
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رفيق الحزن
أراك حائرا ً
أرى تلك البسمة الهائمة على وجهك توحي بالكثير
أين كنت ؟ ومن أين أتيت ؟ وكيف أتيت ؟
كنت بين أرج الحقول خلف قضبان السجون
أداعب المنايا كالأطفال الصغار
كنت بين سنبلتان هائمتان على وجهيهما خلف تلك القضبان تأسرهم القيود
تكبل المعصم
تذيقهم العلقم
كنت أبحث عنك ! تقول لي أين أنت ؟ بين ثنايا غرف التفتيش تلك الثنايا التي نقشت على قلبي
تقول لي ماذا كنت تفعل ؟ كنت أتجول !
تتجول !!! نعم كنت أتجول بين غرف التعذيب بمعتقلاتهم
رأيت ملاك كأنه الآسي الرفيق
طفلا بعمر الورود يلقا أضافره تقص بالحديد وأنامل برائته تنتهب من قبل اليهود
رأيته وهنا ... ضعيفا يحار الناظر إليه كيف لا زال يرتشف بعض الأنفاس من رئتيه اللتان تهذيان ببعض الرشفات
وتقول لي أين كنت ؟ قلت لك والآن من أين أتيت ؟
تريد أن تعرف ؟ نعم أريد ذلك ؟
من أسطورة بالصحراء
من بين أضلع العذاب
من شقوق للآلآم أوهنت قلبي
من سوط شق لساني وما نطقت...
من ردم التعذيب
ولم تعرف من أين أتيت ؟
جئت من بين ثنايا الظلام بزنزانتي
مشيت على جمر ٍ حتى وصلت هاهنا بين يديك
حتى تطرقت شفتيك ! لتقول لي : لا تحفل بالعذاب
وأقول لها : عذاب ٌ أليم... مر ٌ سقيم
ليت الأله يلم شمل السجانين ليضربوا أضلعي بالصوت ولا تهان فتاة أراها بين أضلع العذاب تلين...
وتقول لي لا تحفل بالعذاب... ! وتقول لي كيف أتيت ؟
فأقول لك : أتسألني كيف أتيت ؟ ولم تجبني أنت ؟
من أين انا أتيت ؟ وأين كنت أنا ؟
كنت خلف القضبان بداخل فلسطين
واليوم أراها من الخارج تكبل بالقيود من الداخل ! وتقول لي كيف أتيت؟
أنا لم آتي إلى هنا مشيا على الأقدام
ولا من أنفاق ٍ كالأقزام
جئت من حيث أتيت إلى حيث كنت !
ولا ترتكب خطــًـأ وتقول لي من أين أنت ؟
أنا من داخل أظافر أوراق أشجارها
أنا من صميم وجدان أنامل سنابل قمحها
أنا من حيث أنا من فلسطين من حيث أنت !
فلا تسل جاهلا عن وطن لم يره
ولا تسل أخرس ً لم الصمت !!!
رفيق الحزن
بين غفلة وتغافل يطحن الحزن قلوب السائلين
وكم أقض الفزع نوم من لاحول له ولاقوة
سياط القسوة والظلم تعالى صوت جلدها
وطبول الرقص تحاول طمسها فنحيا بين جمرة وحيرة
فرج الله كرب المكروبين وحزن الحيارى وحقق لهفة الحالمين
يارفيق الحزن صدقت فابدعت