سلام ربّي عليكَ ورحمتـه وبركاتـه
تحيـة مضمّخة بعبير الياسميـن
الأستاذ الأديب الكريـم أحمد الرشيدي،
تسلّل ألمُـكَ الدامي إلى أعماقي كما يتسلّلُ ضوء القمر إلى عابري الأمـل .
الظلمةُ والوحشة، الألم والمعانـاة، التقلّب على جمرِ الوفـاءِ لأحبابٍ ملكوا الرّوح والفؤاد، مطاردةُ الذكرياتِ للمآقي وضفاف الكلمات، غربان البيْن، السهام التي تنشطر نصفيْن كلّمـا مرّتْ قربَ القلب المنشطر ... وكأنّي وأنا أقطفُ من نصّكَ هذه القطوفَ النازفةَ، أنزفُ معها وقد لمستُ الصدقَ ينطق في كفّ كل حرفٍ، وبينَ جفنيْـه أيضاً !
أيّها الكريم الأكرم، كنْ بخيرٍ وثقْ - وأنتَ المؤمنُ النقي - بأنَّ الرحمنَ يحرسكَ ويرعاكَ، هو سبحانـه معكَ دائماً، يُعدُّ لكَ من صنوفِ الفرج ما لمْ تشهدْه عينٌ أو تعرفْـه، ومن قطوفِ اليُسر ما لاقِبَلَ لعقل الإنسان بـه، وكفـى بأنّ الرحمنَ أرحمُ الراحمين، أرحم علينا من أمهاتنا الحبيبات . سبحانـه ما أعظمَـه !
أديبنا أحمـد، هذه أول زيارةٍ لي لعالمكَ الشفاف، وكلي ثقة أني سأكون مقيمةً على ضفافـه دائماً بإذن اللـه، فالصدقُ والوفاء حارسا حرفك، والشمسُ والقمر وصيفاتـه، أما الألم الذي يحرسُ ثغورَ مدادك، فثقْ بأنكَ ستهزمـهُ بإذن اللـه ببوحكَ الراقي وإيمانكَ المتدفق باللـه . الألـمُ لا يهزمُ مَن يتصدّى لـه، وإن طالُ مُقامُـه بين الجوانح، بينَ الصمت والبوح ..
ليحرسك ربّي
دعواتي الخالصة لكَ، عظيم تقديري

وألف طاقـة من الورد والندى