|
أبَـا جهادٍ ! ومَـا زالـتْ لَنـا أَبـدا |
ذِكْـرى أُخَـوّة إيـمانٍ وصِدْق هُدى |
رَحَلَتَ ! ويْحِيَ ! والأشواق ما بَرِحَتْ |
تُـغـني جَـوارِحُـنا من فَيْضها مَدَدَا |
كَـمْ نَـدْوةٍ طَـلعتْ كانتْ تفيضُ بها |
مِـنْ طِـيبِ لُقْيـاكَ أَنْساماً لنا ونَدى |
رَفَّـتْ مع العُـمر ذِكْرى لا تُـفارِقُنا |
غِـنىً وَتُـرْجِعُ مِنْ طِيبِ الِّلقا رَغَـدا |
مَـهْمَا تَـنَاءَتَ بِنَا السَّاحَاتُ كانَ لنَا |
حَـبْـلٌ مِـنَ الدِّيْن يُغْني بالوفاءِ يَدا |
|
رَحَلْتَ ! ويْحِيَ ! والسّاحاتُ ما بَرِحَتْ |
أيُّ الْـمياديـنِ لَـمْ تَـرْفَعْ مَنائِرهـا |
عَـزْمَـاً وكـان وفاءُ العَزْمِ مُتّقـدا |
تَـلـفّت الشِّـعْرُ ! والأحْـزانُ بَاديةٌ |
عَـلَيْه يَـدْعُوكَ ! هلا قَدْ أجَبْتَ نِـدَا |
تِلْكَ المَنائِرُ كَمْ دَوّتْ وكَمْ صَـدَحَـتْ |
بِـشَاعِر القُدْسِ يُـوفي كُلَّ مَا وعَـدا |
تَـلَـفّتَ المَسْجِـدُ الأقْصى وَسَـاحَتُهُ |
وَبَـيْنَ أَرْجَائِه بالذّكْـريـات صَـدى |
يُعـيـد كُـلَّ قَـصيدٍ فـي تَـلَـفّته |
كَـأنَّـما الشِّـعْـرُ هذا اليومَ قد وُلِدَا |
كَـأنَّـه طَافَ في الآفـاق يَنْشُرُ مِنْ |
حَـقٍّ وَيُحِْييَ مِـنَ الآمـالِ مَا هَـمَدَا |
يُـعَلِّمُ النَّـاسَ هَـدْيَـاً مِنْ رِسَـالتنا |
دِيْـناً أَبَـرَّ وحَـقّاً في الورى خَـلَدَا |
|
ذِكْـرَى قُسَنْـطِيْنَةٍ مَـا زَالَ يُرْجِعُهَا |
كَـمْ نَـدْوةٍ جَمَعَتْـنَا فيه وانْـطَلَقَتْ |
رَوائـعُ الشّـعْرِ تُـغْني كُلَّ مَنْ نَشَدا |
وَمِـنْ نَــداوةِ أَحْـنَـاءٍ وَأَفْـئِـدةٍ |
هَـبَّتْ نَـسائِـمُ تُحْيي العَزْمَ والسَّدَدَا |
وَمِـنْ صَـفاءِ يَـقيْـن مُلْـهَمٍ دَفَعَتْ |
رَوائِعَ الفِـكْرِ هَـدْيَـاً عَـزَّ واقْتَصَدَا |
هُنـاك طَابَـتْ لنا الُّلقْيَـا وكُـنْتَ لنَا |
أَخـاً رَضَيَّـاً وَكُـنْتَ الصَّاحِبَ الغَرِدا |
|
أبَـا جِهادٍ ! رَحَلْتَ اليومَ ! واحـزناً |
وغِـبْتَ ! واهاً ! ويا لَهْفَ الأحِبّة يَا |
أَسَى الصِّحَابِ ! صَفِيٌ غَابَ وافْـتُقِدَا |
يَـا ربِّ فَارْحمْهُ واجْـعَلْ قَبْرَهُ أَبَـداً |
رَوْضَـاً نَـدِيّاً وفـي الجَنّاتِ مَا قَصَدا |
|
|