
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسنية تدركيت
تستفزني بنظراتها الطفولية تغرقني في عشقها للأشياء أكثر وأكثر ,تفاجئني في صمتي وهدوئي بأسئلة عدة يحار عقلي في البحث عن مصدرها الحقيقي , عندما كنت أشعر بالعجز أفر إلى ابتسامتي المعهودة فتضحك بجنون مرددة :
جبانة , لاتستطيعين الغوص معي في حقيقة ذاتك ومعاني الأشياء المحيطة بك ؟؟
لاجرم أنني كذلك ولكن بأي طريقة أستطيع أن أعبر لها عن رفضي لهذا الجمود لهذا الخوف الذي يركبني في كل بداية , كانت أقوى مني وأكثر جرأة على طرق أبواب المستحيل لاتفكر في النتائج بقدر تفكيرها في خوض غمار التجربة , هل أخطأت حينما رفضت أن أدخل عالمه بذلك العنف المتجدد في عاطفته ورغباته وقسوته أيضا ؟
لست سوى إنسانة , تبتسم ساخرة مني منتقمة من صبري وتحملي بإشعال فتيل الشوق والعودة إلى ذكرياته المؤلمة ,تضع أمام ذهني كل كلماته الحنونة والطيبة والراغبة في سرد حكايته الموجعة , كان يحتاج لمن يستمع إلى آهاته , فكنت القلب الذي يتألم ويشعر ويحس به ,كياني كله كان يصيخ السمع لأنينه العذب , كان عذبا إذا امتزج بعذاباتي فنسيتها ووجدتني مسؤولة أمام هذا الشعور بالسعادة أن أعطيه ما حرم منه , شاعر حزين تتبعت قصائده بشوق بالغ , كنت ألهتم حروفه حرفا حرفا فتنبت في قلبي رياحيينا وياسمينا وطاقة لاقبل لي بها على تحمل المعاناة ,لاتطيل إلي النظر هكذا فقد أهلكني عزفك على صمتي وحزني تتثيرين الفوضى داخلي , صورة صغيرة ضاعت مني الآن تقلبينها بقسوة بين يديك , تشير إلي أن الملامح هاهنا مازلت حية تنبض بالحب , أي وفاء هذا ؟؟؟
تدغدغ الألم ببعض من الأمل ,هل يعود ؟؟؟
تسخر مني قائلة :
دق بابك فكان جزاؤه الطرد من مملكة أفكارك الأنانية المتعجرفة , لم تكوني يوما حبيبة , كنت تبحثين عن من يرسخ بداخلك أنك محبوبة , كان ضحية لك وانتهى
أحسست بغصة ألم كبيرة تقطع الآهات عبر شرايين فؤادي المكلوم , هل أصرخ بها كي تصدقيني ,
أحببته نعم وبكل كياني , ولكن ربما لسوء الحظ لم أحظ باعجاب أمه , أو لعادات قاسية لم أستطع أن أكسر القاعدة , وأقتحم عالمه الحزين , كنت من أجله أتجرع الآلام , لم أشأ أن يفقد حنان أمه بقرب حبيبته
ولأنني أخشى عليه غضب المولى أبيت إلا أن أحرم من سعادتي بقربه فليهنأ برضى الله ثم برضى الوالدة الطيبة وإن قسا قلبها علي ....
لا تغمريني بالأنين فلقد ولى زمن الأشواق ,تسألينني منذ متى لم يزرك طيفه حاملا لك الأخبار ؟؟
آه من الطيف حينما يهجرني ثم يعود , يكبر معه سؤالي وحنيني وشوقي إلى أن تتجدد فصول الحكاية ,
هل كنت مجنونة حينما رفضت ؟؟
سكينة غريبة تملأ صدري , ودموع غزار تجود بها المآقي كلما طرق الطيف باب ذاكرتي
كان يشبهني وكأننا توأم , شربنا الحزن واحتسيناه معا في مهد طفولتنا , اقتسمنا القليل من الفرح عندما
التقينا ذات مساء ....
لاتجبريني على المزيد من البوح فلقد عاهدته أن أبتسم عندما أردد اسمه .......