أحمد سالم راشد ؛ نحلتك الإسلام و نصك المقدس القرآن و لا تقدس نصاً غير القرآن ؛ و " غير " استناء يخرج ما سواه قاضبة من حكم التقديس ! فما التقديس عندك ؟؟؟
أدخل منذ مدة على تلك الصفحات التي تكتب فيها ردوداً على الأخوة الأفاضل هنا و هناك ، و أتابع - دون تعصب لنهج - طمعاً في رؤية الحق .. حتى كتبتَ تلك الأمثلة عن تشابه معتقد اليهود بماورد من أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فهدمت كل ما ظننتك بنيته - لتصحيح - معتقد الناس " الجهلة " كما تظن !
لن أدخل معك في جدال - عقيم ؛ فمتى ظن كل طرف أنه على حق و لا شيء غير الحق دون أن يفتح قلبه لرؤية الطرف الأخر - كما تردد دوماً - فسيغدو الجدال عقيماً ، و لكني سأبين لك نقطة ربما غابت عنك لعلك تجد لها رداً في محاولاتك القادمة تغيير - معتقد الجهلة - فتفوز في دعواك و تنتصر عليهم في عرضك القديم الجديد .
لا أظنك تتهم نبي البشرية صلى الله عليه و سلم بالكذب - حاشا لله - و أنت تؤمن - مثلي و مثل كل مسلم - أنه ما ينطق عن الهوى و أن الله رباه فكان على خلق عظيم .. فقدسية القرآن الكريم لا مساس يمسها ، و لكنك تظن في كل ما ورد إلينا عبر هؤلاء الناس منذ قرون التدوين حتى الآن الكذب و التليس .. أليس كذلك ؟
أتعجب و بحق أن ترى ما تراه في أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و ما أحاديثه إلا علم جاءنا من بشر - نعم قد يخطئون - كما جاء أي علم آخر و وصل إلينا بالنقل مكتوباً أو مشافهة ! أليس كل تلك العلوم التي تقوم عليها الحضارة الإنسانية وصلت إلينا مكتوبة في رقاع أو مشافهة من أفواه ؟ فلم نؤمن بكل تلك العلوم و لا نؤمن بأحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و قد زكاه الله و زكى أصحابه دون الكثيرين ؟؟؟
اعترف بفساد كل علم وصل إلينا حتى اللحظة .. كل علم بلا استثناء ، - و لن تستطيع - حتى يقبل منك " الجهلة " الطعن في علم حرص جل من نقله على نقله صحيحاً خالياً من التدليس .
أتؤمن بالقرآن فقط دون علومه ؛ تجويده و تفسيره و أحكام نزوله و ... ؟ ألم تكن كل تلك العلوم تناقلها الأفواه حتى وصلت إلينا مكتوبة و منقولة ؟ و علوم النحو و شواهده الشعرية و تلك المعلقات و دوواين الحماسة و .. و .. و !!! أتعلم أنك بهدم الحديث - و ما من علم نقل بحرص كما نقل - تهدم كل علوم البشرية بنظريتك التي لا تؤمن إلا بالقرآن الكريم وحده نصاً مقدساً قابلاً للإيمان به !
كتبتُ أني لن أجادلك ؛ فقط ابحث عن أجوبة لنفيك علوم الأرض قاطبة و أنت تعيش بين ظهرانيها مجبراً على خلفية تلك العلوم .
همسة : صدقني ؛ لن تفلح مساعيك في قلب موازين الفكر عند كل هؤلاء المؤمنين بوجود أحاديث لرسول الله صلى الله عليه و سلم و أنها جاءت إلينا عن طريق من ظنهم أحرص منك على الخير و قد كانوا أقرب إلى عهد النبوة منا و منك .
هداك الله سبيل الرشاد .