بهدوء...مسحت دمعي عن وجنتي...جعلتها مبكى وسادتي...صقلت الدمع بمقلتي...زفرت بأعلى مملكتي...بصوتٍ عليل القلب...جريح النفس...حزين الروح...تكالبت الأحزان على قلبي...ألحن سمفونية العذاب بروحي...تنزف من أعماق جرحي مملكة أحزاني...أحييت الحزن خلف ابواق العذاب... تركت الجرح حتى عاد ذهاب إياب... قلمت أظفري حتى خرج اللحم من اللباب... هجرت الشعر فما دق لي باب.. أسمعت العصافير لحن العذاب فأخرس أمير العذاب...سللت سيفي من غمده فهدمت القباب... وحلق على جثماني عقاب... وأصبحت الدماء بين القبائل تسيل وتتدحرج الرقاب... سللت من عمق التاريخ منجي الأحداق... أيا حزنا تملك عاطفتي... أيا جرح نزف بناصيتي... زيديني قد قال النزار زيديني...فقلت يا عذابي زدني من العذاب ما شئت... ومن الليل ما سهرت... ومن قلب النهار أصبحت... تلملم منارة التاريخ بعد أن تهت... زدني يا حزنا رافق أيامي... يا ليلاً أعتق أحلامي...لقدر أهلك أوهامي... ومشكلة الأيام همي وأحزاني... وعقدة الحياة مزلزلة أيامي... يا أول وطن وآخر شعب ينقد ويقرأ أشعاري... سرقت من عيني القمر نارا أشعلت بها ثوراتي... مزقت شهادة ميلادي...
قد أكون مخطئا بكلمة أو كلمتين... ولكن الذي كتبته فوق جملتين... أجيبو فالصمت يعتري قلوبكم... ويمزق أشلائكم... ويحجز أحلامكم... وأنتم واقفون... تنتظرون قطار الهلاك ريثما يأتي... تهللون وتكبرون لعيد لن يأتي...كأطفال صغار ينتظرون أباهم ريثما يعود.... والأب بقبره ينتظر الوعود... ويستكمل الحقود...
يا ولدي... حياتك منارة للحزن لن تكفي...محللة الأقدار والحكم... حكمت عليك الأيام... بخاطرة تكتبها وتنام... وتنزع منك الأحلام... وتسلب منك شوشورة الأيام... وزوبعة السهام...
سهام الحب غرست بقلبك نزعتها!!!! سهام الحزن نزعت من قلبك غرستها!!!
إلى متى يا ولدي؟؟؟؟
تبقى رهينة لقدر من الأقدار...
لسفر من الأسفار...
إلى متى يا ولدي؟؟؟
غارق ببحار...
تفجر الينابيع والأنهار...
ليتها...ليتها ينابيع فرح أو حب... بل ينابع لكره وحقد... ينابيع توزع الحزن بالتساوي... بدون نقصان أو تهاوي...
سأقبل بك يا قدري...
سأمحو الفرح من قلبي...
لأخلي لك المكان الذي يكفي...
لك يا حزني...