السلام عليكم
أشارت الىّ أخت فاضلة بأنها ترى من وجهة نظرها أن الإمام البوصيرى رحمه الله قد وقع فى خطأ عندما ذكر هذا البيت: "لك ذات العلوم من عالم الغيب ومنها لآدم الأسماء", وطلبت منى التنويه, لذا أنا أقول:
حقا قال الرسول الكريم عن نفسه أنه لا يعلم الغيب, وحقا ورد ذكر آيتين فى القرآن توضحا ذلك:
قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ }الأنعام50
{وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْراً اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ }هود31
لكن أنا أقول أن الرسول الكريم ربما قال ذلك ليمنع عن نفسه مقدرة غيبية ظنها فيه بعض بسطاء المسلمين عندما كانوا يسألونه عن أشياء أن تبدى لهم تسؤهم, كسؤال أحدهم مثلا عن أين ناقته, ووووو. أيضا أسئلة المشركين الكثيرة عن الساعة ومتى تقوم وووو. لكن لا يخفى على أحد أن الله اختص حبيبه ببعض الغيبيات منها ما أراه إياه فى ليلة الإسراء والمعراج , ومنها ما اختصه وحده دون أى مخلوق بمثوله بين يديه جل فى علاه, ومنها ما كشفه له عن أمور سوف تحدث فى نهاية الزمان, وقد ابلغ عنها باستفاضة "ابن كثير" رحمه الله فى مجلده الشامل البداية والنهاية وأحداث الفتن والملاحم فى آخر الزمان. لذا أقول من وجهة نظرى لم يقع البوصيرى رحمه الله من وجهة نظرى فى خطأ بقدر ما أصاب أمرا تأويليا مجازيا .
ويبقى لكلٍ رأيه وهناك مساحة من الود لا خلاف فيها بين الأحبة. أعتذر للأديب الفلاسى بدخولى صفحته مرة أخرى واقتحامها , لكن وجب على إبداء الرأى كما طلب منى منعا للإلتباس. وتهنئة لك بتثبيت تحفتك أيها العزيز.
شذى الوردة يرجو أن أكون نوهت كما وعدت.
د. نجلاء طمان