أحدث المشاركات

سألوني: لمَ لم أرثِ أبى ؟» بقلم هشام النجار » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» غار النصر في غزة» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: غلام الله بن صالح »»»»» أمات العربُ؟» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: غلام الله بن صالح »»»»» مختارات في حب اليمن» بقلم محمد نعمان الحكيمي » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» برق الخاطر ... قسم جديد لأعضاء واحة الخير» بقلم د. سمير العمري » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الثعبان الأقرع يداهمني في المنام بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» بعض الحزن موت وبعضه ميلاد.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الغاية لا تبرر الوسيلة» بقلم جلال دشيشة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رواية قنابل الثقوب السوداء .. مسلسلة. التالي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: أيّهـم يحمل الـوزر .. مَـنْ أصـدر الأمـر أم مَـنْ نقل الخبر .!

  1. #1
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي أيّهـم يحمل الـوزر .. مَـنْ أصـدر الأمـر أم مَـنْ نقل الخبر .!

    إذا صـحّ لأحدنا خِـداع نفسه فليفعل .. ولكن عليه أن لا يـُعـوّل كثيراً على سذاجة الآخـرين ، لأنها خادعة .!

    الجنون يُمثـّل قمة الحرية والسعادة - في الدنيا ، ويعفي من المسئولية دائماً .. ولكننا نرفضه كما نرفض الموت .. ونتمسك بالعقل كما نتمسك بالحياة .. ونـدّعي امتلاك الحكمة ونتجاهل أننا لا نمتلك القـرار .!

    لا وجود لحرية كاملة مع إيمان حقيقي .. ولا مجال لسعادة حقيقية مع عقل سليم في حياة مؤقتة ..!

    عندما يُقـرُّ الإنسان أنْ لا فضل له فيما يفعل من خير .. ولا فخر له فيما ينال من شرف .. فسيُدرك حينها لماذا هو مُـلام- مُـدان مُحاسب مسئول - عما يُقال إنه اقترف ..!

    فالإنسان في الدنيا بمثابة المسئول الكبير الذي يضع توقيعه على ما يُنجزه غيره - لينال الفخر .. غافلاً أو متجاهلاً أنه بتوقيعه إنما يتعهد بحمل ما قد يترتب على ذلك الإنجاز من وزر ..!

    وعاقلٌ هـو .. مَـنْ إنْ سألته عن حياته .! أجابك بأنها لا تعدو أن تكون شاشةً تعرض أحداثاً - تبدو للآخرين أنها من صنعه .. بينما يُدرك هو أنها ليست خارجة عن إرادته- فحسب ، بل أنها كثيراً ما تـُسيّره وقلّـما تستشيره - ويلومه الجاهلون إذا قال أن هذا ممكنٌ وذاك مستحيل .!

    فأفعال الجميع وردود أفعالهم ، إنجازاتهم وإخفاقاتهم .. كل ذلك تـُقـرّره حواسيبهم المبرمجة سلفاً - دون إرادتهم ، وتديره إمكاناتهم التي تُحـدّد مواقعهم ، وتـُظهره شاشاتهم .. ويحملون بأقوالهم لا بأفعالهم - لواء النجاح أو راية الفشل ..!

    نحتاج إلى جهد كبير لكي نسمع ألحان الفكر في سجون الثقافات ، بينما يمكننا بيُـسر مشاهدة صورة الفكـر - بارزة على واقع أفراد المجتمع .!

