أحدث المشاركات

نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»»

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أراجيف الوسادة

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    المشاركات : 11
    المواضيع : 10
    الردود : 11
    المعدل اليومي : 0.00

    Post أراجيف الوسادة

    نص سردي
    عبده حقي
    أراجيف الوسادة


    قد يكون هذا الوقت الذي يغمرني بدفاقه الشفيف ..الازلي وأنا اسهو بين رقصة القلب وتطواف الشمس اللانهائي.. قد يكون هذا الوقت اعظم لعبة لا تليق بالمراهنة لروح وجسد يساوعها ويكدس حقيبة العمر بجمرالدقائق.
    ها انا أضبط الساعة مرة آخرى على فجر زائف ، ثم في لحظة ما من الغلس أمد يدا جذلانة بالسبات لاخرس الرنات المقرفة التي تواطأ الزمن معها في حياكة معزوفة الديك الرابض في رحى الساعة الصينية ...
    أقطع مرغماغواية جسد مسافر في حكاية حلم بابلي لا أفتقد فتنته إلا بعد أن اشرع رتاج النافذة كي انبش في رفوف الوهم الغبر وارتب صور عالمه الأسطوري المنقوع في الدويات...
    أدشن الآن فجرا آخر.. افتح عيناي على علبة مهدئات ... وأتلو ما تيسر من آي التفسير في نفسي لعلي افكك أراجيف الليل وذخائرها الممهورة بأصباغ الوهم...
    أجدني اللحظة مثخنا بالالوان والاشكال الهولامية وأشياء أخرى منسية لازمتني مدى التسفار الليلي.
    لحظة استذكار وإمعان فيما كان ظلي قد دونه من مداخر الروح على كراس الحلم وكان يرشني بطلعات نساء مدججات بالرواء تتمسحن كالقطط المدللة بصدري وتجعلنني مختالا كالهدهد بين معابر الحدائق وتقلن لي : "عم مساءا أيها الحالم
    ألهذا فقدت طعم المعنى في انوجادي النهاري حين انفضحت أمامي لعبة الاغماضات .
    فجأة وجدت الحدقتين مفتوحتين .. على حافة المهاد كانت سيدتي تخلل دؤابتي بمرشة الورد. قالت : " باسم الله عليك ... أفق ، أفق ، فأنات هذيانك تمتد وترا من رباب منشدخ وجسدك يهتز كما لو أنك في غمار ارتجاج."
    خاتلتني يدها في اوج الكابوس.. انتشلتني من بنج غريب .. كنت مرتبقا في شراك خيوط عنكبوت خرافي ، كلما انعتق عضو من اطرافي ، اشتبكت الاعضاء الاخرى بخيوطه.
    كان نداء امراءة يأتيني من غرفة ما.. ادراجها مشوبة بذبال خافت يرشح من قنديل سقف عتيق.. يتردد النداء وأنا في غمرة الشراك العنكبوتي ارد على النداء بالرعاش المتواتر.. وامرأة ثانية من ضفة الليل الأخرى ... امرأة تستعير وجه امي، رأيتها تستفل الادراج وتتعثر في تلابيب فستانها المشجر بعراجين التمر.. ثم تمد لي مهدا من يدين كبيرتين.
    ـ هي لم تكن غير سيدتي التي تلاطفني على جنب المهاد وتضمخ ذؤابتي بماء الصحو...ـ
    همست لها أن دعيني استرد انفاسي واسترجع جسدي المفقود وارتب ايقاع القلب على عزفه المألوف.
    كنت ممددا في باحة ممهورة بطلاوة الاضرحة الخضراء .. تحت مسقط نورالقنديل العتيق ، جسدي خامد وشيء ما بهيأة الدنق يطبق على اتلام الصدر... لم أتخلص منه إلا عندما نزلت المرأة التي تستعير وجه أمي لتهش عليه بشربيلها.
    لم يبق من ذلك التواطؤ الملغز غير خفقان حثيث وتعاويد هربتها الذاكرة من أغوارالوسن.
    وقفت ، قصدت المغسلة .. لطمت وجهي بحفنة ما ، فألفيت الاراجيف تتطاير كالخفافيش الهلوعة وتحوم في قيامة حول رأسي.. فتحت الكوة فخرجت جميعها، وفي حقيقة الامر لم يخرج شيئ ولم تكن هناك عنكبوت خرافي وأنا لم أبرح مهادي حتى والسيدة التي كانت على حافة السرير ما تزال تراقبني بحنو وافر وتؤنبني على تسفاري السندبادي في براري الليل وحيدا .
    هكذا.. بلا جسد كنت .. وجدتني اعبر مدنا لم تحلم بها خارطة.. اعثر فيها على بعض من بعضي.. أشياء حقنتها بدم المعاكفة.(. ما بالها تلاحقني في ارخبيلات الحلم وتوثر فوضى مدن وأحبة بلا أسماء...؟ أ لهذه الدرجة يصير بمقدور الوسائد أن تدس كل هذا العالم المتماوج تحت رأسي ... يكفيها أن أسدل الاحداق وأقطع شريان الاضواء كي يندعي العالم مصفدا تحت نهار الحقيقة كي تشاغب اهازيجه المخبولة بنوبات الركض...
    يجوز لنا إذن أن ننسج في الرحيل الوسني أجمل الفداحات .. أن نعبث بنواميس الكون ونسخر من قيافة الماء للماء ونمسخ لون اللون باستيهامات الهزيع .
    ما تزال الرؤى تزدحم في الرأس.. والعنكبوت أما زال خلف الوسادة ؟
    قلت سأسرد اراجيفي فلربما منحتني السيدة التي تستعير وجه أمي ملاذا يريحني من ثقل الدنق.
    كان بصيص يوم آخر يخترق خصاص الباب والعالم الذي غادرنا بالامس يضع حقائبه جانبا .. يدعك عينيه وينبؤني عن حكايا رائقة تشرع ذراعيها لظلي الحائم حول نجمة الحلم المتخضبة بلون الالتباس.
    لست ادري كيف تخصبت رؤى الاراجبف الليلية في رحم النهار، و كيف اجترت العين عالمها في غفلة مني.
    يقينا انني كنت انحت على جدار الحلم مطافات اخرى سوف تتسع مثل الدوائر المائية وتغريني بالايغال في غرائب الاحلام.
    لعبة جميلة إذن ... استغراق شهي بطعم الانخطاف الى المسارح المنداحة حيث أمشي ولا أمشي ثم اعود مثل فارس اسطوري محملا بزوادات البلور والياقوت واللازورد البراق أومتفصدا بعرق الخسارات.
    حين زارتني أمي، حكيت لها عن العنكبوت الليلي ... اسندت رأسي على كتفها الوارف.. شملتني بأمان رهيف وبددت عن ناظري غلالة التوجس بلمسة الهناءة والتأويل المبسام.


