الطليان....
لعل ابرز ما ميز هذه القصة ..سواء على المستوى البناء القصصي المحكم..او على المستوى الدلالي ..الذي تمثل من خلاله الرؤية النابعة من عمق القاص لتتشكل المغزى والمعنى اللذان يقومان بمهمة التصوير المشدهي في ذهن المتلقي..هو قدرة القاص هنا على فرض صورته على باقي الصور الذهنية لدى المتلقي..وهو ما يجعلني اقول بأن نجاح العمل اي عمل ادبي.. يتوقف على جملة امور ولعل ابرزها القدرة الفائقة على التحكم في التخيل.. من زاوية الانشغال الذهني بالحالة النفسيةوالاجتماعية..وفي النص هذا برزت هذه القدرة..من حيث اسقاط الواقع في عين ويد..ولسان يتلعثم..وكذلك الصورة الرائعة التي دائما نجدها في الدراما الحية..من حيث النهايات التي تبعث الامل في نفوس المشاهدين..حيث المواقف الايجابية تتخلل المواقف الصعبة والسلبية من اجل غرس روح الايمان بالذات وبالقدرة الاسنانية في الانسان نفسه..وهذا ما حصل بالفعل مع بطل القصة هنا..حيث التواري بسبب العاهات..والخوف من نظرة الاجتماع..له هنا مدلولان وربما اكثر..لكن ما اراه هو في الاول ان الثقة عندما تغيب لدى الانسان يصبح فريسة الهواجس والافكار السلبية التي تتراكم ومن تخلق منه انسانا تحكمه المخاوف وعدم القدرة على فعل شيء..وهذا ينتج بالضرورة..اقول بالضرورة عن قلة وعي الاجتماع..لانه يحكم دائما على المظاهر ويبرر اخفاقاته في بناء الانسان السوي من خلال المظاهر.. واللمحة الاروع في القصة والتي قلت عنها انها اسبه بموقف درامي..النهاية والكلمات التي تبعث القوة والثقة في النفس.. كما الحال لدى بطلنا هنا.
محبتي لك
جوتيار