أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: سافرتِ.. بلا استئذان..!!

  1. #1
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    العمر : 53
    المشاركات : 105
    المواضيع : 14
    الردود : 105
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي سافرتِ.. بلا استئذان..!!

    انا الكلمات تحترق.. على شفتىّ... و انفاسى تهبُ. . كمثل نيران على رئتىّ..
    انا قلت : صباح الخير يا امى .. و ما ردت.. تراها قد نست صوتى.. و اغلقت ورائى الباب..
    فنادتنى ليالى الامس .. و الاحباب.. و حييت الذى يجلس جوارى دائما ابدا :
    صباح الخير يا حزنى .. فرد الحزن بالترحاب..
    تذكرت .. هنا وجهك .. ووجهك طله من نور.. و قلبا يشبه البللور.. وتسبيح و تكبير.. و عطر بخور..
    تذكرت .. هنا حبات من تمر.. و خبز جاف.. و ظل شجيرة الصفصاف.. و ضمة صدرك الحانى . .على طفل رضيع خاف..

    تذكرت .. دعائك فى صلاه الفجر.. تذكرت الكلام الحلو فى يوم.. تذكرت الكلام المر.. و يوم .. حكيتى لى سرا .. عن الموت .. و اول ليله فى القبر.. و عن حال السنين هناك .. و كيف تمر.. و مر العمر.. و صار المر فى حلقى .. هناك أمر.. و ظل السر مطويا.. و خلف السر ..

    انا مازلت يا امى على قبرك.. طفله .. أبيع الصبر.. و أنتظر .. يجئ الرد واصبح ما بيننا سد..
    و ماذا خلف هذا السد.. بدأت العد.. و لا ادرى و ماذا بعد ؟؟

    فمن بعدك على يرد.. و من بعدك اذا قبلت كفيه.. اذوق الشهد ؟؟

    ومن يمسح على رأسى اذا آآسى..؟ و من بعدك.. يقبلنى لكى انسى ؟

    و من فى الصبح اشتم بأنفاسه .. عبير الورد؟؟

    دخلت اليوم حجرتك .. وجدت النور قد غادر.. و طيبك من هنا سافر.. سألت النور عن شى هنا تركه.. لماذا البيت ما عاد.. فلا صوت ولا حركه.. ولا خير ..ولا بركه ؟

    هنا ما زال مقعدك .. و صوت من كلام الامس.. جميعا كنا ننتظرك .. فهلىِ مثلما انتِ .. فقد كنتِ.. هنا بالامس.. و بين اليوم والامس .. تغيرنا.. فلا شكل ولا لون .. ولا طعم .. ولا معنى.. و مر العمر يا امى .. و ها نحن..
    نذوق اليتم اجمعنا.. نغمس خبزنا اليابس..بأدمعنا. .

    هنا بخاخة الربو , و مسبحتك , و طرحتك , و سجاده , و مذياع صغير .. يقرأ القرآن كالعاده.. أتى العيد .. و لم يُطرق علينا الباب..

    تعجبت.. ترى أستصبح الاعوام يا امى .. بلا اعياد ..؟؟ و لم اسمع هنا صوتك .. ينادينى
    فناديت .. و ناديت.. و خوف داخلى يزداد .. فأين فطور يوم العيد .. و اين جميع من فى البيت .. يلتفون من حولك ؟؟ هنا كنا على ميعاد.. هنا فى البهو ننتظرك ..

    وهذا المقعد الخالى أحدق فيه.. و يقتلنى سؤال حار فى بالى .. طرقت الباب .. لم اسمع هنا صوتك ..

    و ناديت .. يا امى .. أيااا امى .. فتحت الباب فى صمت.. سريرك ها هنا خالى .. وسادتك , و جلبابك .., و مسبحتك و بسمتك .. دعابتك .. و مصروفى الطفولى .. و أدوية مبعثرة .. سؤالك دائما عنى .. و عن حالى .. و رقيتكِ , و دعوتكِ , و نومى فوق ركبتكِ و نظرتكِ, و َضمتكِ, و قبلتكِ و حضن فيه آمالى .. بأن ارتاح من تعبى ..و ترحالى .. تساقطت .. تهاويت فوق الارض.. فقد دب العجز .. باوصالى ..

    أَحسك دائما قربى .. تنادينى.. فأجرى نحو غرفتك .. بكوب الماء .. و قرص دواء.. فلا أجدك.. أضمك داخلى و اذوب.. فلا يبقى هنا منى ولا منك .. سوى نفسى .. فناء ذائب بفناء.. فيا امى التى اختصرت بداخلنا.. مواسمنا .. فصرنا و السنين بكاء.. مسافرة الى اين حبيبتنا..