    إن القصور الفكري في تحليل بعض الوقائع- لدى البعض منا - جعلهم يبتكرون مسميات لا منطقية يُبررون بها عجزهم ، وينالون بها من غائبين .. كمصطلح ثقافة الانهزام – الذي يقال في شأن المنتحرين ..! ويتجاهلون أو يجهلون أن الإنسان من حيث الحرية الخاصة .. صنفان :

    إنسان عاقل بالوراثة - صادق بالفطرة - منطقي بالضرورة - ضعيف بالطبيعة .. يحيا مكبلاً بأدبيات الأخلاق أو استحقاقات الإيمان ، فيمنعه المنطق من استعمال المتاح عند عجـز المباح .. فإذا خاصمته الأقدار - كأن تضعه في المكان أو الزمان الخطأ – فإنه يلجأ إلى فعل ما يستطيعه هو ولا يفهمه الآخرون .. فيُبررون عجزهم عن فهمه بتجريمهم لفعله ..!

    وآخر سطحي عبثي همجي يحيا طليقاً يخلو قاموسه من الممنوعات- فيواجه الحياة أنى يشاء وكيف استطاع ..

    الحديث هنا عن حيثيات حياة البشر كما يراها الإنسان بعين العصر ، ويلمسها بمجسات البيئة ، ويقرأها بفكره في ثقافة مجتمعه – وكل ذلك تحت سقفٍ ومن خلال زاويةٍ - يُحددهما القدر ..!

    كل النظريات الفكرية التي تحاول كشف أسرار الإنسان ، كأسباب عجزه وتخلفه ، ومصادر قوته وتقدمه ، ودوافع صراعاته ، وتضارب أفكاره ، وبحثه عن الاستقرار تارة وقتله الاستقرار تارة أخرى ، واختلاف قناعاته ..

    .. إنما تستند – لدى المؤمنين - إلى حقيقة ثابتة .. هي الوجود المطلق للقدرة والعدالة الإلهية .. حيث أنه لو افترضنا غير ذلك لانقلبت الموازين وتغيرت المفاهيم .

    وتلك العدالة الإلهية المتفق على وجودها هي التي شاءت وجوداً مؤقتاً - لكائن عاقل - قادر نسبياً- يُـدعى الإنسان .. وذلك ربما من أجل إثبات استحالة وجود الصواب بفعل قدرة – غير تلك الإلهية .!

    وحياة الإنسان - بمفهومها الابتدائي العفوي .. هي نقيض الموت .. ورغم تحفـّظ المنطق - على هذا التبسيط والتسطيح لمفهوم الحياة الرحب ..
    .. إلا أنه يمكننا القول بأن الحياة بهذا المعنى هي الغاية الأولى والهدف الأساس لمعظم الناس ؛ ومن ثم يأتي هدفهم الثاني والنهائي اللا محدود وهو : تطوير إمكاناتهم وقدراتهم وزيادة ممتلكاتهم في حياتهم اليوم - من أجل تلميعها وتهيئتها للاستمتاع بها ..
    وهم في الواقع إنما يحاولون بذلك إيجاد مبرر لحياتهم- وكأنهم من أوجدها ، وكأنهم باقون ..!

    والحقيقة أنه .. لم يَخـْتـَرْ هذا الشاب الطموح أن يكون ابناً لذاك الأب الغني الشحيح ؛ ولم تختر تلك المرأة المتباهية بجمالها أن تكون أُمّاً لتلك الفتاة القبيحة التي لا نصيب لها في الزواج ، ..
    ولا الرئيس ولا المرؤوس ولا السائل ولا الأبله ولا الفيلسوف .. كان له القرار فيما كان ..!

    فالمرأة المُهيأة لدور الأم والمُعَـدّة سلفاً بمواصفات الأمومة .. لا تصلح لدور الزوجة – إلا تجاوزاً ..
    وعندما يتزوج رجل - من الصنف الباحث عن زوجة – من امرأة من صنف الأمهات .. فإن الأبناء سيسعدون ، وسيدفع هو الثمن ، ولن تـُدرك تلك الأم - السعيدة بأمومتها - مأساة ذاك الأب التعيس بزواجه ..!
    .. وهكذا الحال مع كل اختلاف بين بقية الأصناف .. ولا يتحقق الزواج السعيد الناجح إلا عندما تسمح الأقدار بزواج رجل وامرأة من ذات الصنف ..!

