تقيده الحيرة وهو يحاول جاهداً وأد بعضاً من أفكاره التي تعصف به , وتجعله لايسيطر على مجداف تلك الأفكار , فيبحث عن طوق نجاة أو مرسى ولكن يظل في عاصفة التأمل عندما يهجع في آخر النهار ويسدل الليل ظلامه يعانق الكرى والأرق أحيانا , لكنه في الأخير يسلم جسده للسبات فيرحل الى الجمود .
ومع بزوغ النور وانهزام الظلام يجد نفسه قد استعد لمعركة البقاء , فيخرج مسرعا نحو طلب الرزق الذي يتطلب من جسده أن يرهق ويجهد من اجل الحصول على غنيمة , التي يصارع من أجلها فإذا خلصها من فك الضياع وأصبحت رهن يديه فإنه ينغمر بالسعادة والرضى .
وعندما أخذت الشمس تجر أذيالها وتزحف نحو الغروب , عاد إلى مأواه فاشتعلت أفكاره من جديد , وأخذته الى سجن التأمل , فطرق عقله أسئلة .
لماذا نحن البشر نعيش في صراع ؟
لماذا نملك الدهاء والمكر والخديعة ؟
إنني إنسان ولست حيوان !!!!
انهزم خائباَ وسمع صوتاً في داخله يقول هذه حقيقة البشر ,
وهذا هو القدر .
abdllh_800@hotmail.com