ) جدد بناء السور وأبوابه في سنة ( 739 هجرية ) ، وفي أيام الملك الأشرف الثاني " إسماعيل بن العباس " ( 778 - 803 هجرية ) جدد بناء السور في سنة ( 791 هجرية ) ، وفي أيام الملك الظاهر " يحيى بن إسماعيل " ( 831 - 842 هجرية ) جدد بناء السور ، وفي عهد الدولة الطاهرية وفي أيام الملك الظافر " عامر بن عبد الوهاب " ( 894 - 923 هجرية ) جدد بناء ما خرب من السور ، ومما سبق فأن أسوار مدينة زبيد ظلت تجدد بين الحين والآخر ، إلى أن قدم إلى زبيد " الحسن بن القاسم " عام ( 1045 هجرية ) لحصار مدينة زبيد أثر انهيار الحكم العثماني الأول في اليمن فاستعصت عليه فطوق على زبيد بحصار شديد ، ودخلها فهدم الأسوار الثلاثة وظلت بلا أسوار حتى عام ( 1222 هجرية ) جدد عمارة سور زبيد الأمير الشريف " حمود بن محمد الخيراتي " - أمير المخلاف السليماني - وذلك حسب ما أورده العلامة " عبد الرحمن بن أحمد البهكلي " في مؤلفه " نفح العود " بقوله : (( جدد عمارة سور مدينة زبيد عام ( 1222 هجرية ) وأسند القيام بعمارته إلى القاضي " الحسين بن عقيل الحازمي " قاضي زبيد ، واستطرد قائلاً أخبرني بعض من له خبرة بالتاريخ أن السور الأول كان بينه وبين العمران فسحة ، وهذا أي الشريف " حمود " ألصقه بالبيوت حتى أن بعض المحلات يكتفى فيها بعمارة البيت الذي اتصل به )) ، وعليه ظل السور يرمم إلى عام ( 1382 هجرية ) - ( 1962 ميلادية ) .
وقال الأستاذ " الحضرمي " رحمه الله : أن صفة عمارة سور مدينة زبيد كانت تختلف عن أسوار المدن التاريخية باليمن التي عمرت بالزابور والطين مثل سور مدينة صنعاء القديمة وسور مدينة صعدة ، أما سور مدينة زبيد فعمارته كانت على شكل دائري مبني بالآجر والطين والجص ـ النورة البلدي ـ وبين كل ذراعين فتحة مستقيمة على ارتفاع متر ، وفتحتين منحنيتين الأولى فتحة تتجه إلى اليسار والثانية فتحة تتجه لليمين تسمى متاريس للرمي ، وارتفاع السور ( 3 أمتار ) من مستوى سطح الأرض ، وبين كل ( خمسين ومأه متر ) حصناً تسمى نوبة ، وبين كل باب ثكنة عسكرية تسمى كاووش -لعلها لغة تركية-سكن للجنود والباب يتوسطها ، وبأعلى الباب غرفة عُليا تسمى أيضاً كاووش للجنود بها المتاريس وفوق الغرفة تجواب محاط بسور له متاريس للرمى .
وقد أدرك الأستاذ " الحضرمي " رحمه الله من النوب الكبار المحاطة بالأبواب والسور ، نوبة " الكدف " وكانت تعرف نوبة الشريف " الحسين " تقع شمال باب الشبارق تطل على قارعة الطريق بطابقين وبها ساحة وفتحات للمدافع وهي قديمة ، وتبعد عنها نوبة مستطيلة بطابقين تسمى نوبة " شبيط " سميت باسم عريف يسمى " شبيط " استقر بها مع جنوده ، ونوبةشرق باب سهام من الشمال تسمى " الجربة " بها فتحات كبيرة للمدافع - قام التعاون الأهلي بإصلاحها مكتباً له - ، وغرب سهام وشمال باب النخل نوبة تسمى نوبة " أبو حسين " بجوارها مقبرة داخل السور تسمى " مقبرة أبو حسين " ، وثمة نوبة مواجه لمسجد الغصينية تسمى نوبة " الغصينية " ، ونوبة " الصديقية " وتقع شرق باب القُرْتُب مدوره وبأعلاها تجواب بها متارس ، ونوبة "المدافع" تقع شمال الدار الناصري الكبير ـ مبنى الحكومة ـ ملتصقة بها خصصت للمدافع الثقيلة ، وكلها مبنية بالآجر والطين والنورة .
2- المساجد والمدارس الإسلامية :
مُنذ فجر الإسلام بدأ إنشاء المساجد والمدارس العلمية في مدينة زبيد ، وأستمر بناؤها في مختلف الحقب التاريخية حتى بلغت ذروتها في عصر الدولة الرسولية وتحديداً في عهد الملك الأشرف الثاني " إسماعيل بن العباس " ( 778 - 803 هجرية ) فكان يوجد في مدينة زبيد آنذاك ما يقارب من ( 236 مسجداً ومدرسةً ) كانت تضاهي أكبر المدن الإسلامية أن لم تكن فاقتها جميعاً إلا أن عدد تلك المساجد والمدارس العلمية تراجع في الوقت الحالي إلى ( 82 مسجداً ومدرسةً ) علمية .
أ - المساجد الإسلامية القديمة : يوجد في مدينة زبيد الآن حوالي ( 29 مسجداً ) اشهرها جامع الأشاعر الذي أسسه الصحابي الجليل " أبو موسى الأشعري " في ( السنة الثامنة للهجرة ) بأمر من النبي " محمد بن عبدالله " ( صلَعم ) ، والجامع الكبير بزبيد الذي أسسه " محمد بن زياد " في عام ( 225 هجرية ) ، ومسجد الصحابي الجليل " معاذ بن جبل " الذي أسسه حين قدم إلى اليمن ، في قرية " معاذ بن جبل " التي تقع برأس وادي زبيد جنوب الفازة ، وسوف نتطرق بالتفصيل إلى جامع الأشاعرة ، والجامع الكبير بزبيد لما تميزا به من هندسة معمارية فريدة .