    السؤال : أين كنه الإنسان وما حقيقته ..! .. بين الحاسوب البشري الأزلي المُبرمج داخله .. ؛
    وبين شاشته الآدمية التي يراها الآخرون وهي تعرض النتائج المحتومة لأوامر ذلك الحاسوب .. ؛
    وبين القدر الذي يُخرج هذه المنظومة إلى حيّز الوجود ، متى وكيف وحيث يشاء .!
    فمن هو هذا المخلوق .! ، وما دوره فيما يجري له ومعه وعليه وبه وفيه ومنه ومن حوله ..! وماذا يعلم عن نفسه وعن غيره وما ذنبه ..!

    جزء كبير من تصرفات الإنسان - كفرد -هو نتيجة طبيعية وحتمية للعوامل الوراثية التي توجّهه ، والتي لا سيطرة له على تفاعلاتها داخله ، وما تبقـّّى تـُحدده الإمكانات والبيئة من حوله - وهي الخارجة عن إرادته - أيضا ..!

    ولكن في محطاتٍ كثيرة من حياتنا - نحن المسلمين - نجد إسلامنا - بمفهومه الحديث القديم - يفرض علينا مخالفة المنطق وتجميد الفكر والتنازل عن جزء كبير من الكيان ..!

    والبدائل المنطقية لهذا الواقع المرفوض- مُغيـّبة .. فهي إما مرفوضة عند أعداء المنطق ، أو ممنوعة من قبل أولياء الأمر ، أو محاربة ثقافياً ، أو مُـحـرّمة دينياً .. ودون حُجّـة مقنعة من الجميع ..! .. ولم يبق أمام الفكر سوى باب المستحيلات ..!

    والعقل يقول إن العدالة الإلهية لا يمكن أن تتعارض مع المنطق ؛ وبالتالي فإن الفكر الذي يستند لها لا يكون سوياً إذا اعتمد العشوائية وطمس الآخر من أجل إثبات صوابه في محطات عجـزه .!

    لقد أدى سوء استغلال الكنيسة عند غيرنا في سابق الأزمان .. إلى تكميم الأفواه وقطع الأعناق وتكبيل الأفكار .. فثار فكر الإنسان الغربي وكانت النتيجة ميلاد العلمانية ..

    ولكن .. كأنما المنطق فكر غربي ترفضه الشهامة العربية باسم الإسلام البريء ..!

    فجُـلُّ العرب المسلمين - من كتـّاب وشعراء ، قادة وعلماء ، مثقفين ومفكرين ومهتمين- قد اعتادوا السير على جثث المنطق واحترفوا مغالطة الواقع وتلذذوا بتجاهل الحقيقة .. ،
    حقيقة عدم وجود الإنسان العربي المسلم - الفرد- الذي يزعمون أنهم يسعون للنهوض به ..

    فكأنهم يستنهضون العدم ، ويئنون بحمل اللا شيء ، وكأنهم دخلوا ثقباً أسوداً – حيث توقف بهم الزمن وانعدمت أمامهم مبررات التساؤل واستحال عليهم التواصل ، ولا مجال للتراجع ولا رؤية للمصير ..
    بينما يظنون أنهم قد أدوا أدوارهم لمجرد سماعهم لصدى كتاباتهم وهي تدوي في صحارى أوطانهم الخالية من الإنسان والمنطق والفكر ، والمليئة بالنفط والجهل والفقر ..
    وكأن المفاهيم قد واعدتهم وأخلت بوعدها .. فهم ينتظرون يوماً يصير فيه الفقر غنًى من تلقاء نفسه ، ويصبح الجهل علماً بمعجزة خاطفة ، ويُمسي التخلف تقدماً دون مقدمات ، ويتفق الناس على أن العبودية هي قمة الحرية .. ،
    ليصبحُ الأعرابي الأشد كفراً وبهتاناً – بقبليّـته وتعصبه وفقره وذله وجهله ونفاقه .. يصبح بذلك رمزاً للإنسان العصري والمسلم المؤمن .. ومن لا يرى رؤاهم فهو في نظرهم عدو للوطن والعروبة والإسلام .!
    إذا سرَّكَ ألا يعود الحكيم لمجلسك .. فانصحه بفعلِ ما هو أعلم به منك !