    مسافرة بلا أشياء.. حقيبتك التى كانت تسافر دائما معك .. نراها لا تطيق بقاء.. ضحكتِ علينا و الله و سافرت ..على استحياء.. لأبعد نقطة فى الكون سافرتِ بلا اشياء.. سوى زاد من التقوى .. و ايمان كنبع الماء. تراكِ الان يا امى .. بأى سماء..؟؟

    و كم امسكت بالهاتف.. لاطلب نفس ارقامك.. فكم يأتى رائعا ردك .. اذا كانت مهاتفتى مفاجأه.. و ما دارت فى حسبانك.. بكلمات تزلزلنى .. تردين و تخترعين قاموسا من الكلمات فى ذلك.. أحس بقلبك الملهوف ينصهر.. عطاءا .. مرهقا جدا .. يغالب ما بإمكانك.. فأى حكاية انتِ.. و كل منابع الدنيا .. تصب الحب فى ذاتك.. انا من جم تقديسك.. و اجلالك.. لو كان لغير الله مسموح..بأن اسجد.. لعشت العمر يا امى .. لآسجد عند أعتابك..

    انا مازلت و الهاتف.. و ما يأست محاولتى.. فردى مثلما كنتى.. و صبى داخل الشريان تحنانك.. فى عيد الام يا امى .. و اغنية قد عشت اعشقها.. و انت السر فى ذلك .. أتى العيد .. و الهاتف مازال يرن.. و ما من رد.. و هدايا تنتظر .. من كل احبابك .. و لكن .. لم نكن ندرى .. بأنك ..دون ان ندرى .. قد غيرتِ عنوانك ..

    انا الندمى من راسى الى قدمى .. انا ندمى .. على انى تركتك لحظة فى العمر ما كنت معى فيها.. فعودى لى .. و أقسم لكِ.. بانى كل أيامى سأقضيها.. لأجلس تحت أقدامك.. أقبلها .. و أحملها على رأسى .. اهدهدها , أغطيها.. فقد خدعتنى أيامى .. و لم أعرف.. تواعدنا على أشياء.. و انا و الله لم أخلف.. و لكن أخلف الموت.. فجاء بلحظة يخطف.. تخيلت بأن العمر ممتد.. و ان هناك متسعا من الايام .. و كم كانت لدينا ها هنا أحلام..

    رأيت الموت فى عينيك ذات يوم .. و لكن - ويا ندمى- خلتها اوهام.. حكيتِ لى عن الدنيا.. تركتى داخلى سرا.. و الف علامة استفهام .. و مر الوقت ..و لم نكمل.. و قلنا : غدا ان شاء نستكمل.. و جاء الغد يا امى.. و ها انذا ..و حيده بقلب ضائع مهمل.. فبعدك يا احب الناس.. بهذا القلب من بعدك.. انا ماذا به افعل..؟؟؟

    يجئ الفجر يسألنى.. يدق الباب فى خجل .. كطفل تائه حيران .. و يجلس .. ينزوى وحده.. و يسأل عنك يا امى .. فصوت مؤذن الفجر .. هنا قد حان.. ولا صوت لهذا البيت من بعدك .. فأين الان همهمتك .. بتسبيح , و ترتيل من القرآن..؟؟ ترى هل حقا.. فقدناك للابد ؟؟ فقدناكِ.. على غرة .. و سافرتِ.. الى أبعد نقطة فى الكون.. سافرتِ .. بلا استئذان....

  2. #2
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.42

    افتراضي

    الأخت الفاضلة عين الحياة ...

    لا أدري ما أقول والله ، أأنثر حروفي على استيحاء هنا ، أم ألوذ بالفرار أحمل مزق الفؤاد ، ودمعي القاني يحرق مني الوجنة .
    رحماك ربي بقلوب منفطرة ..
    رثائية ما أظن يصمد أمام كلماتها التي أتت بعفوية المشاعر قلب ، صغتها بأسلوب بسيط ، وتصوير عميق ، لم تغفلي بها أبسط الأحداث اليومية في علاقة ما بين الأم والأبناء ، ولا في حرقة الفقد .
    نصك مؤلم حد الرهق ، فاعذري فقر حرفي أمام هذا الفيض من الحزن القاتل .

    أسأل الله لك الصبر ولها الرحمة وجنة الخلد برحمة عقو غفور ..

