أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14

الموضوع: نــهــــاية غــصــن (قصة قصيرة)

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Sep 2003
    المشاركات : 173
    المواضيع : 58
    الردود : 173
    المعدل اليومي : 0.02

    Lightbulb نــهــــاية غــصــن (قصة قصيرة)

    نهاية غصن (قصة قصيرة )


    ما زال يمتدّ من شجرة السدر والأوراق تهتزّ منه مع الهواء الذي يعابثها ، منتصبا من الجذع ، في ميل إلى الأعلى، كذراع مرفوعة من جسم صلد متين تلوّح لقادم من بعيد.
    جاءت ثلّة من كائنات يعرف أن أعمار ثلاثة متوالين منهم تحسب بنصف عمره، في بدء الاجتثاث طالت فأس بيد قوية أغصانا أخرى بجانبه ، وبتماسكه ودكنة سمرته التي لا تشفّ عن شحوب تحمّل هذه الهزّات المتوالية حوله؛ فلم تسفر إلا عن تطاير أوراق يابسة منه لم تعد له بها صلة حياة ، ثم سرت فيه كهربة الانفصال التي يصعب معها تحديد موضع القطع من خلال الضربات التي تتالت على رسغه الآن .
    تهاوى جزؤه الأعلى تسبقه إلى الأسفل الأوراق المترنّحة التي توّجت عزّ فتوته يوما، الرسغ لم يُخلع فورا بأمارة أنه تمايل مرّتين أو ثلاثا علوا وسفلا قبل أن يلحق بالأغصان التي سبقته ويشمّ التراب ويراه لأول مرة بهذا التلاحم .
    نتفوا عنه بأيديهم الأوراق التي لم تسقط أثناء ضرب الحدود والضرب المباشر وفصل عرى المقاومة الأخيرة ، استلقى على جنبه وهو يحس بها تتهادى في الهواء قبل أن تطمئن إلى لثم الأرض بجواره .
    وصل إليه عبق لا تخطئه معرفته مع وهج جميل أعقب الدخان الذي صعدت معه أرواح أغصان كانت تجاوره في جسد ، وهم يستدفئون بها الآن ، وكان ينتظر أن يخبو الوهج قليلا كي يحين دوره ، لكنّه فوجئ حين امتدّت يد ولفّت حول جزئه العلويّ قماشة ثقيلة خانقة، تزيد صعوبة إدراكه لما يحدث، لم يفته أنهم حملوه على مبعدة يسيرة إلى مكان مرتفع، ركزه أحدهم ووقف بمحاذاته ، واصطف الباقون خلفه ، ثم أخذ يتحرك حركات يقلدونها ، ويترنّم وهم صامتون.
    **
    خبا الوهج الصادر من الأغصان التي انقطعت أرواحها عن الصعود ، فتيقّن من رحيلهم ، و غرق في شتى احتمالات مصيره بعد أن مضوا ونسوه . تململ من الحقيقة الجديدة التي يفرضها وضعه المرتكز ، في السابق كان جزءا علويا تتوجه الأوراق الريانة وتسري فيه الحياة رغيدةً من جسد صلد ، وها هو تخنقه هذه الخرقة ويغيظه قضاؤها على معظم إحساسه بما حوله ، كأنما لا يكفيه انقطاع مدد الحياة عنه منذ الاجتثاث.
    أشدّ ما يعانيه أنه لن يظل بعد على صلة بالهوام والطيور التي تلجأ إليه لتحصل على متّكأ تنظر منه ، تذكّر،في خضمّ حزنه الجارف، ليلة صعد إليه فيها ثعبان يهوى الالتفاف ، واستعاد كلّ لحظة من الاحتضان الدافئ الذي انتهى مع الصباح.
    هبّت عاصفة أثارت رملا يمرق كالبرق على مستوى خفيض ، واصطدمت بساقه الواحدة آلاف من ذرات الرمل ، فتساءل إن كان بيت النّمل الذي يخترق تجويفا في الجذع لم يهدم مع الاجتثاث ، وهل استعدت المخلوقات الصغيرة لهذه الهبات، وخجل قليلا لأنه نسي عهد الصحبة ،فمنذ أدرك ما حوله، والتجويف عامر في الصيف بالمخلوقات الصغيرة الصاعدة إلى كل غصن وكل ورقة ، تتنزّه ، وتدغدغ كل موضع تمر عليه من قوامه.
    وبعد وقت يسير هطل المطر ، ثم اشتدّت غزارته ، وتزحزح الرمل الذي غاص فيه رسغه المبتور ، استمتع بهذه الحقيقة التي تخلصه من وضعه المفتعل، وساقه التيار الصغير ،وهو ينتشي بالماء المطيّن الذي يتقلّب فيه ، وهناك عند المنخفض الذي تتسامق فيه شجرة السدر العظيمة دار في الدوّامة قليلا ، وتهلهلت عقدة القماش التي تغطيه فانساب منها في الماء الضحل ، وعاودته حواسه التي تشوّشت ، طرب للخرير ووقع تلاقيه بأوراق يابسة أسقطها البلل من الشجرة ، واستكان معها بجوار السدرة العظيمة ، الجسد الصلد الذي ينتمي هو وكل هذا الغثاء المتفتّت من حوله إليه.
    تمت
    لو استنشقتَ عبير الأسحار لأفاقَ منكَ قلبُكَ المخمور