  2. #2
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.84

    افتراضي

    كل انسان على نفسه .... بصير ... هكذا نطق القرآن

    ونحن كما قلت أخي الحبيب ... سلسلة نكمل بعضنا ... ولعل في حكاية الدودة العمياء والبعد الرابع ما يوضح ماأقول

    ولكن

    هناك مرض مستفحل بين الناس اليوم كتبت عنه مقالاً ... أستأذنك أن أضعه هنا لعلني أستفيد من تعليقك عليه ويتواصل حوارنا ... أيها الحبيب النجيب


    مرض الغفلة
    بقلم خليل حلاوجي

    وردت الغفلة بصيغة الجمع في القرآن المجيد تسع مرات لتنبه إلى مرض مجتمعي سائد في أيامنا هذه كون الأغلب فينا وبحسب وصف الآية الكريمة {يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ }الروم7 ، ولاحظ كلمة ( ظاهرا ً ) وهي تختصر لنا أن من ينشغل بما لا جدوى منه يخسر مرتين : مرة لأنه يهدر ثروة وقته وعمره وصحته والثانية أنه لا يجد له هدف ما من كل ما يفعله ومع ذلك فهو محاسب على هذه الإضاعة .
    إن الخطير في موضوع الغفلة أننا ربما لا نعلم أننا غافلون ممن وصفتهم الآية الجليلة :
    {أُولَـئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }النحل108 ومعنى أن أكون إنسان هو أني مستمر في غفلتي حتى إذا كنت ُ واعيا ً لذلك تابعت الغفلة بالتصحيح والتنقيح ومتابعة السيئة بالحسنة لتمحها.
    والحقيقة أني لم استطع أن اكتب حرفاً واحداً في حياتي إلا بعد أن تخلصت مما اشتبك في عقليتي من وهم مع ما هو حقيقي , فبعض الأوهام كانت تعني لي الحقيقة كمثل انحيازي لهويتي العرقية والمذهبية فعالجت غفلة هذا الوهم بالتغلب على مسلك الانحياز واستبدلت هذا الوهم بالحقيقة الإنسانية .
    ولكن هذه الحقيقة لازالت عند الكثيرين وهم فمعظم البشر يعيشون في معظم حياتهم هباء" فريسة الأوهام ، فما أن يسمعوا بموروث العنتريات واللافتات ومشوشات الشعارات حتى ينتفضوا من مقعدهم يخيّـل إلى أحدهم انه يعيش وقائع تسد عن عينيه منافذ النظر المصيب والعقلاني , وكم كنت أنا مصدق أن شرعة السلطان الذي بدأ يورث شعوب مملكته لولده بالسيف على أنها شئ من شرعة القرآن فأتبعناه , وهو كان يستغل أن النفس تلعب بها الأوهام في بعض الأحيان فيخيل إليها الباطل بصورة الحق وحين توهم عمر رضي الله عنه لحظة وفاة الرسول الرحيم عليه الصلاة والسلام انه كان في رحلة إلى الله تشبه رحلة موسى عليه السلام وانه سيعود وانه سيقتل من هو مصر على مقولة أن الرسول قد مات ! حتى جاءته الحقيقة الصادحة بكلمات من فم أبي بكر رضي الله عنه وهو يتلو آيات مدهشات تعيد الوهم إلى الحقيقة فيخر لها الجميع مصدقين بان الرسول لن يكتب له الخلد ولا داعي أن ينقلب الصحابة على أعقابهم فالأصل أن عبادة الصحابة تكون لله تعالى ... أما ( وهم ) أنهم يعبدون محمد الذي مات في تلك اللحظات ..فعليهم أن يعيدوا ترتيبات المسلمات إذ الحق أنهم ومحمد معهم يعبدون الله تعالى !
    {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }آل عمران144
    ويرى فيلسوف الحداثة الفرنسي(ميشيل فوكو) أن علم طبقات الأرض كشف أن القارات محمولة على صفائح عملاقة وكذلك المعارف الإنسانية محمولة على طبقات فوق طبقات من الأوهام. والناس تحركهم الأوهام بوقود وهمي غير حقيقي انظر إلى ذلك الرجل الذي ظن بقتله للخليفة علي رضي الله عنه انه يتقرب به إلى الله .
