أحدث المشاركات
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 21 إلى 24 من 24

الموضوع: الدفء

  1. #21
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.42

    افتراضي


    قصة تخترق الواقع إلى الأعماق فتعريه من الزيف الذي يرمي الكثيرين في الفتن ..نتيجة طبيعية لامرأة حصونها متداعية من الأساس ..وهنا يقع الخطأ عليها وعلى زوجها ،لأن كلا منهما لم يكن في بيته كما يجب أن يكون الأزواج، فتاه كل واحد منهما في الحياة حيث يصرف فيها عمره بالطريقة التي تريحه، لم ألحظ وقفة مع النفس لهذه السيدة والبحث عن سبب بعد زوجها عنها وفتور حبه لها، فالمحب يترك الدنيا من أجل حبيبه، ولو عاشا معًا ستين ستة ..وأيضًا لم أقرأ لها كلمة تذكر بها الله، وهي تضحك مع الجميع، وتغمز لهذا وتسمع نكت جديدة على نمط ما قيل ،فالاستعداد النفسي للوقوع بالإثم متوفرعندها ، ولاأدري كيف استطاعت التحدث إلى عالم النفس هذا عن حياتها الخاصة دون حياء ،وربما هذا ماجعله يستسهل الصعب في طرق باب بيتها دون خجل ..نهاية حتمية ولو قالت له بأنها تحب زوجها لأنه ليس هناك مايعصم المهيَّأ نفسيًا للسقوط من السقوط ..
    أبدعت أستاذ مأمون حقيقة وهذه ضريبة عدم العمل بما أراد الله .
    كل عام وأنت بخير
    أختك
    بنت البحر
    حسبي اللهُ ونعم الوكيل

  2. #22
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    الدولة : في عقل العالم ، في قلب الحكايات
    المشاركات : 1,025
    المواضيع : 36
    الردود : 1025
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد عمار مشاهدة المشاركة
    الأديب الأستاذ مأمون المغازي تحيّتي لقلبك
    الدفء، مادة أدبية في غاية التنسيق والترابط والروعة حقيقة.
    فكرة رائعة تدرس واقع اجتماعي حاصل بالتأكيد.
    ربما هو البحث عن الدفء في حياتنا الأسرية والمتمثل بغياب الزوج المستمر، وغياب الأبناء عن الحلقة الأسرية بسبب المشاكل المستمرة بين الأبوين.
    وربما يكون البحث عن الدفء - مجازيّاً - في أحضان من تحبّه الزوجه كحقيقة ظاهرة للعيان، وهذا تمثّل بالزوج الغائب، أو البحث عنه في أحضان مّن تحبّه فيما بينها وبين ذاتها، وقد تمثّل بدارس علم النفس بناءً على ما آلت إليه الأحداث في نهاية القصة.
    الأديب الأستاذ مأمون المغازي تحيّتي لقلبك.
    ربما أكون قد خدشت جمال هذه القطعة الفنيّة الرائعة بحروفي تلك، ولكن أتمنّى أن يشفع لي إعجابي بما قرأت فتعذر لي إساءتي.
    أترك لك بعضاً من النبض علّه يشفع لي، أو يشي ببعض مودّتي وتقديري واحترامي لشخصك الكريم ولفكرك النيّر.
    ...............................
    الأديب الكريم الطبع والخلق : زياد عمار ،

    والله لم تخدش بل نثرت الجمال حيث حللت ، وقرأت بما يرضي غرور صاحب النص ( إن كان من غرور ) لكن ما كتبت يغرينا أن تكون دائمًا مشرفًا نصوصي التي لا أكتبها لأني أحب الكتابة بل أكتبها لمنظومة أنت لامستها .

    أيها الكريم الطيب ،

    سلام إلى روحك الطيبة ، ومحبة لك .

    مأمون

  3. #23
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    العمر : 50
    المشاركات : 1,177
    المواضيع : 55
    الردود : 1177
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مأمون المغازي مشاهدة المشاركة
    الدفء

