صباحُ الحياة المشرئبة بكَ ..
صباحُ يليق بنا في حمرة الورد الساجي على أفنان رؤانا الشفيفة كالندى المضئ بلون العندليب الرقيق ..
ما أشهاه من صباحٍ يطير بي إليكَ حيث الربى الخضراء المشعة بكَ زهواً ودلالاً وترفعاً ورفاهيةً ..
أحببت أنا هذا الصباح الذي بدا يتقاطر على وجنتيَّ من حنينكَ الأبيض كالمزن المتموسق على قوس قزح ..
هذا الصباح الذي بدا ينثرني حباتِ عنبٍ شهي قد غفى على عينيكَ ومساحاتِ نفسكَ الحلوة فإذا بي وإياكَ نتلاقطُ تلك الحبات ببعض مشاعرنا الفارَّة طوعاً خارج أحنائنا المتبلبلة بقطرِأشواقنا .. الشاردة حياءً .. المتبعثرة تيهاً على أطرافِ حمرة سعفِ الخجلِ فوق هاماتِ وجدٍ
بليغ ..
ياالله ...
يالبهائهِ المتحدِّرِ من نجوم الغسق .. المنطويةِ خجلاً من مشاعرنا العتيقة العريقة وكأنها سرٌ طواه سيلُ البوح في دهماء النهار المُـتفرِّدِ بالقمر , الباسم في حنايانا الدافئة بلوعةٍ شقية ودفيئة ..
سقيا له من صباحٍ عندما أستفيق بكَ .. أستفيق بوجدكَ فأرى الطبيعة تخلب مني السحرَ والحياءَ المتجدِّد في تلالي الناعسة على سطح الفضاء الفسيح , فتُعمِلُ في خفايانا أشياءً متناثرةً كقطع الثلج المتلألأِ في بريق الشمس العاطرة .. ثم تسرحُ بنا فوق هاتيكَ السهول الساحلية المنسقة على أطرافها نمارق عابئةً بالزهر الأحمر المتفتحِ المرفِّ بألحانِ المساء المنثور فوق أنفاسنا المخملية حيث نقيمُ هناكَ ....... وتسرقنا الطبيعة منا تسرقنا إلى حيث الغيم يسَّاقط حولنا نثاراتٍ لـمَّاعة كبريق الحب الساكن في كهوف أعماقنا المحَلاة بنيروز المشافهة النرجسية ....
صباحُ الأقحوان المنتعش بعذوبتنا المندَّى بالطَّل النادر العاشق لتلات اليمام البعيد .. ويطَّاير كالعصفور البلبلي المتمازجِ بحسن الكون وصفائه ..
ياله من صباحٍ فوَّاحٍ بالشوق المرفرفِ حول روابينا الربيعية الزاهية عندما يُفتِّقُها الغيثُ فتتفتحُ هالاتٍ هالاتٍ عابثةً بنا في أفياءِ الشمس بين بريق الشجر الحَـيـِي المختبئ في ثنايا الحسِّ العذري الباهي عندما يتشاقى به لونُ التفاح العندلي.. فيبدو لنا وكأنه ورقةَ غيبٍ زهريةٍ رفرفت من أزل .. ثم حطت فوق بقايانا الحلوة الغافية بين أجفان الوصل المتعلق بين بـّلْوَرة السنا وبـِلُّورةِ الضيئ
أيُّ صباحٍ هذا الذي ساقنا إلينا معاً وأسقانا معاً سلسالاً من الغشق الفتان ؟
صباحُكَ أنتَ .. أم صَباحي ؟؟
إنما صباحُ الحبِّ يأيها الشاردُ الباقي ..![]()