عطاف سالم
.
.
.
عطاف السماوي
هنا أراها قاصة من طراز رفيع ، جذبني إليه منذ ميلاد اللحظة ، حتى نهايتها ..أقول أنني أمام قطعة أدبية ثرية ، أهم ما يميزها التماسك السردي ، و اللغة الصادقة ، والإحساس العميق ..
اسمحي لي بعدم الخوض في حيثيات القصة ، وتفاصيلها ، فقد سبقني أساتذتي ، بما أفرزته قصتك من نقد ممتع ، ودرس نتعلم منه جميعا ..
لكني سأكتفي بإلقاء الضوء على التقنيات القصصية فقط ..
1- العنوان :
جاء العنوان لافتاً ، يحمل إلينا عدة إيحاءات ، قبل الولوج لزمن القراءة ، لكني بعد أن قرأت النص وجدت أن بالنص يحوي لقائين :
1- اللقاءات المتكررة مع الحبيب الأول .(توافق بين الطرفين)
2- اللقاء بالحبيب الثاني . (حب من طرف واحد)
وهنا جاءت المناسبة اللفظية لكلمة بساط النار ، فلو قمنا بتفنيد كلمة :
1- لقاء ... هو بين طرفين ..
وإضافته إلى :
2- بساط النار .. أضفى على النص نوعاً من الصراع الحلبي ، فبدا النص وكأنه جولة مصارعة يتنافس فيها :
1- المسموح مع المستحيل .
2- العفة مع الفجور .
3- الحب الإيجابي مع الحب السلبي .
4- الحرام والحلال .
5- ما يجب أن يكون و ما لا يجب أن يكون .
.
.
.
إلخ ــــــــــــــــ في النهاية نخلص بتوفيق الكاتبة في استراتجية الإختيار العنواني ..
2- المقدمة :
جاءت المقدمة هادئة ، تتلفع بالمشهدية التصويرية ، ربما للقطة سينمائية ، لكنها تستدعي المواصلة ، و إيراد الصبر القرائي لخوض غمارات النص ...
ولكن ..
.
.
.
أراها قد طالت إلى حد ما ، وخرجت عن عنصر التكثيف ، الذي يستدعي الإقتصاد الحرفي ، والذي هو من مميزات القص القصير ..
3- الوسط :
جاءت لغة القصة عموما لغة روائية ، تعتمد السرد والألفاظ الرصينة الهادئة ، ذات الوقع الهادىء اللاذع ، وقد أكثرت الكانبة من الإطناب الوصفي ، الذي هو من سمات الرواية ، أو أن الرواية تستطيع أن تحويه بشكل أكثر استيعاباً وتقبلاً ، بعكس القصة القصيرة ، التي تحاسب الكاتب على كل كلمة ، وكل حرف ، وكل نقطة ، فالإطناب اللفظي و القصة القصيرة محبوبان لا يجتمعان أبداً ...
4- إدارة الشخصيات :
في القصة القصيرة خاصة ، وبالفن القصصي عامة ، لابد وأن يربط الكاتب الشخصيات بخيوط تحركها ، وتحدد مسارها ، وإلا اختلطت ، وأصابت القارىء بضبابية ، ولابد وأن يكون الفصل بين الشخصيات فصلاً بارزاً ، بحين نعلم أن أحمد خرج من الحجرة ، ودخلت منال وأبوها ، وجدها ، ثم خرج جدها ، ودخل أحمد ، ثم دخلت الخادمة ، والام ، والقطة ، ثم خرجت القطة والخادمة وهكذا ... وأراك هنا رغم أن القصة دارات محاورها حول ثلاث شخصيات فقط ، إلا أني أرى أن عنصر الفصل لم يكن واضحاً ، خصوصاً بعد دخول الشخصية الثالثة ...
5- الزمن :
اختلف الزمن القرائي ، عن زمن النص ، فقد تشعب الزمن الأصلي للنص ، إلى مدى بعيد ، فاحتوى أحداثاً كثيرة :
1- تبادل الرسائل من خلال الكتب .
2- اللقاء الاول ..
3 تعدد اللقاءات ..
4- إنهاء العلاقة ..
5- التعرف على الشخص الآخر .
6- الزواج منه .
7- مداهمة المحب الأول لها بالخواطر ..
.
.
.
.
فزمن النص القرائي حوالي 15 دقيقة .
زمن النص الأصلي حوالي سنة .
أي أن النص لم يعتمد الزمن اللحظي ، أو أن الزمن القرائي لم يتساو مع الزمن الأصلي .. وهنا تمكن لا يصل إليه كتاب القصة القصيرة إلا بعد حين ...
ولكن
.
.
.
وجدت ان الحدث في بعض الأحيان اتصف بالقوة ، وفي أحيان أخرى اتسم بالضعف ، خصوصاً في الجزء الأخير ، وعدم ضبط الميزان الحدثي يؤثر سلباً على التنامي الزمني بالنص...
6- النهاية :
جاءت النهاية مسهبة جداااااااا ، خصوصاً في وصف التأثير المؤلم ، التي سببته الخاطرة المهينة لها ، حتى أن النهاية قد أختتمت بشكل وقع بين الشكل المقالي ، والخاطري ، فكان ممكن أن يختصر من النهاية الكثير ، ويلعب التكثيف دوره ، وإبراز الحالة النفسية بصورة حركية ، تبرز فيها الحالة النفسية ، بقالب الوقع السريع ..
في النهاية
تحيتي لك