    نص رائع رغم الألم ..
    بوركت أيتها الفاضلة .
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  3. #3
    الصورة الرمزية مازن سلام شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    الدولة : فرنسا
    العمر : 63
    المشاركات : 645
    المواضيع : 16
    الردود : 645
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي

    السيدة عين الحياة المحترمة
    نصّ حزين , فيه من الحب و البر و الوفاء الكثير الكثير
    فليتغمّدها الرحمن بواسع رحمته
    اسمحي لي أن ألفت انتباهك إلى بعض الاشكالات التي قد تكون مطبعية " كيبوردية "..
    ثِقي أنها لم تؤثر على المعنى إطلاقاً أو على رقيّ الفكرة.
    شاكراً لك رحابة صدرك
    كل التحية
    مازن سلام

  4. #4
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.32

    افتراضي

    عين الحياة.......
    سافرت بلا استئذان..نص جاء وفق رؤى خاصة..تحمل في طياتها بوح شفيف يهامس الروح بحب قدسي يتلذذ الم الحنين ..لغة انسيابية تحملنا على الاستسلام لمسارها ومنطقها المخصوص..ورؤى تداهم الذات بين الفينة والاخرى تبحث عن ملاذ لها بين اروقة الذات..وازقة القلب المبعثر فوق ارصفة الزمن الممتدد من البدء الى .........زمن ما...وفق معايير تريد ولكنها تصطدم بالوجود.. حيث لاثابت فيه الا الموت..وكذا تسير وقائع الحياة منذ البدء والى ما النهاية نفسها.. ليس لنا الا ان نستسلم لها ولاقدارها السائرة فينا..لتكن روحه في الجنان..وليكن لكم الصبر.
    محبتي لك
    جوتيار

  5. #5
    الصورة الرمزية سهير ابراهيم قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : اوروبا* فلسطينة*مولودة في لبنان
    المشاركات : 561
    المواضيع : 19
    الردود : 561
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    عزيزتي عين الحياة
    كم هو رائع اسلوبك
    وكم هي مرهفة ومميزة كلماتك
    لا تحزني عزيزتي هذه هي الحياة
    ولكنها ستبقى معك على الدوام
    تشعرين بدفىء حنانها وحبها في داخلك
    رحمها الله واسكنها فسيح جناته
    احترامي وتقديري
    * كتبت الشعر فيك لكن عجزت أوصف معانيك*
    * الناس توصف بالشعر والشعر يتوصف فيك*

