|
قالوا بأنَّكَ يا حبيبُ مُوَدِّعِي |
أَيَّانَ تذهبُ يا شديدَ الباسِ ؟! |
مَنْ لِلمشاعرِ إِذْ تَبَدَّى نأيُكُمْ |
فيصوغُها قِطَعاً مِنَ الألماسِ ؟ |
مَنْ لِلمرابِعِ يا أَنيسَ مَحَبَّتي |
إِنْ غَابَ طَيْفُكَ عَنْ لِقَا الإينَاسِ |
مَنْ للغرام , تَركتَ يا صنو الهوى ؟ |
مَنْ لِلقلوبِ وَ أَنتَ أَنتَ الآسي ؟ |
يا أقرب الأحباب يا قلبَ النَّدى |
كيفَ النَّدِيُّ يَصيرُ يَوماً قاسي ؟ |
كيفَ الرَّؤُومُ بأهلِهِ أمسى على الـ |
صَهَواتِ مُرْتَحِلاً فَصَدَّعَ رَاسي ؟ |
فَتَعَضُّني الأحزانُ تَحْتَ نُيُوبِها |
وَ تَلُوكُني بِقَواطِعِ الأَضْرَاسِ |
وَ يَنالُني بعدَ اليقينِ تَصارُعٌ |
وَ يَنُوْسَ فِي فَلَكِ الخَوا نَوَّاسي |
ماذا أقولُ وَ أَحرُفي مَذبوحةٌ |
فوق السُّطورِ بِدَفَّتَيْ كرَّاسي ؟ |
ماذا أقولُ وَ دمعتي يا سيِّدي |
وَ اللهِ تُحرقُ مِنْ أَسىً أَنفاسي ؟ |
لو أنَّ قلبَ الصخرِ أبصرَها على |
خَدَّيَّ , لانَ , وَ لو رأى وسواسي |
لو أنَّ صمتَ الحزنِ في قلبي شَكى |
أَبْكَى القصيدَ بِشَهْقَتي وَ أَياسي |
أبكي غِراسَ الخيرِ يَا مَنْ صِرْتَ لِي |
بعدَ الرَّحيلِ , مُقَطِّعَاً أغراسي |
أبكيكَ بلْ أشكوكَ يا عِطرَ الهوى |
أشعلتَ نارَ الوَجدِ في إِحْساسي |
يا مَنْ عَتَقتَ صبابةً كَمْ ضَامَها |
زَرَدُ الهَوانِ بِعُتْمَةِ الدِّيماسِ |
يا مَنْ مَلَكتْ مشاعري رغمًا - أنا - |
ترنو عُيوني رَجْعَةً , وَ حَواسي ؟ |
مِنْ بعدِ فيضِ عطَائِكمْ يا قاتلي |
شَكَتِ الحروفُ وَ أَعْلَنَتْ إِفلاسي |
هَرَبَ المنامُ بَراحتي وَ تَبَدَّلَتْ |
سُهْدُ المآقِيْ - حَسْرَةً - بِنُعَاسي |
فَلْيَهْنَكَ الرَّحْمَنُ يَا شَطْرَ التُّقَى |
وَ ليَكْسُوَنَّكَ - بِالعَفَافِ - الكَاسي |
اِرْجِعْ - وَ حَقِّ اللهِ - نَرْقُصُ غِبْطَةً |
لَكَأَنَّنَا - إِنْ عُدْتَ - في أَعْرَاسِ |