    وانظر إلى الكثير ممن يحمل السلاح اليوم وظنهم أنهم مدافعون عن الحرية حتى ليكاد الكثير من سكان الأرض يصدقون لعبتهم ومشروعهم في أسلمة الإرهاب على انه حقيقة وان جيش الرئيس بوش جاء يحرر شعوباً من أسرها واستعبادها من طغاتها وبوش نفسه وكذلك الأمم المتحدة تصف الإجراء على انه احتلال , ويغفل الكثير بنفس السياق ويصدق دعوة الإسرائيليون وظنهم بأنفسهم أنهم شعب الله المختار وان الأرض المقدسة لدينا هي من بقايا ارثهم الديني حتى اغتصبوها بقوة تصديق المغفلين من اليهود الذين لم يقرءوا التوراة بعيني بصيرتهم ليروا أن آياته تحرم عليهم التجمع في تلك الأرض ولكن الصهاينة منهم أنشأوا مملكة الوهم بأساطير أسست من خلال تزييف النص التوراتي فصار الباطل ...حق كما تنبه لذلك روجيه غارودي وشرحه في كتابه ( الأساطير المؤسسة للسياسات الإسرائيلية )
    ونحن المسلمون ربما قرأ البعض منا الآية :{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}آل عمران110
    فيتصور مبدأ إلزام الآخر وفق فهمه لتلك الخيرية على أنها حق مطلق! أرأيتم أذن كيف إن أعظم مشكلة تواجه العقل هي تورطه في الظنون والأوهام والهوى والله ينبهنا فيقول
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ }الحجرات12
    ويخاطب رسوله {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ }ص26
    ولكن ما مصدر ذلك الوهم ولماذا يقع العقل الإنساني في غفلته ؟
    ثم كيف يتحرر الإنسان من ظلمات الأوهام وأمواجها المغرقة كي يصل إلى شاطئ اليقين والحق وهل يسهم طول الأمد مع غفلتنا على فقداننا القدرة على الاحتجاج والصحوة على أصوات الحقيقة ؟
    أول تلك السبل يعلمنا إياها الله تعالى بان لا ننخدع بكثرة الأتباع الذين قد يزيفون الوقائع فنتصور معهم الباطل على انه الحق يقول الله تعالى :
    {قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }المائدة100
    ثم أن رسولنا الرحيم محمد عليه الصلاة والسلام قد صور الحق في صور أنبياء يأتون يوم القيامة ومعهم مصدق واحد أو اثنين وربما جاء النبي وما معه من احد فهل يعني ذلك أنهم ليسوا على الحق ؟!! بل العكس من ذلك فإنه أراد تنبيهنا أن لا نعرف الحق برجاله بل علينا معرفة الرجال بالحق الذي يشيعونه منافع بين الناس .
    ثاني تلك السبل أوردها الله تعالى وهو ينبهنا إلى سلوك أهل الباطل , انه جل في علاه يعطينا الميزان الحسي والمعنوي للتفريق بين الفريقين يقول الله تعالى :
    {وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ }محمد30 ومعنى لحن القول هنا أن لا يتطابق عمل الداعي مع قوله يقول الأديب غاليانو من الآرغواي : ( إن حرية التعبير تسمح لنا أن نصغي لأولئك الذين يتحدثون باسمنا ) والإعلام اليوم يقوم بدور ضخ المعتقدات الخرافية فيقر للغفلة.
    ثالث تلك السبل وهي الأهم أن نتمم في معرفة حال المدعين من خلال جدوى دعوتهم , الم تسمع تقريرات رسولنا الرحيم محمد عليه الصلاة والسلام وهو يصف لنا أفواج المهاجرين معه إلى يثرب وقد صنفهم كل حسب غاياته فقال من كانت هجرته لمال يطلبه أو امرأة ينكحها فهو إلى ما أراد وأما من كانت هجرته إلى الله ورسوله فإنها ستكتب له كذلك .
    ان دعوة الإسلام تعرف على أنها الحق الأتم لا الباطل في زيف وأباطيل مدعيه وقد ألهمنا الله تعالى طريقة نتفرد بهاِ , إنها طريقة الخيرية الإسلامية !!!
    انه يخبرنا عن قانون ( من يعمل سوءا يجز به )أنتم أو من يشارككم الحياة على الأرض انه يضع لنا معيار تفاضلي هام جدا" فيقول :{لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً }النساء123
