أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: جذور الصراع العقائدي في فلسطين و الأمة الإسلامية

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    العمر : 46
    المشاركات : 113
    المواضيع : 46
    الردود : 113
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي جذور الصراع العقائدي في فلسطين و الأمة الإسلامية

    كلنا يعلم أن هناك صراعا مريرا يدور على ثرى فلسطين الحبيبة .
    هذا الصراع الذي لم يكن يوما من الايام صراع من أجل خيرات تسلب وتنهب فحسب .
    صراع لم يكن لإستعباد شعب لطالما عاش حرا و قاتل من أجل أن يبقى حرا لا يتنفس المستعمر الغريب المعتدي هواء الراحة على الأرض التي
    إغتصبها و إحتلها .
    إنه صراع أجيال و حضارات الدم و الروح فيه هي الثمن
    الأخ و الإبن و الحبيب و الغالي هم الثمن ،،، ثمن الحرية التي يجب أن تسود و عليها الأرواح تؤتمن .
    الصراع الدامي بين الحق و الباطل له تاريخ وجذور .
    له بدايات و نهايات فيه هزائم و إنتصارات .
    ولكن جولة الباطل ساعة و جولة الحق إلى قيام الساعة
    جاء التتار صالوا وجالوا في بقاع الأرض فخرج لهم قطز و بحد السيف قض مضاجعهم و أحكم جز رقابهم .
    و جاء الصليبيين و قاتلهم صلاح الدين الأيوبي و أخرجهم من بقاع القدس مهزومين مدحورين فلولا تجر خلفها العار و الهزيمة على مدى الزمان
    زال الظلم و الظالمين دحروا عن فلسطين و أمتنا العربية و الإسلامية
    و بقي الإسلام و مجّد التاريخ قادة الإسلام الذين صنعوا مجدا ونصرا
    بقي مشهودا لهم و سيبقى يستشهد بأمجادهم كل من ينتمي للإسلام العظيم دينا و عقيدة و وطنا و أمة إلى يوم الدين .
    و هنا لا بد لنا أن نضطلع على جذور هذا الصراع و نتعرف على أطرافه
    و إلى أين أودى كل صراع بصانعه .
    هنا في مقالة : .
    جذور الصراع العقائدي في فلسطين و الأمة الإسلامية
    .