  6. #6
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    العمر : 51
    المشاركات : 1,177
    المواضيع : 55
    الردود : 1177
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عين الحياة مشاهدة المشاركة
    انا الكلمات تحترق.. على شفتىّ... و انفاسى تهبُ. . كمثل نيران على رئتىّ..
    انا قلت : صباح الخير يا امى .. و ما ردت.. تراها قد نست صوتى.. و اغلقت ورائى الباب..
    فنادتنى ليالى الامس .. و الاحباب.. و حييت الذى يجلس جوارى دائما ابدا :
    صباح الخير يا حزنى .. فرد الحزن بالترحاب..
    تذكرت .. هنا وجهك .. ووجهك طله من نور.. و قلبا يشبه البللور.. وتسبيح و تكبير.. و عطر بخور..
    تذكرت .. هنا حبات من تمر.. و خبز جاف.. و ظل شجيرة الصفصاف.. و ضمة صدرك الحانى . .على طفل رضيع خاف..
    تذكرت .. دعائك فى صلاه الفجر.. تذكرت الكلام الحلو فى يوم.. تذكرت الكلام المر.. و يوم .. حكيتى لى سرا .. عن الموت .. و اول ليله فى القبر.. و عن حال السنين هناك .. و كيف تمر.. و مر العمر.. و صار المر فى حلقى .. هناك أمر.. و ظل السر مطويا.. و خلف السر ..
    انا مازلت يا امى على قبرك.. طفله .. أبيع الصبر.. و أنتظر .. يجئ الرد واصبح ما بيننا سد..
    و ماذا خلف هذا السد.. بدأت العد.. و لا ادرى و ماذا بعد ؟؟
    فمن بعدك على يرد.. و من بعدك اذا قبلت كفيه.. اذوق الشهد ؟؟
    ومن يمسح على رأسى اذا آآسى..؟ و من بعدك.. يقبلنى لكى انسى ؟
    و من فى الصبح اشتم بأنفاسه .. عبير الورد؟؟
    دخلت اليوم حجرتك .. وجدت النور قد غادر.. و طيبك من هنا سافر.. سألت النور عن شى هنا تركه.. لماذا البيت ما عاد.. فلا صوت ولا حركه.. ولا خير ..ولا بركه ؟
    هنا ما زال مقعدك .. و صوت من كلام الامس.. جميعا كنا ننتظرك .. فهلىِ مثلما انتِ .. فقد كنتِ.. هنا بالامس.. و بين اليوم والامس .. تغيرنا.. فلا شكل ولا لون .. ولا طعم .. ولا معنى.. و مر العمر يا امى .. و ها نحن..
    نذوق اليتم اجمعنا.. نغمس خبزنا اليابس..بأدمعنا. .
    هنا بخاخة الربو , و مسبحتك , و طرحتك , و سجاده , و مذياع صغير .. يقرأ القرآن كالعاده.. أتى العيد .. و لم يُطرق علينا الباب..
    تعجبت.. ترى أستصبح الاعوام يا امى .. بلا اعياد ..؟؟ و لم اسمع هنا صوتك .. ينادينى
    فناديت .. و ناديت.. و خوف داخلى يزداد .. فأين فطور يوم العيد .. و اين جميع من فى البيت .. يلتفون من حولك ؟؟ هنا كنا على ميعاد.. هنا فى البهو ننتظرك ..
    وهذا المقعد الخالى أحدق فيه.. و يقتلنى سؤال حار فى بالى .. طرقت الباب .. لم اسمع هنا صوتك ..
    و ناديت .. يا امى .. أيااا امى .. فتحت الباب فى صمت.. سريرك ها هنا خالى .. وسادتك , و جلبابك .., و مسبحتك و بسمتك .. دعابتك .. و مصروفى الطفولى .. و أدوية مبعثرة .. سؤالك دائما عنى .. و عن حالى .. و رقيتكِ , و دعوتكِ , و نومى فوق ركبتكِ و نظرتكِ, و َضمتكِ, و قبلتكِ و حضن فيه آمالى .. بأن ارتاح من تعبى ..و ترحالى .. تساقطت .. تهاويت فوق الارض.. فقد دب العجز .. باوصالى ..
    أَحسك دائما قربى .. تنادينى.. فأجرى نحو غرفتك .. بكوب الماء .. و قرص دواء.. فلا أجدك.. أضمك داخلى و اذوب.. فلا يبقى هنا منى ولا منك .. سوى نفسى .. فناء ذائب بفناء.. فيا امى التى اختصرت بداخلنا.. مواسمنا .. فصرنا و السنين بكاء.. مسافرة الى اين حبيبتنا..
    مسافرة بلا أشياء.. حقيبتك التى كانت تسافر دائما معك .. نراها لا تطيق بقاء.. ضحكتِ علينا و الله و سافرت ..على استحياء.. لأبعد نقطة فى الكون سافرتِ بلا اشياء.. سوى زاد من التقوى .. و ايمان كنبع الماء. تراكِ الان يا امى .. بأى سماء..؟؟
    و كم امسكت بالهاتف.. لاطلب نفس ارقامك.. فكم يأتى رائعا ردك .. اذا كانت مهاتفتى مفاجأه.. و ما دارت فى حسبانك.. بكلمات تزلزلنى .. تردين و تخترعين قاموسا من الكلمات فى ذلك.. أحس بقلبك الملهوف ينصهر.. عطاءا .. مرهقا جدا .. يغالب ما بإمكانك.. فأى حكاية انتِ.. و كل منابع الدنيا .. تصب الحب فى ذاتك.. انا من جم تقديسك.. و اجلالك.. لو كان لغير الله مسموح..بأن اسجد.. لعشت العمر يا امى .. لآسجد عند أعتابك..
    انا مازلت و الهاتف.. و ما يأست محاولتى.. فردى مثلما كنتى.. و صبى داخل الشريان تحنانك.. فى عيد الام يا امى .. و اغنية قد عشت اعشقها.. و انت السر فى ذلك .. أتى العيد .. و الهاتف مازال يرن.. و ما من رد.. و هدايا تنتظر .. من كل احبابك .. و لكن .. لم نكن ندرى .. بأنك ..دون ان ندرى .. قد غيرتِ عنوانك ..
    انا الندمى من راسى الى قدمى .. انا ندمى .. على انى تركتك لحظة فى العمر ما كنت معى فيها.. فعودى لى .. و أقسم لكِ.. بانى كل أيامى سأقضيها.. لأجلس تحت أقدامك.. أقبلها .. و أحملها على رأسى .. اهدهدها , أغطيها.. فقد خدعتنى أيامى .. و لم أعرف.. تواعدنا على أشياء.. و انا و الله لم أخلف.. و لكن أخلف الموت.. فجاء بلحظة يخطف.. تخيلت بأن العمر ممتد.. و ان هناك متسعا من الايام .. و كم كانت لدينا ها هنا أحلام..
    رأيت الموت فى عينيك ذات يوم .. و لكن - ويا ندمى- خلتها اوهام.. حكيتِ لى عن الدنيا.. تركتى داخلى سرا.. و الف علامة استفهام .. و مر الوقت ..و لم نكمل.. و قلنا : غدا ان شاء نستكمل.. و جاء الغد يا امى.. و ها انذا ..و حيده بقلب ضائع مهمل.. فبعدك يا احب الناس.. بهذا القلب من بعدك.. انا ماذا به افعل..؟؟؟
    يجئ الفجر يسألنى.. يدق الباب فى خجل .. كطفل تائه حيران .. و يجلس .. ينزوى وحده.. و يسأل عنك يا امى .. فصوت مؤذن الفجر .. هنا قد حان.. ولا صوت لهذا البيت من بعدك .. فأين الان همهمتك .. بتسبيح , و ترتيل من القرآن..؟؟ ترى هل حقا.. فقدناك للابد ؟؟ فقدناكِ.. على غرة .. و سافرتِ.. الى أبعد نقطة فى الكون.. سافرتِ .. بلا استئذان....
    خلق الله بعض القلوب لها قدرة على استشعار دبيب ألم وذرة حزن وذبذبة وجع ، وها هي حروفك محملة بجبال من ألم وحزن ، وسبحان من خلق الإنسان علمه البيان .

