يقول مصطفى الرافعي(رحمه الله )
(وترقرق السحاب فإذا هو كنضج الدم ، وإذا هو يفور فوره، فبان كأنما يتدفق من طعنة أرى دمها ولا أرى موضعها، لأن هذا الشلال الأحمر يتفجر منها )
طائفة من الخواطر إلى سيدتي .... ( س )
سأحدتك عن الحب الذي يسرى في شراييني وعن رغبتي في أن أكون بقربك وان تلامس يداي يداك
واحتضن فيك الشوق وان ترتوي عيناي برؤياك.
سأحدتك عن الشوق الذي يعصف بروحي ويكاد من شدته أن يسلبني من الحياة ، فحالي كذاك المسافر الذي طال به الغياب وتعذر عليه الوصول ،فهو يناجي النجوم في السماء ويشكوى للقمر لوعة ابتعاده
ويرسل بسلام أشواقه مع النسمات .
فإذا ما جن عليك المساء فاحتضني تلك النسمات فهي من فرط ما تحمله من شوق تكاد تذوب بين يديك
سأحدتك عن نفسي التي ما برحت تذكرك اكثر مما تذكرني ، فتأخذني تنهيدة حب وتسرقني نظرة عشق
ويقتلني ابتعادك مع القرب .
*************************
أما وان في الحب حالات لا يفصح عنها إلا بالصمت ولكنه صمت بليغ لا يقرؤه إلا من أجاد فن الاستماع
فحديث القلوب يسمع بنبضاتها وحديث العيون يقراء في دموعها ، ولكن يبقي حديث الشفاه يسمع
ويقراء بقبلات تفيض بالشوق وبالحب وبالنشوة.
كل الحديث وان طال فمرده أولا وأخيرا هو أنتي .
وكل الكلام وان مال عن معناه فهو يبقي ما كان اصدقه أقربه إلى نفسك.
ولو أننا بالغاً في وصف مشاعر المحبين بالحب فهي كالبحر يمتد حتى تحس انه لا نهاية له ،فان حاولت أن تصف جماله تصيبك الحيرة !!
اتصف ما هو مكشوفا لك من أمواج تأتي مداً وتعود جزراً، أم تصف صفاء مائه أو رقة نسائمه
أم تصف ما اختبئ في أعماقه من اسماك مختلفة الأشكال والألوان وتنوع المرجان وتلك الأصداف المليئة باللؤلؤ .
هو الحب إن حاولت أن تصفه زدت في وضع التعاريف له ولا تخلص إلى إجابة ترضى نفسك ولكن تجد
نفسك تسأل عنه أكثر .
******************************
منذ رأيتك تمنيت أن يتوقف الزمن فلا يراك غيري.
ومنذ رأيتك تمنيت أن أكون النور الذي تبصرين به والرمش الذي يحرس عيناك.
ومنذ رأيتك تمنيت أن امتزج معك روحاً بروح وقلباً بقلب وان أعانق فيك الحب وأضم بخافق
قلبي اختلاج الحب في قلبك .
ومنذ عرفتك كان جل همي أن اقترب اكثر منك ، وما كنت ادري بان الاقتراب منك كالاقتراب من الشمس
فقد أحرقتني بطول الانتظار مع قلة الصبر .
وأحرقتني بشوق اللقاء ... فما عاد لي حيلاً على السهر .
ومنذ عرفتك نسيت نفسي وعرفتك وتركت كل ما حولي وتبعتك وبعت الآسي واشتريت السعادة والحب
لأجلك ، وهجرت الماضي بمرارته وها أنا أمُد للوصل معك جسوراً مكللة بالحب ومزينة بالشوق
وباللهفة وأن أكون بر الأمان ومستودع الحنان.
**********************************
أما والله إني لأحبك حباً لو زرع في الأرض لأثمرة أشجاره قبلات تفيض حُباً ورغبة وشغفاً.
ولو انه يقطف لأهدية إليك باقة مليئة حتى تكاد من حسنها ان تتنافس آيها اكثر جمالاً واشد إمتاع وأروع سحراً .
وتا الله إني لأحبك حباً يعجز القلم عن الآتيان بادق الألفاظ وأجملها تركيباً ومعناً .
فهو لا يكتب إلا بإحساس صاحبه ولا يعبر إلا بما يختلج داخل نفس حامله ، فهو قلماً يكتب حباً وشوقاً وإحساسا
فحنانيك يا قمري الجميل....
فاني لا املك غير قلبي وروحي وعقلي .
فبالقلب أحبك وبالروح أحبك وبالعقل أحبك أكثر .
فان كان لك قلبي ونبضاته ، وان كان لك روحي ونسماتها ، فان عقلي الذي يسافر بالفكر إليك قد حط رحاله في أحضان واحة العشق فهو يسافر بالخيال إليك .
*************************