    البرد يجمد هواء المدينة ، لكنها أصرت أن تذهب إلى عملها في موعدها ، لم تعتد التخلف عن أداء مهامها الوظيفية ، ومداعبة الزملاء بألفاظها الحانية الرقيقة ، وصوتها الناعم الذي ينطلق بمقاطع غنائية خفيفة من حين إلى حين . قطعت شوارع المدينة التي لم تشرق الشمس عليها لكثافة الغيوم ، لم يمنعها ذلك من قيادتها الرعناء ، حتى الأمطار الغزيرة لم تمنعها لأنها كانت تقود وكأنها بمفردها في الطريق .
    وصلت إلى الهيئة التي تعمل لها وبمجرد دخولها خلعت عنها معطفها الذي لم تصبه إلا قطرات قليلة ، بدأت تدق الأرض كعادتها وكأنها تعزف عليها مقطوعة موسيقية يرقص عليها ذلك الجسد الممتلئ الطري ، تنطلق في وجهها ابتسامتها التي تغمر بها كل من يقابلها ، فتتبسم لهذا ، وترسل بغمزة لهذا أو لتلك ، أما هذه المرة فهي تصعد الدرج بمفردها ... تتكلم إلى نفسها ... ليس المكان كعادته ؛ ... إن الكثيرين من معارفها غير موجودين في الموعد كالعادة ، فإلى من تتحدث في طريقها إلى غرفتها . تتساءل ، يا ترى هل زملائي في الغرفة ؟ وصلوا أم لا ؟ إنه لأمر محزن ألا يأتوا اليوم ، كيف سأقضي اليوم ؟ ربما يأتي الجميع بعد قليل ... . أضواء الممرات لم توقد بعد ؟! لابد أن العامل لم يأت هو الآخر . يا ترى من سيعد لي قهوة الصباح ؟ إن لم يأت كيف أعدها لنفسي ؟ ولكن المهم ... من الذي سيحكي لي أحدث نكتة إذا تغيب اليوم ؟ يبدو أن اليوم سيكون كئيبًا .
    وصلت إلى الغرفة ، فتحت الباب حانقة ، صاحت : أنت هنا ؟
    ـ طبعًا يا مدام . . . ( يا صباح الورد والفل )
    ـ لم أكن أعتقد أن أحدًا هنا . . . لكن من الواضح أنك لا تحب تغيير نظام حياتك .
    ـ هذه فرصتي يا مدام . . . فقد لا يأتي غيري . ضحك ضحكته المعتادة .
    جلست في مقعدها. . . مدت يديها إلى المكتب تداعب بعض الأوراق .
    ـ على الرغم من أنني لم أقض في هذه الهيئة أكثر من شهر إلا أنني أشعر أن كل من في هذه الحجرة خفيفوا الظل ، يتمتعون بروح الفكاهة على الرغم من كثرة الأعمال المسندة إليهم ، لم أعد أشعر بالفراغ في حياتي . . . ابتسم ... لقد كان الجو باردًا الليلة البارحة .
    ـ الجو دائمًا بارد . انفلتت منها الكلمة وكأنها نكتة ظريفة جعلته ينفجر بالضحك ويقهقه ويقول : آآآآه .
    تعجبت من ضحكته سائلة : لماذا كل هذا الضحك ؟
    ـ يا مدام أنا دارس علم نفس .
    ـ صحيح ؟ لم أكن أعلم .
    ـ يا مدام انا أستطيع أن أقرأ في وجهك كل أفكارك . قالت : كل أفكاري ؟!
    قال : لا . بل كل تاريخك يامدام .
    ـ يعني تقدر تحس بي ؟
    ـ يا مدام أنا أحس بك جدًا جدًا . . . فوق ما تتصورين .
    ـ يا سلام ... تتبسم في دلالها المعتاد .
    ـ كل نظرة منك تحكي حكاية يا مدام . . . كل حركة منك تنفض حولك آمالاً وتطلعات قوية . . . كل حكاية تحكينها أو خبرًا في الجريدة تعيدينه علينا يقص ما في نفسك ويظهر خيالاتك .
    ـ وهل لاحظ الجميع ذلك ؟
    ـ لن أكرر عليكِ أني دارس علم نفس .
    ـ قالت وهي تقف تاركة مكانها : الآن عرفت لماذا كنت تديم إلي النظر كثيرًا . . . تحاول أن تنفذ إلى أعماقي . . . صمتت . . . شردت بفكرها وهي تقبض على حافة المكتب . . . يدقق النظر فيها . . . ينقر على مكتبة بأظافره . . . دقاته كأنها موسيقا تصويرية لمشهد ترقب في فيلم من أفلام الأبيض والأسود . فجأة دخل العامل كعادته دون أن يطرق الباب مغنيًا : ( يا صباح الخير يلي معانا . . . ) فانتبهت ضاحكة وهي تغني : ( الفنجان غنى و صحانا . . . ) تناولت فنجانها المميز وكأنها استعادت كنزها المفقود من ألف عام وقالت : بسرعة . . . آخر نكتة . قال العامل : قالت إحداهن لزوجها : كلما اشتد برد الشتاء اشتد دفء المرأة ودلعها . قال الزوج : ( مش مهم الدفاية المهم اللي بيولعها ). انفجرت بالضحك وهي تقول : دلعها . . دلعها . ولعها . . ولعها . انصرف العامل . التفتت إلى زميلها فوجدته كأن النكتة لم تؤثر فيه . . . توقفت عن الضحك . . . جلست في المقعد القريب منه . . . قالت وهي تتنهد وتهز رجليها مرتكنة بساعديها على مكتبه: وماذا يا دارس علم النفس ؟؟ ابتسم وقال : يا مدام واضح أنك ممتلئة بالمشاكل والهموم والأحزان . تنهدت وقالت : لم يخلق الهم إلا لي أنا وحدي ، لكني أشغل نفسي عن همومي بأشياء كثيرة ، ربما أكثرها تافه . . . اليوم عند الكوافير . . . غدًا عند صديقتي هذه . . . بعده عند أخرى . . . أدخل إلى سريري الساعة التاسعة مساءً . . . إني أنام كثيرًا لأحلم كثيرًا ، فحياتي كلها في الأحلام . . . كأن عقلي يبرمج كل ما يدور به وينتقل به وبي إلى عالم بعيد ألبي فيه كل رغباتي وأحيانًا ألتقي فيه بزوجي . . . أو ربما يراني من بعيد . . . أو أراه من بعيد . . . لكني أكون منشغلة بمن في الحلم عنه وأصارع نفسي كي أظهر له أنني أهتم به . . . لكني لا أستطيع . . . إن كثيرين في الحلم يبدون لي أهم من زوجي .
