أخي الشاعر محمود مرسي
قصيدة هي سيدة البوح المعبق برمزية التجربة وحبكتها الشاعرية واستعاراتها الدلالية بكل ما تحمله صور النص من إيحاءات ورسائل مشفرة تقع في نطاق فضاء نصي آخر أو في تلافيف ظلال نصية أخرى وبين الحروف وتخومها الدلالية. ما قرأت كان لوحةً فيها صراع على الفوز بقلب المحبوبة التي هي "فاتنة المدينة" بكل تفاصيلها الجمالية والآسرة من قمة هامتها وحتى كاحليها.
ويدوم الصارع الشاعري بين المحبين المولعين والمسكونين بصورة المحبوبة وفتنتها، والنتيجة تقاسم الضحية التي شاخت وتجعدت معالمها، فأصبحت مدعاة ندامة والم وتأسٍ ولوم، حيث:
تقاسما جزءاً تبقى من رصيف العمرِ
فى ركن الندامةِ
يبكيان فواتهُ
بين التصارع .. والحطام
ويبقى النص المخفي يتوهج خلف حروف البوح المباشر والشكلي والسطحي ومشتغلاً على ثيمات التصالح بعد الخصام بين الأخوة والجيران والمحبين والأكارم والنبلاء، بحيث تقاتل ولا نزاع كل لا تذهب الريح والقوة والمنعة ويصبح المرء عرضةً لكل الأنواء والمخاطر والندامات واللوم وندب الحظ والطالع..
تقدري لك شاعرنا الكبير محمود
د. عبدالله حسين كراز