    علينا إذن بعد هذا أن لا نتوهم مع مسلم أو مسيحي أو يهودي إذا ما جاءنا الثلاثة بالضار لنا وهو يقسم انه لنا من الناصحين فنكذبه ببشاعة ما يقترفه وهو يضر نفسه ويضرنا .... إنها طرق قرآنية تعيننا اليوم على فضح هؤلاء الأدعياء .
    فهل توافقونني بعد ذلك وتعينونني على البحث واستقصاء كل من يزيف لنا الحق فيقول أن له الفضل في إصلاح حال سكان الأرض الحزينة ؟؟؟
    ولا تثريب علينا أذن آل بيت المظلومين من دعواه من أن نسعى لإعادة الصياغة لنسق أفكارنا , فالفكر قبل الهواء والماء أحياناً ومن أجل أن لا يطول علينا ألأمد فتقسى قلوبنا , فلنعلن أننا سنكمل الرحلة كدحاً إلى عدل الله فوق أرضه وفي سماواته إذ نتغالب في زمننا هذا لنقدم ترياقاً قرآنيا ً لشقاء الإنسان فيشفى .
    والسؤال المهم :هل أننا في حالة استقرار فكري ارتضيناه أم نحن في حالة ركود ؟
    والحق أقول أن تنامي المعرفة اليوم يجعلنا لا نواكب حتى تغيير طرائق التفكير , ولا يخفى عليكم قفز مبدأ اللايقين من كونه مبدأ فيزيائي إلى فلسفة معرفية تلاحق التسارع في الفوران التقني فمن توغل مدهش في الفلك إلى المزيد من المنجزات في هندسة الجينوم إلى دهشة أخرى في رؤى كمبيوتر المستقبل القريب ومحاولات السفر عبر الزمن.
    كل تلك المتون المعرفية وفورانها يقابله عزوف من جانبنا حتى في الملاحقة ولكأننا نتقدم ولكن إلى الخلف !!! , أو ارتضينا بالتوقف عن المفاعلة مع مستجدات ما ينجز , وأني لأعزي موقفنا هذا لسبب جوهري وحيد وأرى بالبدء بمناقشة تأثيره في مؤسساتنا الفكرية وجامعاتنا ... ذلك أننا لا نجرأ على كسر الحواجز والاحتكارات فيما بين التيارات الفكرية الفاعلة اليوم في الساحة الإنسانية , فلابد والحالة هذه أن نعالج انفصام الواقع عن تنظيراتنا , فنحن جزء من الناس ولسنا كل الناس وأن بدا أننا لا نزال في وهم إلزام ألآخرين برؤيتنا فالحقيقة تقول أن لدينا عشرات المشاكل والتي نعقد لها مئات الندوات وتظهر الكثير من التوصيات فلا نشاهد لكل تلك الجهود أي إسقاط على الواقع المحزن لأننا لا نزال في وهم فهم ( ألآخر ) على انه مخالف لنا وانعدام أية فرصة للمشاركة في المنتج الإنساني .
    والعدل يقتضي أن نعرض على مسامع إنساننا الكم الهائل من الأفكار المضادة لفكرتنا علنا نحفز فيه روح التجاسر على الإنصات إليها بغرض تمحيصها وغربلتها , فالفكرة الضالة سادتي لا تصحح إلا بفكرة أخرى نافعة . ولا تعالج بتجاهلها ، لنهجر زمن القطيعة المعرفية أو التوجس أو الخوف أو التجاهل لما يدور حولنا !وعندما نعرض على طاولة الجدل لأفكار هي بالأصل (قاتلة ) لفكرتنا فاني أهيب بعقلاءنا أن يتنبهوا لخطورتها وهي تحاول التمترس في بنيتنا الفكرية الأصيلة , انه من الخطورة بمكان أن نتمهل في كشف كل الحقيقة عن الأفكار المستوردة التي تصمنا بالعقم الفكري في المشروع الظالم لأسلمة الإرهاب ,ولماذا الخوف والواقع الموجع يدعونا لإعادة الصياغة لماذا نخاف من المصارحة كون هذه الأفكار ميتة وانه يتوجب دفنها بسرعة لئلا تؤذينا بنتنها ولان أول الاعتصام بالأفكار المجدية يتطلب تهيئة الأفكار الموقظة الحية , النافعة , وهذه تحتاج إلى جدولة الأولويات في التناول وإنها لعمري مهمة عسيرة على الكثير ولكن لأجلها يعيش الجهابذة ومما يطمئننا أن في فكرنا الإسلامي المهيمن لا توجد أسرار نخشى من أبرازها ولا توجد متون سرية نخاف أن تكشف بل كل المنهج معلن وفي النور وهكذا سنمحو كل صور الوهم من عالمنا وندفن الغفلة وإلى الأبد ، يقول جون سيمونس ( من لا يعيد قراءة مفاهيمه وتجاربه نقديا لا يتقدم ولا يتطور ).
    الإنسان : موقف

