مصطلحات دارجة ... في صراع غزة

(1)

ارجعوا ورا
- ارجعوا ورا خلي أبو العز يطخني
قالتها فتحية صارخة للحشد الواقف أمام باب دارها وقد هبوا لسماع صوت صراخها الذي ملأ الحارة
هدي أعصابك يا حجة
معلش امسحيها فينا هالمرة
الناس يتوسلون لها وكأنها هي التي تملك أمر أبو العز وليس العكس
وهذا الأخير يقلب كفيه في حيرة ويتساءل ما الذي تفعله هذه المرأة المجنونة
لقد رآها بعينه تسرق ماله لتضيعه في أمور تافهة
رآها كثيراً تجالس هذه وتجالس تلك ممن عرفن بسوء أخلاقهن وفسادها ...
سمعها تخبر صديقاتها بأدق أدق أسراره
ولكنها تتبجح
تتهمه هو وكأنه المجرم
وها هي تصرخ عليه
- ارجعوا ورا ... خليه يوريني مراجلو
ارجعوا خلي أبو العز يطخني .....
كان قد بلغ السيل الزبى .. وكان يعرف أن صمته من أجل بيته وأولاده لن يطول
وعندما اشتد صراخها وجنونها
كان كفه يحسم المعركة بصفعة كالصاعقة ...
***********

(2)

احنا عارفين الصحيح
كان ابوالعبسي يحب (الفشخرة)
ورغم أنه مدرس متواضع في مدرسة حكومية لا تذكر على أي خارطة الا أنه – ورغم ضالة بنيته وقصره - كان يشعر بأنه ضخم .. قوي ... يملك كل مفاتيح الدنيا
وهذه فرصته لينافس كل المدرسات المجاورة ويتفوق عليها ويفرض سيطرته وسلطته
لم يكن يهمه أي منهج يتلقاه طلابه ، لا يهمه الغاء حصة الدين لصالح الرياضة
لا يهمه أن يتلقى أموال حصص التربية البدنية من ألد ألد أعدائه ... أو أعداء طلابه …. كل ما يهم
أن نفوز في مسابقات كرة القدم ...
وهنا قالها لطلابه صارخاً ...
- لن نخرج في مظاهرات " حقيرة " بعد الان
سنلتزم بصفوفنا ... سننظم أنفسنا .. ولسوف نسحق كل منافسينا سحقاً
وأشار الى أحد طلابه النوابغ والذي كان يرفع اصبعه علامة على رغبته في الكلام ...
قال الطفل النابغة :
-سيدي .. لا أعتقد أننا بحاجة الى دراسة أو اهتمام أو حتى تدريب ... احنا عننا لعيبة بيسدوا عين الشمس
والله ما يوخدوا معنا غلوة يا أستاذ ..
انبسط ابو العبسي كثييرا وانشكح عالاخر وربت على رأس الطفل النابغة
أحس الطفل بأنه أبسط أستاذه كثيراً فانشكح هو الاخر في جلسته واستدرك قائلاً
- وأنا في الملعب وعارف الصحيح ...
ووضع رجل فوق رجل وهو يتأمل أستاذه الأبله وعلامات السعادة المرتسمة على وجهه ...
********

(3)

الحياد ...منو عدل
أخيراً الكرة في متناول يد حازم ...
لم يكن فريقه ضعيفاً .. بل على العكس قوياً متماسكاً يحافظ على اللعب الشريف النظيف المحترم ...
لكن فريق "النجمة السداسية " كان يستعين بأساليب ليست شريفة البتة ..
تارة يسب لاعبوه لاعبي فريق " الوطن "
تارة يتكالبون على أحد اللاعبين في زاوية الملعب ، يلعبون بلعبهم الخشن الذي اشتهروا به منذ أيام بسام وكابتن ماجد ... يحصرون اللاعب في الزاوية ... يمارسون بحقه الضرب الذي لا يراه الحكم .. فيكسرون له أحدى قدميه ... ويحيدون قدرته ومهارته ..
أخيراً معي الكرة
قالها حازم وهو ينطلق ... يراوغ هذا ويفلت من ذاك ... والهدف أصبح على بعد أمتار قليلة ... اقتربت ساعة الحقيقة ...
لكن لاعبي فريق النجمة يهجمون بهتاف عنيف ... يدفعون الحكم جانباًَ ... وينهالون ضرباً على حازم .
فريق الوطن ينتظر صفارة الحكم
ينتظر أن يعلن مخالفة وضربة جزاء
الحكم يعدل من وضع نظارته ، يقول للفريقين :
- عيب يا شباب
اللي بيصير هذا ظلم ، ومنو عدل أبداً
وين الروح الرياضية ...
ويصفر لاستكمال المباراة …. الحكم ليس أعمى …يرى من اعتدى
لكنه يقف على الحياد
وهو الدور الذي وكل في الملعب ليؤدي كل شئ الا اياه ..
.......................
أيها الحكم … يلتفت الى مصدر الصيحة
فيجد الكرة كالصاروخ في منتصف وجهه
- ابق خلف هذا الخط
فلن تتحمل ما سوف ترى ....
**********

(4)

علي بابا و الأربعين حرامي...
كان باب المغارة المفتوح يشي بالكثير
بالثراء الذي حلم به يوماً
بالرفاهية التي تمناها لأهل بيته
وكانت التماعات الماس والياقوت تحت أضواء المصباح تضئ ظلمة الليل ...
وتعد علي بابا بالكثير
ولكن ضميره كان يستفزه أكثر
لا يمكن أن يصمت على جريمة هؤلاء
فقد سرقوا القرية
هذا المال مالهم
هذا العز عزهم
هذه الجواهر والحلي كانت ترتديها نساء القرية وبناتها
قبل أن تصبح للصوص
وأخيراً
استجاب لنداء ضميره وهب لابلاغ الشرطة
لكنه في منتصف المسافة
تذكر أن يده بقصد أو بغير قصد
قد وضعت بعض الجواهر في ثيابه
وأصبح شريكاً بالجريمة
*********

