|
البَحرُ بحرُكَ أغرِقني وخُذ عَطَشـي |
والرّملُ رَملُكَ فادفِـن سِـرّ تَكويني |
والصّـوتُ صَـوتُكَ لَوِّنّي بِأُمنِيَـتي |
واغرُبْ على شَطْءِ حُـبٍّ مِن تَلاحيني |
والعَصرُ عَصرُكَ فاسـبِقني إلى لُغَتي |
واكتُب وَصايايَ واحرِصْ أن تُوَصّيني |
هاجَت ظُنونُكَ فاسكُنّي على مَضَضٍ |
لا عاصِمَ اليومَ من حُمّى شَـراييني |
الضّـفّتـان على لحمي تَوافَـقتـا |
نَبضُ المـواجِعِ أغـذوها وتَغـذوني |
تسعى بروحِيَ! تحتَ الجِنحِ ما فَتِئَت |
ريشـاتُ عُنقِكَ أُخفيـها وتُخفيني |
كَفّي وكَفُّـكَ لو حُـبًا تَصافَحَـتا |
كي يُشرِقَ الفجرُ من صِدقِ المضامينِ |
الدّارُ داري.. لهـا فلبٌ ويَنبِضُ بي |
لو جُسَّ صَخرُ الذُّرى فيها سيَحكيني |
والمَجدُ جَمرٌ تَلَـوّى مِن صَدى لهبي |
بَهْـرًا تَرَسّـمَ "يَرموكي" و "حِطّيني" |
فكيفَ أهـوي بِروحي من مَعارِجِها |
لِتَلبِـسَ العُـذرَ من عُهرِ القَـوانينِ؟ |
والفَجرُ ما كانَ إلا مِن تَسـابيحي |
والطيرُ والصّخرُ إرنـانـًا تُجاريني |
لِمَن سَـأُصغي وما في الجـوِّ من لُغَةٍ |
قد تُقـنِعُ الطِّـفلَ إذ يُعنى بِِتَلقينِ؟ |
أبَيتُ أخرُجَ من جِلدي لِـيُعجَبَ بي |
خُبثُ النّواظِرِ في عُسـفِ التَّلاوينِ |
هَـوَت نُجومُكَ ما شـاءَ الظّلامُ لها |
فاقـنَع ببارِقَةٍ من نـورِ عُرجـوني |
عانَقتُ جُرحَـكَ واشـتاقَتهُ أورِدَتي |
نَزفي وَنَزفُكَ تَحريكي وتَسـكيني |
ودَدتُ لو أنَّ لحنَ الحُـبِّ مِن وَتَري |
يَعلـو لـيُـبرِدَ أكبـادَ المَحازينِ |
وَددتُ لو أنَّ دَفـقَ الخيرِ من كَبدي |
يَغذو الجياعَ ليَزهـو دَهرَهُم دوني |
فَخَـبِّرِ البَحرَ عن سِـرّي لِيَسكُنَني |
رَعـدُ المَنافي غَداةَ المَوجُ يَكسوني |