( جمعتهم اماني جمعتهم اماني..اماني حلوة حلوة..حلوة الاماني ..حلوة )
واماني ليست فقط حلوة و تهوى جمع ( الروس ) على مخدة واحدة بل هي اكثر من ذلك..تحتوي على حواء بكامل تفاصيلها و تناقضاتها و جماليتها ..حتى في مجال الكيد تكاد تكون ملكة المضمار بلا منازع ..و لكن هذه المرة لم تكن موفقة مطلقا رغم ان ما حصل يناسب اجوائنا الداخلية .
فعدنان كان يتقن استخدام اصابع ارجله للتعلق بالحيلة و المكر بتكنيك اعلى بكثير من استخدام هذه الاصابع للتعلق بحافة جسر او حائط ..و لينا لم تكن ابدا تلك الكتلة من البراءة التي عرف الرسام كيف يزجها بطفولتنا ..عدا انها كانت اسيرة لطموح و مارب تعود لمرحلة ما قبل عدنان و لم نعرف اثاره الا لاحقا ...
- و لكن اماني و ما ادراك ماهي الاماني عرفت كيف تنسيها و تتحايل على حيله هو ..و لان هوس النهايات السعيدة يسيطر علينا توقف المخرج عند حالة الاعمار لهذه الجزيرة المقفرة بجو من الاماني الهادفة و الحميمة ...متجاوزا بذلك ما تلا ذلك من نزاع و صراع و جوع لاقتسام و تملك قطعة ارض ملفتة هنا..او ما يجاورها من ارض تعج بكنوز ما..او موقع حالم يصلح لقيام منتجع فريد من نوعه هناك ..خاصة بعد خلو الكوكب من معظم مساحته اليابسة ..
و لبلل لايزال عالقا في جيناتنا المتقعة بارث داحس و الغبراء..و حرب البسوس عرفت الذرية الصغيرة القادمة نتيجة ذلك الجمع من اماني كيف تعيد امجادنا الغابرة في عالم الفتنة و الصراع..
و لان الفتنة اشد من القتل ..اجمع الاغلبية على ممارسة القتل لافضليته على الفتن ما ظهر منها و ما بطن ...خاصة تلك التي تقع ( على ايدك اليسار و انت نازل من المنبر ) ..و بمقتضى الظروف التي تجلب الى الشبهة و التي طغت على اي ضجة يثيرها مقتضى اخر ..كانت تلك الارض التي سميت بالاحلام لحكمة لا يدركها الا ثلاثة رابعهم فضل شنق نفسه على ايقاع الارض بتتكلم هندي ..و كما هو الحزن طاغي في الافلام الهندية خاصة المقاطع التي تسيق الحكمة التي ينطق بها البطل قبل الانتقام لامه بثلاثة ممثلين ومساعد مخرج ..عمت تلك الارض جوقة لا تفنى من الحزن الذي لطالما طارد ( اللي ما لئتلهاش مطرح ) ..
و لان سكان تلك الارض لا تذكي اذانهم غير النغمات المترفة بالدمار و تربت على عشق الاغاني الحزينة و المشبعة ( بالعطب ) اضطروا لاثارة نزعة طائفية جديدة ..بين ابناء عدنان و مريديه..و ابناء و احفاد ارض الامل حول نظرية مقدم عدنان منتظر ..مما افسد كل روابط الالفة و الود بين الاحلام و الامل ..و بما ان هنالك احتمال كبير بان تكون الاثنتين بنات مقعد دراسي واحد ..كان على اماني الانسحاب بمنتهى اطراف الاصابع ....و ذلك لسبب واحد حكيم ..
انها تدرك و تعرف تماما ماهية خوابيها و شكلها من الداخل ..لذلك يعز عليها كثيرا ان تفقد و لو سماعيا ..جملة - اماني حلوة ..