    عين الحياة لقد وفد الأحبة على كريم غفور ، فماذا سيجدون بظنك ؟!

  7. #7
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    الدولة : في عقل العالم ، في قلب الحكايات
    المشاركات : 1,025
    المواضيع : 36
    الردود : 1025
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    يا عين الحياة ، وحياة ترى بعين صدق ،

    استحوذ العنوان علي ، فإذا بي في عالم من الصور والخيالات والأخيلة ، لك أسلوب اعتمد البساطة والحكي حتى أنه جعل من الأشياء الصغيرة شخوصًا تتحرك في مساحة غير محدودة من البوح ، زانها هذا الصدق ، وهذا الحب ، وهذا الألم بالفد ، لكني أعتقد أن قلبًا أفرز هذا البوح لا يفقد حبيبًا أبدًا بل يمنحه حياة جديدة فيه وإن ترك عالمنا إلى الوجود اللانهائي .

    أديبتنا ، رحم الله أمنا الكريمة وأسكنها الفردوس خير مقام ، وجعل الله هذه المرثية داعية لها مستشفعة بحبك الكبير .

    مازلت أوصيك أديبتنا بتحري اللغة ورسمها .

    محبتي واحترامي

  8. #8
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    سلام ربّي عليكِ


    آهٍ ثمّ آهٍ ! سامحكِ اللـه يا أخيّـة ! أهكذا تفعلين بي ؟!! سكبتنِني مع كل حرفٍ، بلّلْتِ أزمنتي وأمكنتي بالسجم الحارق وما توقفَ للآن عن الانهمال ! حكمـتِ عليّ بحروفكِ القاتلـة هذه أن أسهرَ الليلةَ في حضن شمعـة تحـرِِق، بلْ ولا تنطقُ إلاّ دمعاً حارقاً .. آهٍ أخيّـة !! هيّجتِ ذكرى أحاول أن أغطّيها بصبْري واصطباري، أهرقتِني الليلـة واللـهِ !! سكبتِ ما تبقّى لي من احتمال !

    ليرحمني وإياكِ ربّي يا أخيّـة، ليرحمنا معاً ! وليرحمْ والدتَيْنـا، ويجمعنا بهما في جنات النعيم.

    اللهمّ أنتَ وليُّنا وحسبُنا، أنتَ الكافي والحسيب، لا ملجأ ولا منجى منكَ إلاَّ إليكَ، ارحمنا برحمتكَ الواسعة وأحِطنا بحنانكَ، اجعلنـا في كنفكَ .. وكنفكَ وحدكَ يا أرحمَ الراحمين !!



    اعتذاري منكِ وكثيـراً ! نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. بلا استئذان...
    بواسطة كاملة بدارنه في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 36
    آخر مشاركة: 07-07-2015, 12:48 AM
  2. بلا حياءٍ .. بلا خوفٍ .. بلا ضمير
    بواسطة عدي أيمن أبو عيشة في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 18-04-2012, 05:42 PM
  3. استئذان !!!!
    بواسطة د. حسان الشناوي في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 30-06-2007, 08:08 PM
  4. سافرت الإيام
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 05-10-2004, 12:16 AM