    أولا : الصراع مع النصارى


    بدأ الصراع الدموي مع النصارى مع بداية الفتح الإسلامي ، ولا يزال هذا الصراع مستمراً لوقتنا الحاضر.
    فمنذ غزوة مؤتة بقيادة زيد بن حارثة في السنة السابعة للهجرة ، حين غزا الروم الذين كانوا يدينون بالنصرانية ، وإلى الحرب في أوروبا بين مسلمي البوسنة والهرسك من جهة وبين الصرب والكروات وَمَنْ وراءهم من أمريكا وروسيا وفرنسا وبريطانيا وسائر الدول الأوروبية من جهة أخرى ، وما حصل كذلك في الشيشان وقتال الروس للمسلمين هناك ؛ منذ ذلك الحين والصراع يأخذ شكله الدموي .
    وقد ظل النصر حليفاً للمسلمين طوال مدة تزيد عن الثلاثة عشر قرناً ، فتحوا خلالها بلاد الشام والأناضول والبلقان وجنوب أوروبا وشرقها حتى شمال البحر الأسود بما فيه القرم وجنوب أوكرانيا ، وفي عام 1454م فتح السلطان محمد الفاتح القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية وفتح أثينا عام 1460م .
    وتقدمت الجيوش بقيادة الخليفة سليمان القانوني ( 1520 - 1574م ) فاحتلت بلغراد وبودابست ووقفت على أسوار فينّا في النمسا .
    وامتد الفتح الإسلامي إلى أن شمل أسبانيا في أقصى الغرب ووصل إلى جنوب فرنسا .
    وقد حصلت أثناء هذا الصراع حروب طويلة شرسة وردّات فعل قوية من جانب الغرب النصراني ، كان من أبرزها حرب الإبادة للمسلمين في أسبانيا ، وحصلت الحروب الصليبية الأولى ( 1095 - 1291 م ) والتي شنّـتها أوروبا على بلاد الشام ، حين تكاتفت وتنادت الشعوب الأوروبية بما فيها حكامها ورجال الدين فيها وعلى رأسهم البابا ؛ متخذة من الصليب شعاراً ، ومن الحملات العسكرية المتتالية أسلوباً .
    فاحتلت أجزاء من بلاد الشام وأقامت فيها الممالك والدويلات واحتلت بيت المقدس عام 1099م لمدة تقارب المائة عام ثم استيقظت الأمة الإسلامية من غفوتها بقيادة المجاهد صلاح الدين الأيوبي - وكان من الأكراد - فهزم الصليبيين هزيمة منكرة في معركة حطّين عام 1187م واقتفى أثره حكام مصر السلاطين : الكامل ، والصالح نجم الدين أيوب والظاهر بيبرس والمنصور فطهّروا البلاد من رجسهم .
    وقد تركت هذه الهزيمة المنكرة أثراً قوياً على أوروبا النصرانية في تعاملها مع الإسلام والمسلمين ؛ وعَبَّرَ عن ذلك صراحة قادتُها بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى ، إذ قال اللورد اللنبي حين دخل القدس محتلاً عام 1917م : " اليوم فقط انتهت الحروب الصليبية " ، وقال الجنرال غورو الفرنسي أمام قبر صلاح الدين : " قم يا صلاح الدين ، ها نحن قد عدنا " .
    فعقدة الحروب الصليبية إذن هي الأساس في مفاهيم الأعماق الراسخة لدى الغرب ، من الحقد والكراهية والاحتقار للإسلام والمسلمين .
    أما الحرب الصليبية الثانية فقد بدأت قبيل حملة نابليون العسكرية على مصر عام 1789م ولا تزال رحاها دائرة إلى وقتنا الحاضر .
    واتخذت تلك الحرب شكل الاستعمار في صوره الأربع : السيطرة العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية ؛ وسلكت أسلوباً أكثر خبثاً ودهاءً وأشد ضرراً وتدميراً مما سلكته الحروب الصليبية الأولى ؛ فالحرب الحالية حرب مقنّعة تحت شعار العلم والحضارة والتقدم والرقي ، ولو لم تكن الأمة الإسلامية أمة عريقة ذات عقيدة روحية سياسية لأصبحت من الأمم الغابرة بفعل هذه الحرب المدمرة .
    إذ قامت بريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول الأوروبية باحتلال البلاد العربية وفرضت السيطرة العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية عليها ، ثم لحقتها بعد الحرب العالمية الثانية رأس الكفر أمريكا .
    وتآمرت الدول الأوروبية مع اليهود على إزالة الكيان السياسي للمسلمين بهدم الخلافة الإسلامية ، فهدموها على يد اليهودي كمال أتاتورك وأزالوا معالمها من الوجود ، بل ونجحوا في طمس هذه المعالم من أذهان المسلمين ، وبخاصة الأجيال الحاضرة .
    وبفعل السيطرة الاستعمارية تغيرت طريقة العيش عند غالبية المسلمين إلى طريقة غربية ، فقُلبت حياة المسلمين من سعادة وأمن واستقرار إلى تعاسة وبؤس وشقاء ، وتحولت الشعوب الإسلامية من حمَلة رسالة ورجال جهاد ، إلى طلاب ملذات في ذل وهوان .
    وطبقت الدول الكافرة الاستعمارية أنظمة وقوانين الكفر بالقوة على المسلمين بدلاً من الأنظمة الإسلامية في السياسة والحكم والاقتصاد والتجارة والعقوبات والمعاملات وغيرها من أنظمة الحياة وفرضت على المسلمين تعلم الثقافة الغربية في المدارس والمعاهد والجامعات بدلاً من الثقافة الإسلامية ، وتفشى انتشار كليات الحقوق والقوانين الغربية والثقافات الأجنبية بدلاً من دراسة الإسلام الدراسة الشرعية الصحيحة .
    كما وقَسمت البلاد الإسلامية إلى ممالك وإمارات ضعيفة نصبت عليها حكاماً عملاء موالين لها ، حراسا لها على مصالحها ، لا همّ لهم في الحياة إلا مناصبهم ، والحيلولة بين الأمة وبين دينها .
    وبذَرت بذور الفتنة والعداء بين الشعوب الإسلامية وأشعلتها بنفسها وكرّست الحدود الوطنية باتفاقات وضمانات دولية ، وجعلت من الإقليمية الوطنية مطلباً شعبياً ، وهكذا بات الغرب الكافر يصول ويجول في أرض المسلمين دون أن يوقد ذلك الشعور بالعزة عند المؤمنين .
    ولم يتوقف الغرب عند هذا الحد من الدمار للإسلام والمسلمين ، بل قام بزرع الكيان اليهودي الخبيث في فلسطين ، أرض الإسراء والمعراج ، وقام بدعم هذا الكيان بالمال والسلاح والنفوذ ، وجنّد الخونة والمنافقين من حكام العالم الإسلامي ، ومن والاهم من أهل فلسطين ، جندهم لحماية هذا الكيان والمحافظة عليه وتركيزه في قلب العالم الإسلامي
    .

