بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله حمدا كما يليق بوجهه وبعظيم سلطانه , والصلاة
والسلام على خير خلق الله , سيدنا وإمامنا , وقدوتنا محمد
ابن عبد الله عليه وعلى آله وصحبه أتم صلاة وأزكى تسليم
القرّاء الكرام ..
إن مادعاني لكتابة هذه الكلمات في هذا الموضوع هو حديث
عبر الشاشة المرئية (التلفزيون) لفضيلة الشيخ : المنيع عندما
سأله أحد المتّصلين عن أرض يملكها , وهي منحة من أمانة
أحد المدن السعودية التي يسكنها هذا السائل !!!
قال المتصل : فضيلة الشيخ : منحتني الدولة أرضا منذ ثلاث
سنين , وقد مرّ هذا الوقت كلّه , ولم أدفع زكاة عنها , هل
يلزمني دفع الزكاة أم لا ؟؟؟
أجاب فضيلته : يعتمد دفع الزكاة على النية التي عقدتها أنت
على هذه الأرض فإن كنت تنوي بناء مسكن عليها لك ولأولادك
فلا زكاة فيها , أما إن كنت تركتها كل هذا الوقت راجيا ارتفاع
ثمنها لتزداد ربحا بها , وقد تبيعها فإن فيها زكاة !!!
فتساءلت بيني وبين نفسي !!
لماذا سأل هذا المرء عن دفع الزكاة فيها ؟؟
مالذي يجبره على الدفع إن لم يفعل ؟؟
من الذي يراقبه إن لم يؤدها ؟
اسلوب إجابة فضيلة الشيخ للسائل معتمدا على نيّته !!
أتدرون لم كل هذا ؟!!!!!!!!!
وإجابة عل هذه الاستفسارات , وما قد يدور بمخيلة أي منكم
من أسئلة !!!!!!!
إنها مراقبة الذات
رقابة المسلم على نفسه , ليس خوفا من قانون أو حاكم
فهناك من الطرق والأساليب التي يستطيع بها المرء الفرار
من أحكام القانون , وعقوبات السلاطين , ولنا في هروب
التجّار ورجال الأعمال في كثير من الدول من دفع الضرائب
وما يحتالون فيه من التزوير والتزييف للتهرب من أداء المستحقات
لنا في كل هذا عظة وعبرة !!!!
لكن مراقبة الذات تجعل المسلم يتقي الله , ويبادر إلى أداء
زكاة ماله عن طيب خاطر بل ويسأل كي لايقع فيما يغضب
الله عزّ وجل , وذلك كما يصلي صلاته ويصوم فروضه ولا
رقيب عليه إلا الله سبحانه وتعالى
ما أعظمك ياديني !!!
ماأعظمك أيها الإسلام !!!
جعلت الفرد خوفا من الله , ورغبة في مرضاته , وطاعة لنبيه
صلى الله عليه وسلم
(يراقب ذاته ) من غير رقيب إلا الله عزّ وجلّ