    سألها : أمازال زوجك في رحلاته التي لا تنتهي ؟ أجابت : إنها طبيعة عمله . . . ماذا نفعل ؟ قال : واضح يا مدام أنك تنتقمين منه في الحلم . بتعجب قالت : أنتقم منه ؟؟ أنا أحبه . أحبه جدًا . . . وهو يحبني . نعم يحبني . ثم بدت عليها علامات الدهشة الشديدة وهي تقول : الحياة والعمل والالتزامات فرضت علينا هذا . . . لكن . . . أنا أحبه . . . نعم أحبه .
    ـ يا مدام : . . . هذه ظاهرة كثيرًا ما تتكرر . . . نحن لا نستطيع أن نخدع عقلنا الباطن . . . ولا نستطيع أن نتحايل على المشاعر والأحاسيس والرغبات المكبوتة بفعل الظروف المزعومة فكل المحاولات تكون ظاهرية . إنها قناع رقيق جدًا شفيف جدًا يفضح ما نعتقد أنه مستور تحته .
    ـ لا لا لا ؛ أنا أحبه . . . إن بيننا عشرة وقربى .
    ـ لا تكذبي على نفسك يا مدام . انتفضت واقفة جزعة . . . في هدوء سيطرت على انفعالها . . . جلست . أمسكت بفنجان القهوة . . . الفنجان فارغ إلا من الرواسب . . . أمعنت فيه النظر وكأنها تنظر في قاع جوانيتها . قالت : دعك من علم النفس وصدقني . صدقني . أنا أحبه . أحبه على الرغم من رحلاته . . . أنا فعلاً أحبه . شملها بحنان عينيه . . . غمرها بنظرة ساهمة كأنه يقتحمها . تتمتم : أحبه . أحبه . . . نعم نعم . أنا أحبه . إنه زوجي . زوجي رغم كل شيء . باغتها بهمس : متى كانت آخر مرة ؟
    قالت وكأنها لا تشعر والكلام يسيل على شفتيها : منذ سنة ونصف . منذ 559 يومًا . قال وماذا تفعلين ؟
    ـ أنام .
    ـ وفي أيام عطلته ؟
    ـ ينام في حجرته الخاصة .
    ـ وماذا تفعلين ؟
    ـ أحلم .
    ـ وأولادك؟
    ـ فضلوا أن يعيشوا عند أمي ليتحاشوا ما ينشب من مشكلات بيني وأبيهم .
    ـ ألم أقل لك إني أستطيع أن أعرف ما يدور بداخلك .
    ـ وهل عرفت ما يدور بداخلي ؟ بالله عليك لا تتمادى . أنا فعلاً أحبه .
    ـ واضح . واضح . وهز رأسه مبتسمًا عن تنهيدة رقيقة حالمة محولاً الكلام إلى غير الموضوع . إن براعة الكوافير والماكيير واضحة يا مدام .
    ـ وهل لفت ذلك انتباهك ؟ حملت حقيبة يدها ومعطفها تستعد للانصراف فلم يأت أحد من الزملاء . بل لم يأت الكثيرون من الموظفين ، فلم تزل السماء تمطر ما زال البرد يخيم على المدينة ، وقد اقترب وقت العمل من الانقضاء . حتى المدير لم يأت . . .ضاعت الفرصة على دارس علم النفس .
    في السيارة كانت ترتسم خيالات كثيرة وكثيفة على الزجاج تأتي بها ماسحات المطر وتزيلها مع القطرات لتأت بغيرها . . . كان احتكاك الماسحات بالزجاج يوحي لها. . . إنها مازالت تسمع وترى خيالاتها وترسم أحلام ليلتها . . . إنها تصر على أن تكون هذه الليلة معوضة لكل الأيام والليالي الفائتة . . . إن الزوج سيعود من رحلته الليلة وستلتهمه التهامًا . وصلت إلى منزلها . . . فتحت الباب في هدوء شديد . . . دخلت في صمت أشد من الصمت الذي يعم المكان . . . بعد نصف ساعة خرجت من الحمام تلف نفسها . . . تفوح منها عطور كأنها صنعت لها خصيصًا . . . تتحرك في خفة كأنها فارقت الأربعين إلى العشرين . . . إنها ترى زوجها في كل مكان . . . ومن حولها . . . ومن تحتها . . . تحلم بكل ما سيحدث في المساء . . . تنتظر منتصف الليل . . . يدق جرس الباب . . . تنتبه . . . تتعجب . . . لا أحد يزورها . خصوصًا في هذا الوقت من الظهيرة ، وفي هذا الجو الماطر الراعد . . . لابد أنه زوجي . . . لابد أنه قدم موعد العودة . . . تفتح الباب متحفزة . . . إنه هو . . . إنه دارس علم النفس . . . مد يده ليصافحها . . . مدت يدها في صمت لفهما . . . يغرقان في نظرة عميقة . . . أغلقا الباب . . . ملأ الدفء المكان . . .

