قصيدة ولا أجل , ولا أبهى ولا أرقى !
بل لا أجمل ولا أرق !
محكمة مسبكة متقنة لاعوج فيها ولا أمت كما بدا لي ..
تعجبت من بعض صورك , لله درك من أين شققتها ؟ من أين قل لي ؟؟
منها :
كأسي تحوّل في يدي شفة=حمراء يمسح ريقها ألمي
وجهي إذا لمستْ ملامحه=يُمسي يُمزّق هائما ظُلمي
عجيب أن يمسح المحسوس غير المحسوس , أن يمسح الريق الألم ..
ولا أعجب منه ولا أطرب وأخوف سوى البيت الثاني ..... ترى ماذا يحدث لوجهك؟؟!!
صورة أظنك نزعتها من لهيب النار وما احترقت .. أو ربما احترقت ربما !
لاعلم لي..
ومنها :
للعطر في آفاقها لغة=أرقى من الأشعار و الكلم
ترى كيف تكون لغة العطر لو نطق ؟؟!!
ومنها أيضا :
خبّأت ِ في الأنفاس أسئلة=تجتاحني،تقتات من نسمي
يالهذه الأسئلة المتوحشة عندما تقتات على الأنسام ...
لقد كنت معجبة ببيت لعمر أبوريشه حول هذا المعنى إذ يقول :
جُنَّ السؤال فردي أتراني نشدت عندك نجما يتأبى عن النزول إليَّ
أما بيتك هذا فقد بلغ من الصورة ما أذهلتني عن بيت عمر
ومن الصور المذهلة أيضا قولك :
ذوقي جنوني والبسي جسدي=وتحنّطي ـ بالله ـ في هرمي
وهي رمزية فاخرة من طراز لوذعي ..
وقد ختمت نصك البليغ هذا بخاتمة هي الحسنى وهو قولك :
أنا عمرك المصلوب في كبدي=أنا صرخة جاءت من العدم
أشكرك على الإمتاع , لقد وقفت هنا طويلا لأمتع الروح بشعر حقيقي فاخر بهي وراقي جدا أظن أن هذه فاقت كل نصوصك مع اعجابي بها أيضا هي الأخرى ..
تقبل تحيتي أيها الشاعر المبدع , أخي الكريم / محمد الأمين سعيدي
وكذا تقديري لك ولحرفك
دمت بخير وبإبداع وألق دائم