  2. #2
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.28

    افتراضي


    ما أصعب السقوط بعد الرفعة والهوان بعد العزة!

    أما آن لأغصاننا المتناثرة المهانة أن تلتزم الجذر وتتصل بالساق وتورق لنا شجرة عظيمة نتفيأ فيها الظلال ونحصد منها الثمار؟؟

    أثار غصنك الحزين مواجعي أخي عبد الواحد فلله درك على عذا السرد المبدع الموجع!


    تحياتي ويسعدني أن أكون أول المرحبين.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3

  4. #4
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    العمر : 59
    المشاركات : 349
    المواضيع : 7
    الردود : 349
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    استاذنا عبدالواحد الانصاري
    الشجرة العظيمة وهي الأصل التي اجتث منها الغصن المسكين .. شجرة السدر رائع أنك اخترتها وهي شهادة عن نموها في كل أرض عربية مسلمة .. ليس اقسى من أن يفتقدها الغصن وتكبر فيه الحسرة ..حتى وكل اولئك البشر يعبثون بقربه ..
    اعدت قراءة قصتك ايها الرائع .. فيها الرمزية والتي لم تغرق كثيرا بغموضها .. فأعطتني كقارئ احساس بما نحن فيه .. دمت قلما في سبيل الأمة ورفعتها .. تحية صداقة لك
    الانسان مبادئ

  5. #5
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : مصر
    المشاركات : 2,694
    المواضيع : 78
    الردود : 2694
    المعدل اليومي : 0.35

    افتراضي



    قد تتساقط بعض الوريقات
    أو حتى تسقط منها بعض الاغصان
    ولكن الشجرة ستظل ثابتة اصيلة عميقة جذورها
    ستظل توّرق فى الربيع الاخضر من اوراقها
    ستظل هى الظلال الوارفة التى نلجأ الى ظلها
    ,
    ,
    اسلوب جميل وراقى جدا

    تحياتى لقلم سوف نستمتع معه كثير

    وياخجلى فأنا رابع المرحبيننقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    لقد سبقونى الاحبة اليك نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    لك تحياتى ,,, وباقة ياسمين


  6. #6

  7. #7
  8. #8
  9. #9
  10. #10
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قصة قصيرة ......... العازف
    بواسطة تعب في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02-08-2016, 11:13 PM
  2. فارس . كم( قصة قصيرة)
    بواسطة سعد جبر في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 04-06-2016, 09:44 PM
  3. أبــــو لــــثــــمـــة (قصة قصيرة)
    بواسطة عبد الواحد الأنصاري في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 13-11-2005, 01:07 AM
  4. العودة .. ( محاولة يائسة لكتابة قصة قصيرة )
    بواسطة د.جمال مرسي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 16-04-2004, 05:03 PM
  5. بريق في عيني أمي .. (قصة قصيرة)
    بواسطة نهاد صلاح معاطي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 03-11-2003, 10:52 PM