ما كانَ غراماً أبديَّاً يجمَعُنا
حينَ تعاقَرْنا في الولهِ الأولْ
يحضُننا شبقٌ أميٌ
وشبابٌ أرذلْ
ما كان غرامكِ يَمنعُ عني
برْدَ المأوى أو هوْلَ الساعهْ
آهٍ يا ليلى
لو يُدركُ أسطولُ العشاقِ
بأنَّ الأرضَ ستملؤها أوجاعٌ وعراةْ
قد باحَ لهم ربُّ الفقرِ
بأن يقتاتوا أربابَ الأموالِ كمُغتَصَبٍ
أو كالثائرِ يأكلُ أجساد القتلهْ
ليواري سوءةَ هذا القهرِ المتعلقِ في كل سماءْ
لسنا نشعرُ في حالةِ إغفاءِ الفقرِ على ساحتنا
أن القلبَ خِواءْ
أو نغرقُ عشقاً حين يُعاركنا موجٌ من كل الأنحاء
لسنا نشعرُ يا ليلى
بفراغٍ في أي وريدٍ في القلبِ
أو نعلنُ عن حالةِ حبِّ
إن كنا لا نجدُ اللقمهْ
إن كانت هذي الملعونةُ تصرخُ جوعاً
إن كانت هذي الملعونةُ لم تلقَ جماداً تلقفهُ
إن كانت هذي الأسنانُ ستمضغُ
مَضْغةَ فقرٍ تُعلي من أرصادِ القهرِ
ماكان غرامكِ يا ليلى
يُسمنُ أو يغني من حاجهْ
يا ليلى
قد قال منادٍ في القومْ :
بأن ألوفَ الآلافِ سيقتلهم
فقرُ مدقعْ
يتسربلُ أجسادَ عُراةٍ في مُدُني
وبكل مكانٍ حتى ما بين مقامِ السيِّدِ والملتزمِ
وبأن جلود القوم ستشكو قسوةَ هذا العَظْمِ
وبأن الفقرَ سينزعُ كلَّ كساءٍ
عن هذي الأجسادْ
ما كان الحب شراباً يُروينا
ما كنتِ طعاماً كي نقتاتكِ
ما بين خضوعٍ و مجاعهْ
يا ليلى
حينَ عذابُ الجوعِ تكبَّدَنا
كنَّا نتمنى إكسيراً
يجعل من هذا الرملِ دقيقاً
أو يجعلُ من قلبٍٍ يأنفُ ـ حين تراءت آثارُ الفقرْ ـ
قلباً يشعرٌ فينا
أو يعطينا كسرةَ خُبزٍ أو شِقَّاً من تمرهْ
يلقى فيها بعضَ كراماتِ الطَّائي
أو سَنَداً أو سلسلةً من بعضِ ثقاتٍ
تُكسبهُ ألقابَ بني الكرماءْ
أو أبناءَ بني أبناءِ العفَّةِ والطاعهْ !!
فدعي الأيامَ تُؤاخذنا
بما أخذتْ أطرافُ سفيهِ القومْ
وبما اقترفت زُمرةُ من غَنَّوا
للحُسْنِ المُعلنِ فيكِ
ودعي لي فقراً يعصمني من كلِّ بلاءْ