  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    العزيز الحقي..
    هناك تكثيف للدلالات في هذه القصة...والتكثيف بدأ بأراجيف الوسادة لما لهذه الكلمات من دلالات وايحاءات كثيرة.. التكثيف من خلال اعتماد دوال مفتوحة على أكثر من دلالة.. نجح القاص من خلال شخصية الرئيسية والأشياء التي يتعامل معه..وكذلك الحركات والأحاسيس..نجح في خلق عالمين:احدهما حسي مباشر والآخر مضمن ..مخفي وهو المقصود بالحدث القصصي..وقفت طويلا عند هذين العالمين الذين تفصح القصة عن إحديهما وتستبطن الآخر..مما يترك للمتلقي عشرات الإمكانيات للقراءة ويجعل النص مستمرا في ذهنية المتلقيهذه الأفكار المثقلة بالحيرة والقلق التي تهيمن على الإنسان من حين إلى حين بالاخص عندما يحاول الاسترخاء على الوسادة والنتوم هاربا من كل صور وهواجس الدنيا.. يهرب منها ثم يتحملها.. تطارده في كل كوة وفي كل ركن ينتصر عليها.. لكنها كالروح تصعقه.. أسلوب ممتع.. ونهاية لا تستهين بذكاء المتلقي.. وتجبره على الاسترسال في البحث في اتون القصة هذه..واخراج الكثير من التحليلات التي تساهم ولو بشكل جزئي من فك الطلاسم التي قد تقذفها القصة فيه..من خلال إماطة الخيوط المتشابكة التي تقيد أعماقه لنجده في النهاية يبحث عن الخلاص عبر أجنحة مثقلة بالضوء نحو حرية ينشدها .. انعتاق .. تلاشي .... فهل نجح في التخلص من ما كان يعاني منه بالارتماء في حضن امه..ولعل النهاية هذه رسالة بالغة الروعة حيث صدر الام والامان...؟


    محبتي لك
    جوتيار

  3. #3
    الصورة الرمزية عطاف سالم شاعرة
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    الدولة : في قلب النور
    المشاركات : 1,795
    المواضيع : 112
    الردود : 1795
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    الأديب الرائع المقتدر / عبده حقي
    أراجيف وسادة
    لقد كان عنوانك ينم عن فكر قلم الحقيقة ليس كأي قلم .. وصدقت نبؤتي
    فجاء نصك مالكا علي حسي ونفسي لما تميز به من رقي باذخ في الأسلوب
    فاخر جدا حسا ولفظا ومعنى
    وكم ينضح بالصور والظلالات ..
    نص سردي يستحق أن نقف على عتباته كثيرا نتذوقه أكثر لهو والله يستحق منا كل تقدير وإجلال
    فليوفقك الله تعالى
    ولتهنأ بهكذا إبداع خلاب يتغلغل في النفوس ويملك الحواس في عفوية خاطفة ودون أي استئذان
    لقد استمتعت بنصك الرائع أيما استمتاع , فشكرا لك
    تقبل جل التحايا وجل تقديري واحترامي
    كن بخير , وليحفظك الرحمن تعالى
    أختك / عطاف

المواضيع المتشابهه

  1. الوسادة
    بواسطة البحترى في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 25-08-2016, 11:09 PM
  2. مسامرة الوسادة.
    بواسطة لخاش قادة السّعيدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 27-02-2009, 11:05 PM
  3. الوسادة
    بواسطة محمد أبو الفتوح في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 14-08-2008, 03:21 PM
  4. الوسادة الفارغة
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 18-02-2008, 01:27 PM
  5. "ثمن السيادة ترك الوسادة "....!!!
    بواسطة ابو دعاء في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 15-12-2003, 09:29 PM