  3. #3
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 54
    المشاركات : 3,604
    المواضيع : 420
    الردود : 3604
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي

    موضوع مهم اصبنا بلوثته نردد كالببغاوات مانسمع ولا نكلف انفسنا عبء البحث والتمحيص وهذا ماسبقنا الغرب اليه وقدم ما عجزنا علن تقديمه رغم كل مانملك من مخزون
    مقال الاستاذ حلاوجي اغنى الموضوع
    تقديري لكما
    فرسان الثقافة

  4. #4
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي


    الأخوة الأكارم جميعاً ..

    الأخ الحبيب النجيب .. خليل حلاوجي.. يا من يؤرقه واقع أمته وتشهد أفكاره وكتاباته بعلو وصدق همّـته ..

    العزيزة الفاضلة المناضلة .. ريمة الخاني.. يا من تحملين أوجاع الواقع العربي الإسلامي وتتوجسين خيفة من استمراره , فتتبصرين طريق الخلاص بين حواجز وإشارات اليأس ..!

    أشكر لكما المرور وأعلم منكما صدق ونبل الشعور وأقـدّر فيكما دوام الحضور .. وأقول :

    يؤخذ علينا نحن المسلمين أننا نعتقد جازمين بامتلاكنا من الحضارة والفكر ما لا يمتلكه غيرنا .. ونتفاخر متباهين بأننا قـدّمنا للبشرية ما لم ولن يقدمه السابقون ولا اللاحقون .. بينما يُثبت الواقع غير الذي نـدّعي .. ويرى غيرنا أن ادعاءاتنا قد لا تعدو أن تكون ضرباً من الظنون أو الجنون ..!