    ثانيا : الصراع مع اليهود
    الصراع العقائدي


    أما عن الصراع الدموي بين الأمة الإسلامية واليهود فهو صراع عقائدي قبل أن يكون صراعاً تاريخيا ، حيث أن حقد اليهود وكراهيتهم للإسلام والمسلمين ينبثقان من اعتقادهم بأنهم شعب الله المختار وأن العالم بما فيه إنما خُلق ليكون تحت تصرفهم وفي خدمة أغراضهم ، في حين أن المسلمين يعتقدون اعتقاداً جازماً بأنهم حملة دعوة ورسل رحمة وهداية جاؤوا لإعلاء كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله ، وليحرروا البلاد والعباد من الكفر والظلم والجور وليحكموا الناس بالحق والعدل .
    على أن بداية هذا الصراع ترجع إلى نشأته بين الرسول صلى الله عليه وسلم واليهود بطريقة غير مباشرة قبيل الهجرة ، حتى ازداد هذا الصراع نمواً منذ الأيام الأولى لمولد الدولة الإسلامية فى المدينة المنورة ، حيث نشأت بينها وبين اليهود علاقات إمّا لكونهم يشكلون دولا في ذلك الوقت أو كانوا أفرادا من أهل الذمة في الدولة الإسلامية .
    إلا أن تشبث اليهود بحب السيطرة وأملهم فى القضاء على الإسلام وظنهم بأن نهاية الصراع سوف لن تحسم إلا لصالحهم دفعهم كل ذلك لأن يحيكوا المؤامرات وينقضوا العهود ويخوضوا حروباً ضد المسلمين ، فتحالفوا مع الكفار ، ونقضوا العهود والمواثيق التي أخذوها على أنفسهم ، وغدروا بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وتآمروا على الدولة الإسلامية ، فما كان منه صلى الله عليه وسلم إلا أن قاتلهم ، وأجلاهم عن الدولة الإسلامية وأخرجهم من جزيرة العرب ، ولم يحصل بعد ذلك معهم قتال إلى أن أقام لهم الغرب النصراني كياناً في فلسطين أسموه بإسم ( إسرائيل ) وذلك في عام 1948م .
    وعندها بدأ الصراع الدموي مع المسلمين ، ولمّا قويت شوكة اليهود بدعم الغرب لهم امتد الصراع إلى أهل مصر وسوريا والأردن ولبنان ، ولم يسلم منهم كذلك أهل العراق .
    وهذا الصراع سوف يستفحل - وإن تغيرت صوره -ليشمل العالم الإسلامي بأسره ما لم تهب الأمة الإسلامية إلى استئصال شأفتهم في القريب العاجل لا يثنيها عن ذلك شيء ولا حتى توقيع الحكام الخونة ومن والاهم الصلح مع اليهود لحمايتهم .
    ومما يجدر ذكره أن الصراع الدموي بين المسلمين واليهود لم يتخذ نفس الشكل والأسلوب الذي اتخذه مع نصارى الغرب وذلك لأنه لم يكن لليهود كيان سياسي على مَرّ التاريخ باستثناء ما ذُكر آنفاً ، بل كانوا أقليات داخل الدولة الإسلامية تنعم بأمن الإسلام وحماية المسلمين .
    وكعادتهم على مرّ التاريخ لجؤوا إلى استعمال المكر والغدر والخداع والدس والتآمر ؛ فقد تآمروا على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يعلمون أنه رسول مرسل ، وغدروا بالمسلمين فنقضوا العهود والمواثيق التي أبرموها معهم ، وألّبوا قبائل الجزيرة العربية لمقاتلة المسلمين ، وتظاهروا بالدخول في الإسلام نفاقاً لتخريبه من الداخل ، وارتدّوا بعد إسلامهم لفتنة المسلمين ، وبثوا الدعاية المغرضة ونشروا الريبة والشك بين العرب لإبعادهم عن الإسلام ، وغير ذلك من الأساليب الخسيسة الدنيئة .
    مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتبهم على عهود ومواثيق أمّنهم بها على عبادتهم ودمائهم وأموالهم وأوجب لهم الحماية والنصرة مشترطاً عليهم ألا يغدروا ولا يتجسسوا ولا يُعينوا عدوّاً ولا يمدوا يداً بأذى ، ولما نقضوا هذا كله قاتلهم وأجلاهم وطهر المدينة من رجسهم .
    وظل صلى الله عليه وسلم يحذرنا منهم حتى ورد في الصحيح أن آخر ما كان يردده صلى الله عليه وسلم قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى : " أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب " .
    هذه هي حقيقة العداء بين الإسلام والكفر ، وهذه هي أشكال الصراع الدموي بين المسلمين والكفار - من اليهود والنصارى - صراع عقائدي مستمر في أشكالٍ شتى مهما حاول المنافقون طمسها وتزييفها .
    فلم يكن من قبيل الصدفة أن يلتقي مكر اليهود اللئيم مع الحقد الصليبي الأسود عند الغرب النصراني ، إذ أن ملة الكفر واحدة ، فقد التقى المكر والحقد فزرع كياناً سياسياً لليهود في فلسطين أسموه " إســرائيل " . وذلك ليرتاح الغرب من فسادهم وشرورهم ويبدد طاقات المسلمين وثرواتهم ويصرفهم عن عداوته بمشاغلتهم لليهود .