العزيز احمد...
ارجعوا ورا..
احنا عارفين الصحيح..
الحياد منو عدل..
علي بابا واربعين..
نصوص واقعية سردية ذات صور موحية..وبناء وتشكل جميل .. تحكم الكاتب في فضائه التخيلي بتيار وعي كساه الرمز رداءا فنيا يجذب المتلقي إلى آخر نفس.. وقد شدني إلى النص انسياب في التصوير للحالات المراد رصدها.. بدقة في الوصف.. و دقة في الربط بين الجزئيات الموحية..و إطلاق العنان للخيال الواعي.. بأن يرصد الواقع العياني الحي والمباشر.. بمفردات ذات مداليل واضحة وقيمة..
وقد نجح الكاتب هنا في وضع النقاط التائهة على الحروف المستعصية..من اجل ابراز الحقائق الكائنة..والتي يراها الناس لكن دون تحكم من قبلهم للوعي بشأنهم فتمر عليهم مرور الكرام..وقد نجح الكاتب ايضا في توظيف التعابير الشعبية المتداولة بين الناس من اجل تسهيل الامر عليهم..في ايصال الفكرة المعمولة عليها دون تعقيد لغوي.

دمت بخير
محبتي لك
جوتيار

النص ككل جميل ولكن افسده العنوان ..لقد سرق منه متعة ونكهة التفاعل ..ليتك تختار عنوانا اخر وتدعنا نخمن من تقصد ..اكبر فيروس يهدد النص الادبي ويقتله هو المباشرة السياسية .. تحياتي

اخي الاستاذ احمد عيسى
صورت فأحسنت
وعبرت فصدقت
واوجزت فأعجزت
محبتي والإحترام

العزيز احمد...
ارجعوا ورا..
احنا عارفين الصحيح..
الحياد منو عدل..
علي بابا واربعين..
نصوص واقعية سردية ذات صور موحية..وبناء وتشكل جميل .. تحكم الكاتب في فضائه التخيلي بتيار وعي كساه الرمز رداءا فنيا يجذب المتلقي إلى آخر نفس.. وقد شدني إلى النص انسياب في التصوير للحالات المراد رصدها.. بدقة في الوصف.. و دقة في الربط بين الجزئيات الموحية..و إطلاق العنان للخيال الواعي.. بأن يرصد الواقع العياني الحي والمباشر.. بمفردات ذات مداليل واضحة وقيمة..
وقد نجح الكاتب هنا في وضع النقاط التائهة على الحروف المستعصية..من اجل ابراز الحقائق الكائنة..والتي يراها الناس لكن دون تحكم من قبلهم للوعي بشأنهم فتمر عليهم مرور الكرام..وقد نجح الكاتب ايضا في توظيف التعابير الشعبية المتداولة بين الناس من اجل تسهيل الامر عليهم..في ايصال الفكرة المعمولة عليها دون تعقيد لغوي.
دمت بخير
محبتي لك
جوتيار

الأخت الفاضلة والأديبة البارعة والقارئة الجميلة ... جوتيار تمر
أشكر لك مرورك وقراءتك المتعمقة لنصي المتواضع والذي ما قصدت منه الا ابراز الحقيقة وأن بعض األأفعال نضطر اليها أحياناً بل نساق اليها سوقاً وصولاً الى مبدأ الحياد الظالم الذي يذكرني بموقف حسني مبارك عندما طلبوا منه التعليق على حادثة اغتيال محمد الدرة الهمجية
يومها قال
احنا لا مع دول ... ولا مع دول
بس اللي حصل ده ما يصحش
هذا الحياد القاتل ليس في محله ، فأنتي كاعلامية وأنت كقائد للأمة وأنت كزعيم حزب كلكم مطالبون بأن تقفوا الى جوار قضايا الأمة الهامة مع المظلومين والمستضعفين

مشكورة مرة أخرى أيتها الفاضلة

النص ككل جميل ولكن افسده العنوان ..لقد سرق منه متعة ونكهة التفاعل ..ليتك تختار عنوانا اخر وتدعنا نخمن من تقصد ..اكبر فيروس يهدد النص الادبي ويقتله هو المباشرة السياسية .. تحياتي

ولا أقول لك سوى
معك حق
وقد نشرت نفس النص في منتدى فلسطيني بعنوان " مصطلحات دارجة " فحسب ولم اذكر أي شئ عن صراع غزة
وما جعلني أكتبها ان هذا المنتدى عالمي ولربما هناك من لم يسمع هذه العبارات التي اشتهرت جداً في اوساط الفلسطينيين
مثل
" ارجعو ورا خلي حماس تطخني "
" والله ما بيوخدوا معنا غلوة "
" احنا في الميدان وعارفين الصحيح "
" عننا جيش بيسد عين الشمس "
والى اخره من مصطلحات جنرالات السلطة التي أصبح الناس يتندرون بها

أشكرك مرة أخرى على المرور الجميل والنصبحة الغالية

اخي الاستاذ احمد عيسى
صورت فأحسنت
وعبرت فصدقت
واوجزت فأعجزت
محبتي والإحترام

أخي وأستاذي الفاضل د. غازي كلخ
مرورك الى هنا وسام على صدري
أشكر لك طلتك البهية
وأراك على خير


دمت بود