    وتجدنا نستنكر ونستشيط غضباً إذا ما سوّلت لأحد نفسه أن يُطالبنا بالدليل على وجود ما نزعم أنه موجود ..! حتى لو كان ذاك المتسائل واحداً منا ..!

    بينما يقول المنطق والعقل .. أو كما يقولون .. إنه لا يرى الغابة من كان بداخلها ، ولا يعلم حقيقة حجمها وموقعها وماذا يُحيط بها إلا من كان خارجها ..!

    أيها الأحباب .. سيقف ولن يواصل المسير من أوهم نفسه أنه قد وصل . ومن ليس له هدف محدد ووجهة معلومة فإنه لن يصل .. وهذا حال الأمة مع بالغ الأمل ..!

    أيها الأحبة .. كان دأبي وسيبقى شأني وسؤالي وجوابي وهدفي ومنطلقي ومسعاي ووجهتي .. زماناً ومكاناً .. إلى حيث أرى ذلك المواطن العربي الفرد المسلم الإنسان الذي يقول عن نفسه - أنا مسلم مؤمن .. وهو مُدرك لما ومؤمن بما يقول ..
    وليس هذا المسلم الذي يصنـّفه الآخرون مسلماً من خاصة المسلمين تارة ومن عامتهم تارة أخرى وهولا يدري المعايير لهذا ومن وضعها وكيف ولماذا ؟ ، أو منافقاً وكافراً وزنديقاً وهلم جرا من المسميات المتباينة والتي تـُطلق مجازاً - ويتم التعامل وفقها واقعاً - على ذات الإنسان المحسوب على ذات المعتقد ..! المكلّف بذات العبادات ..!

    أذكر عندما كنت أؤدي الواجب الوطني - الخدمة العسكرية – أنّ ضُبّاطاً عديدين كانوا يمرون بجوارنا عادة – أثناء التدريب الميداني .. وكانوا جميعاً يحملون ذات الثقافة التوجيهية الإرشادية ، حيث كانوا يقولون - عندما تظهر علامات الإعياء في مشيتنا ، ويبدو التعب على وجوه البعض منا – نحن المتدربين الجدد .. كانوا يقولون لنا : لا تتظاهروا بالتعب ، احترموا الساحة المقدسة وارفعوا رؤوسكم عالية شامخة واعتزوا بأنفسكم فأنتم حُماة الوطن أيها الحُـقراء الجُبناء ..!

    ولأني كنت أثق بأفكار وثقافة من هم أرفع مني مكانة ، فقد كانت تلك الثقافة تـُحيرني كثيراً ولا أجد لها تفسيراً .. آنذاك ..!

    لكما مني كل المودة ولقاءاتنا مستمرة ..

المواضيع المتشابهه

  1. زَوْرَقُ فِصَامٍ يَحْمِلُ الْحَقَّ
    بواسطة محمود عثمان في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 15-08-2016, 01:01 AM
  2. أستاذي لا يحمل شهادة عُليا
    بواسطة د عثمان قدري مكانسي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 30-12-2013, 02:04 PM
  3. زمانيَ أشكو أمِ النائباتْ..؟! // أمِ النفسُ أشكو.. فقد أسرَفَتْ
    بواسطة زياد بن خالد الناهض في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 30-09-2011, 12:13 AM
  4. هــــــل مـن سبيــــل لجهــــــــاد مـن دون إســــــلام ؟
    بواسطة محمد دغيدى في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 17-05-2010, 08:32 AM
  5. مزهرية عشق 4 / حصان طروادة يحمل لي العشق
    بواسطة عمر امين في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 07-03-2008, 07:39 PM