    مأمون المغازي
    الدفء قصة ربما تتكرر في كل ليالي الشتاء القارصة في أنحاء المعمورة ، والأديب الحاذق هو الذي يتنبه للأمور الدقيقة ، والأمور التي جعلها التكرار ، وكثرة المشاهدة ، وطول الإلف أدق من الدقة ذاتها ...

    الدفء كمضمون هادفة لا بشكل مباشر متكلف ، بل بشكل أشبه ما يكون بالواقع ، وقد رأيت الأديب قد أصاب كبد الهدف في الخاتمة تُرى ما قيمة القصة إذا كانت نهايتها أشبه بالخديعة والكذب واللف والدوران ، فحيثيات القصة تجر إلى تلك الخاتمة ، ولا تلتئم البداية وما جَرَّت معها من تسلسل الأحداث إلا بتلك الخاتمة - فيما أرى - تلك المرأة الرمز ضعيفة محرومة لا يشعر بها من كان عليه أن ( يدفئها ) ، وثمة متربص بها يعلم ما تشي به العيون هذا هو مربط الفرس كما يعبر الأوائل ، فإذا جاءت الخاتمة كما اقترح أستاذنا الأديب الكبير سعيد أبو نعسة سيبطل مفعول القصة ، وسيفوت الغرض الرئيس منها ، فلنواجه الواقع من جهة تلك المرأة الرمز ، ثم من جهة أولئك المتربصين .

    أيها الأديب كنتُ قرأت هذه القصة من قبل ، فاختزنت بعض كلمات كان ما سبق بعضها .

