براءة الحجاج من التهم المنسوبة إليه
أعي تماما أنها وصفة وهمية ، لكن ما حدث كان كافيا لينهار أمامنا أعتى قراصنة الطغيان ....
مهلا زمان القهر ......
قد آن الأوان كي نقف إجلالا أمام الميليشيات الحجاجية
في الزمن القديم .
أيقنت الآن للمرة الأبدية أسطورة التاريخ في الأوراق المكتوبة . لم يقنعني العصر أن طاغية العرب كان يغسل الدم عن سيفه بماء الرافدين ، أو أن طفلا من تغلب ترجف بحضرته طغاة العالم مثلما أخبرنا بذلك شاعرهم عمرو حين قال :
إذا بلغ الفطام لنا صبي ٌ تخرُّ له الجبابر ساجدينا
وإلا لماذا لا نثور على هذا الزمان ؟ ما دامت أخلاقنا شهامة العرب ، نحلق بها في أندية الشمس ، نرهبهم بقولنا نحن أبناء من كانوا هنا بالأمس ، سنعانقهم يوم البعث حينما تُرسم بموتنا لوحة الولادة ، فوطني مثلي أيضا يحنُّ إلى موكب من الأحرار يحطم سلاسله .
وينفض عذابات الأمس فالشوق يقتله في المساء كي يعانق العظماء ، عله يسترجع بقايا أشلائه المبعثرة في مقابر" أبو غريب ". أو يعلن موته البطيء شهيدا يعشعش في مخيلة الزمن .
أستميحك عذرا تاريخ العرب قد كانت كلماتك تنساب فتغدو بركانا يتفجر في الطرقات من بلاد المتوسط إلى أقاصي اليمن ، والآن هي صلاة طاهرة على أبواب السماء يرسلها أسير فلسطيني من "سجن النقب" . هي قوافل الجثث المبعثرة في أقبية سجون " أم العرب" . وكلانا حظه نفس القدر أن تطير أحلامنا على أجنحة من دماء نسافر بها نحو القمر نعيد له العنفوان ليمنحنا مواسم النصر كالمطر فتصدأ قبعة الفولاذ وتذوب مثلما هلكت قلنسوة الحجاج الحمراء الذي كنا نسميه طاغية العرب.
بقلم : ركاد خليل