أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: طَرِيْح الوَطْف

  1. #1
    الصورة الرمزية حسين الطلاع شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : الجبيل - المملكة العربية السعودية
    المشاركات : 424
    المواضيع : 89
    الردود : 424
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي طَرِيْح الوَطْف

    طَرِيْح الوَطْف
    ــــــــــــــــــ
    مدّ الهم تمادّ الليل والناس نائمون ،،، وخلا المهد من الحبيبة خلو الجسد من الروح تحت الثرى مدفون ،،، عين باتت تنظر أعجاز ليل لا ينجلي ، وسواد عتمة لا ينمحي ،،، كأنها صارت لأقمار السماء وكواكبها مرقابا ، ولكَمِّها مِعْدادا ،،، وما دعوت الجفن ليطبق إلا كَرّ عليه السهاد ، يؤرّقه بمثل غضى القتاد .
    تتوق للحب والود نفسي ، وقد جال الهوى والغرام لُبّي وحسّي ، وأعْلَق في الشوى نارا فما عدت أطيق لمس ، حنانيكِ حواء لقد قالوا إن الفتى قد اعتراه مسّ ، ألا تري كبدي نضيجة هجر أورثتنيه في صبحي وأمسي ؟؟ .
    وما كدت أصل حرف الياء من كلمة وأمسي ، حتى لكأن لا شيء تمخّض فولد شيئا ! ، ثم تركّب وتناسق حتى اكتمل تخلّقا ، ولكنه لا زال مبهما ،،، ثم أجّ وتلألأ حتى اكتمل كالقمر ، غير أنه مُصْمَت ،،، ثم انشق السمع والبصر ، ثم الأنف والفم ، ثم نتأ في الصدر نهد ، فتلاه الآخر ، ثم وثم حتى استوت أنثى ،،،، ثم شعر جعل يسترسل ويسترسل ، حتى جاز ما جاز ، ولو شاءت التجرد والتستر به لما عازها ساتر ،،، ومن البلاء يحمل ذلك الحسن فوق الصدر نَحْر عَنَاق ،،، .
    لك الويلات يا طريح الوطف !! ما هذا ؟ وإن طروقة السَحَر التي والتي كانت ، لتعد عند هذه كذَنُوب عند البحر !!! .
    ثم تقدمت نحوي مهتزّة بحيث أسمع بكل رجّة وَسْواس الحَلْي والذهب الذي زانته لا زانها ، وصرت أتقهقر كالغِرّ البريء راعه لص ظريف ،،، .
    ثم قالت بصوت دافيء ندي ، كأنها صائـتة غَرِدة : ما لك ؟
    قلت لها بعد ما بلعت ريقي : خِلْت نفسي عُدت إلى عُزَيْر أرى معه تَخَلُّق حماره بعد ميتة دامت مئة عام .
    فافترّت ضاحكة وانثنت على بطنها مطأطأة رأسها كأنها ادّكرَت بعد أمة ركعة تنفُلها !!! فتدلّى شعرها الجَثْل كأذناب الخيل ، بمفرق من لدن ناصيتها يشق شعرها شق النيل أرض مصر ،،، فسُرّي عني ما أجد واستجمعتُ ما عَزَب عني من رباطة جأش .
    ثم انتَصَبَت ببدن وافر ،،، تنظر إلي بعين لا أدري أدعج فيها أم حور ، مسدلة عليها ما يشبه أديم ناهد عذراء منزوع ، وأشفار كذيل الطير بأطرافه مزروع ، ويح نفسي لقد عاد يشرد ما استجمعت ، وعدت من هول ما أرى مفزوع .
    عَمْرَك الله يا عقل ، كيف ( ج ، م ، ا ، ل ) كلمة تصف أنفا ؟ بل كيف ( م ، ل ، ي ، ح ) كلمة تصف فما ؟؟؟ .
    ثم قلت لها : بعد أن عُذت بالرحمن أن يندّ عني عقلي ،،، من انتِ ؟
    قالت : أنا نَجِيّتك !!! جئتُ أفثأ حدّة الشوق ، فكما تراني كالورد لا أمسّ حقيقتي إلا في الشذى والعبق ،،، فلا تحزن .
    قلت لها : يا حَشْو ثوبها ، كيف لا أحزن والحبيبة ضمت الهجر كأنه رضيعها ، فصارت نِعم الرءوم وصار نعم الربيب ؟ ،،، كيف لا أحزن وأنا أوَامِقُها نظرة ذي علق ، وهي كالمنكرة لا تهديني إلا البعد والصد ؟ .
    قالت : قلت لك لا تحزن .
    ثم جلست حتى نفدت ساعات الليل ، وحتى قامت في حسن يتضرّب بعضه في بعض ، مَن جَلّى نظره فيه كاد يجِدّ في العقل ساعة ويهيم ساعات .
    قلت لها : إلى أين ؟
    قالت : أزِفَ الترحّل ،،،، ثم همّت تنصرف كما جاءت متراجعة من شيء إلى لا شيء ،،،، أواه ثم أواه ،،، والله إن الخلاء منها مضاعفة الحزن والهم ،،، والله لكأن أحدهم صعد بي إلى شاهق ثم رماني من علٍ
    تُرى هل ستعود ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
    ــــــــــــــ
    حسين الطلاع

  2. #2
    الصورة الرمزية حازم محمد البحيصي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : فلسطين / قطاع غزة
    المشاركات : 4,680
    المواضيع : 119
    الردود : 4680
    المعدل اليومي : 0.75

    افتراضي

    اخى الحبيب حسين الطلاع
    النثرية في قمة الروعة والابداع
    والعنوان النثرى يكاد يكون عنوانا شعريا أكثر منه نثريا
    لجمال ما به من طلعة وحضور وبهاء وعطاء وتلوع واشتياق
    شكرت له هذه النثرية بكل ما فيها من ألفها الى يائها
    والله لانها فى قمة الروعة ومن أكثر النثريات اللتى أعجبتنى
    وأنا هنا لأقول لك
    سترجع وستعود حتما ستعود
    فمن يقرأ جمال حرفك لابد أن يعود
    تحيتى لك
    ولطيب حرفك