تعبتُ من بقائي هنا...
وبين حضورك وغيابك يموت إحساسي...
ساعة أنتفضُ ألماً...
وساعة أضحك ندماً...
تقتلني الوحدة..
وأقصى طموحاتي...
ألا أراك قُربي...
فعودتك تنتشل أحلاماً قتلتها بيدي...
تطاردني أشباح الماضي...
وكلما قلتَ : " إنّي راحل"...
يتملّكني الغضب..
وكم أشتهي أن أفقد بصري !!
فلا مبالاتك..
تجعل عالمي عتمة بلا سبب...
وأنا...
كم حدّثت نفسي حديث الأطفال !!
وبررتُ غيابك بالعمل والأشغال...
ولكنّي لا أدري...
لماذا ينتهي يومي كل ليلة بنحيب ؟!
وهذا الجنون يحطمني...
لم أعد أعلم...
إن كان عمري يمرّ بي أم بقربي؟!
فرغم مرور الأوقات...لم تتغيّر ملامحي...
لازالت سذاجة الطفولة تعانق وجهي...
كم تمنّيت أن أكبر بسرعة !!
كم تمنّيت أن يهذبني العقل !!
وعبثاً أحاول أن أنسى...
بل تعلّمتُ كيف أتعايش مع وجعك...
فحزنك صار جزءاً لا يتجزأ من حياتي...
وأفقدك.....إن قررتَ تركي بحالي...
لا تصدّقني...
إن طلبتُ منك الرحيل....
لا تتركني...
حتى وإن أكثرتُ العويل...
تحمّلني...
دعني أجرّب فيك بقايا أفكاري...
فأنا أعيشُ آخر أيامي...
ولا بأس...
إن مزّقتني هواجسي...
ما يهمّ..
هو أنّي تعوّدت هذيانك...
وكم أكره قلمي حين يُقرّر رثاءك !!
دعني أتأرجحُ بين وجودك وغيابك...
هكذا...
أختبرُ قدرتي على الاحتمال...
وأتعلّمُ أن أنسف اعتقاداتي في التو والحال...
فافعل ما شئتَ...
أمّا أنا ...
فسأبكيك....
كلما رحلتَ وكلما عُدتَ...
فأنا مغرمة بالبكاء بلا دموع...
وليلي تنيره هموم بلا شموع...
أرأيتَ يا حبيبي في حياتك أجمل من هذا الحب الذي يجمعنا؟!
أو دعني أقول الدور الذي يلعبنا...
وهكذا تعيش أطوارك بكل حرية...
بينما أتقوقع أنا في طفولتي المتأخّرة....