|
لكأن صوتك يا أنيسةُ بلسمٌ |
يُشفي السقامَ وبلبلٌ جــــــذابُ |
أنا ما سلوتكِ رَغمَ طول فراقنا |
وإذا ادّعيتُ فإنني كــــــــذابُ |
ما غاب طيفُك عن خيالي لحظـةً |
والذكرياتُ وحسنُكِ الخــــلابُ |
ولكَم سألتُ الليلَ عنك فصدّني |
إن الهوى في طبعهِ غـــــلابُ |
من ذا يواسي غارقاً في حزنهِ |
قد أوصدتْ في وجههِ الابوابُ |
سمعتْ بقصته الوحوشُ فأشفقتْ |
وتَحير القراءُ والكُتـّــــــــــابُ |
جَمع الهوى قلبيهما فتلاقيا |
في غبطةٍ ينتابها الارهــــــابُ |
ومضى بها متجلداً لا يتقـي |
خطراً يحِفُّ طريقهُ وضبــــابُ |
وإذا النجومُ براحتيه تساقطت |
وكأن لحناً بثه زريــــــــــــابُ |
وجليسهُ بدرُ الدجى في حُلـــةٍ |
أرأيتَ بدراً يحتويهِ نقــــابُ ؟! |
ولّى وغيّبتْ الغيومُ سناءَهُ |
وإذا النجومُ اللامعات ســرابُ |
حتى انقضى نيفٌ فهلَّ بنوره |
ملِكُ الفؤادِ يزفه الترحـــــابُ |
نظرت إليه بحسرةٍ فتعجبتْ |
شبحاً غدى تُخفي الهزالَ ثيابُ |
من أنت ؟! ما أنت الذي فارقته |
زمناً فذاك تزينهُ الاهـــــــــدابُ |
وبأي هندامٍ أتيتَ وهذه |
الاسمالُ .. أينَ شبابكَ الوثابُ ؟ |
دارى أساهُ فلم يطقْ كتمانهُ |
وتفجرتْ من مقلتيه سحـــــــابُ |
أنا مَن يرى في العيش دونك مأتماً |
ونعيم وصلك جنةٌ وعــــــــــذابُ |
هذا الشحوبُ وما تريهُ سنيّةٌ |
أهدى إليّ حُسامُكِ القصّــابُ |
عجِزَ الطبيبُ عن العلاج وأخفقتْ |
مستحضراتُ الطبِّ والاعشـابُ |
وتنازعتهُ صروفُ هجركِ والنّوى |
وتقاذفتهُ مجاهلٌ وهضـــــــــــابُ |
يا غاية الامل الذي أصبو لهُ |
سلمتْ يداكِ وصانكِ الوهـــابُ |
سأظل أحفظ ما حييتُ عهودنا |
يا "نيس" مهما طالت الأحقــابُ |