    ___________________________

    ملاحظة هامة / هذا المقال منقول عن موقع www.al-aqsa.org
    بعنوان الصراع العقائدي

  2. #2
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    العمر : 40
    المشاركات : 362
    المواضيع : 127
    الردود : 362
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    أشكرك اخي النجم الحزين على روعة ما كتبت ..... الكثير في عصر الخنوع والضعق يحاولون وصف حربنا مع اليهود بأنها قومية أو حرب ارض ولكنها حرب عقائدية وحرب وجود او فناء.....اليهود هم اليهود و علينا ان نكون اكثر وعي بحجم المرحلة القادمة ......



    حياك الله ايها الاخ الكبير



    أخوكم / ابن فلسطين

المواضيع المتشابهه

  1. خطاب لأهل الأدب والفكر في واحة الأمة الإسلامية ..
    بواسطة ضفاف أماني في المنتدى نُصْرَةُ فِلِسْطِين وَالقُدْسِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 30-12-2008, 02:29 AM
  2. سلاسل ومحاضرات لأشهر دعاة الأمة الإسلامية..
    بواسطة بابيه أمال في المنتدى المَكْتَبَةُ الدِّينِيَّةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 20-12-2007, 06:43 PM
  3. الغناء ودوره في القضاء على بقية الأمة الإسلامية
    بواسطة أماني محمد في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 08-03-2005, 08:22 PM
  4. الحضارة الإسلامية والحياة العقلية الإسلامية
    بواسطة مسعد حجازى في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 05-02-2005, 10:08 PM
  5. (( فصل جديد من فصول المؤامرة على الأمة الإسلامية ))
    بواسطة النبهاني في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 24-01-2005, 06:20 PM