    تحيتي وتقديري

  4. #24
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    الدولة : في عقل العالم ، في قلب الحكايات
    المشاركات : 1,025
    المواضيع : 36
    الردود : 1025
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يمنى سالم مشاهدة المشاركة
    الفاضل مأمون المغازي
    الدفء قصة مشابهه للواقع بكل تفاصيلها، فحين نقف عند أحداثها قليلاً نقرا الواقعية بكل ما تعتريها...وأسمح لي بثرثرة بسيطة..
    1- الجو العاصف شديد البرودة واعتزازها بطريقة مشيتها الواثقة يعطي انطباع أنها امرأة قوية للوهلة الأولى، ولكنها متسيبة من ناحية أخرى حيث أنها تغمز لذاك وتبتسم لذاك، وتبحث عن زملائها الذين لم تعرف كيف ستقضي اليوم من دونهم وكأنه لا عمل في الهيئة سوى الحديث والهمز واللمز، لا أعرف لماذا أنصدم الكثير بالنهاية فالقصة فرضت نفسها منذ البداية.
    2- لؤم الزميل وظنه بأن لا أحد سيأتي غيره جعله يتحين فرصة دخولها وكأنه يعد لشيء مسبق، حتى دخوله في حوار بدأه من الحديث عن البرودة التي كانت شديدة في الليلة السابقة، وتأكيدها لكلامه بالضحك لم يكن سوى تلميح لشيء كان في داخلها فتصرفت بتلقائية دون أن تحسب له حساب.
    3- العرض الذي قدمه بأنه دارس علم نفس، هي أساليب استدراج لا أكثر ولا أقل يقدمها الشخص ليقنع الذي أمامه بأنه أقوى منه وأنه قادر على كشف خباياه، فالبطلة هنا طيلة الوقت كانت تتظاهر بالقوة في حين أنها اضعف بكثير، وغير ذلك فهي مشاع للكل هذا يضحك معها وهذا يسمعها نكت، اعتقد أن أي امرأة عاملة تحترم نفسها حتى لو كانت الوحيدة ضمن ألف رجل لتعاملت بشكل آخر مع الجميع ابتداء من المدير وحتى الساعي.
    4- لن ينكر أحد أن الرجل ينظر للمرأة دوماً على أنها منبع الشهوة، لأن تلك النكتة التي قدمها العامل لو قدمت لأي موظفة تحترم ذاتها لما ضحكت ولما أعطتها أي اهتمام، ثم توترها بعد أن أمسكت بقهوتها عبر عنه الكاتب باهتزاز رجليها ومواصلة الحديث مع الزميل المدعي الذي أعطاه انطباع بأنها استعذبت ولوجه في داخلها وتريد منه أن يكمل، فأكمل دون تحفظ حتى أنه بدأ يتدخل في خصوصياتها.
    5- قولها "لم يخلق الهم إلا لي وحدي" نقطة ضعف كشفت عنها بغباء أو لؤم لا فرق، وإصرارها أنها تحب زوجها، بطريقة ملفتة جداً تعني العكس تماماً ولكنها تسلحت بالكلمة الخطأ والأسلوب الخاطئ، فكانت مكشوفة للآخر...!!
    6- توظيف فنجان القهوة الذي نظرت إليه بعد أن كشف عن أعماقها كأنها عرفت جيداً أنها أصبحت مكشوفة أمامه كفنجان القهوة، وتلك الرواسب التي رأتها ما هي إلا رواسب نفسها التي حاولت إخفائها فارتشفها زميلها حتى كشف النقاب عنها.
    7- ثم قولها "بالله عليك لا تتمادى" ماذا؟؟!!
    أليست هذه الجملة تغري الرجل بالتمادي..!!وتغريها بالاقتراب..؟!
    8- في طريقها للبيت كانت تحلم بعود زوجها رغم أن توقيت عودته لا يتلاءم مع ذلك اليوم، مجرد أمنية زرعتها في فكرها، وصدقتها، ثم التوقيت الرائع الذي اختاره مأمون توقيت الظهيرة وهو توقيت الشيطان عامة، وفتحها للباب وهي مازالت تلف نفسها بالمنشفة،لتفاجأ بزميلها، ويتصافحان ثم يغرقان..!!
    الفكرة جاءت لتعالج بطريقة الصدمة واقع ملموس، من بدايتها لم يصور أنها امرأة فعلاً تحب زوجها، لنهال وكانت كذلك لكان سير السرد مختلف.
    كثف مأمون عدة قضايا رائعة في القصة ووظفها توظيف جيد جداً..ولا اعتقد أن النهاية فاجأتني البتة لأن المتعمق في القصة منذ البداية رتب لحدوث تلك النهاية بشكل طبيعي جدا..
    منها على سبيل المثال لا الحصر
    - قضية الوحدة والفراغ برغم العمل
    - قضية التسيب في العمل
    - قضية ضعف الوازع الديني والأخلاقي
    - قضية سفر الزوج وهجره لزوجته
    - تشتت وغياب الأولاد عن المنزل بسبب المشاكل التي بين الأبوين
    - قضية الرجال والنساء المتسيبين
    -
    مامون أعذرني على ثرثرتي..
    لقد أبدعت يا سيدي...
    تحيتي الأنقى..!!
    أديبتنا : يمنى سالم ،

    يا صاحبة الحس والذوق الرفيعين .

    أمام قراءة كهذه لا أجد في نفسي غير الطمع في المزيد من روعة حضورك بين سطوري تقولين فيها ما تشائين .

    محبتي واحترامي

    مأمون

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123

المواضيع المتشابهه

  1. حكايات الدفء والتوت والكلاب
    بواسطة محمد نديم في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 13-08-2016, 06:21 PM
  2. أيقونة الدفء
    بواسطة عبدالكريم الساعدي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 15-05-2016, 06:24 PM