|
قلبانِ كانا.. |
حـلـمٌ تحقّـق، بالمسـرّة يُخـتــمُ |
وحكايــةٌ لُـغـةُ القلـوبِ تصوغهـا |
وسـطورهـا فـي نبضـهـا تتكـلّـم |
سلمى.. سـنى العينين يكشِفُ أمـرَها |
مـا بيـنَـنـا .. وكأنـّنـا لا نعـلـم |
كـمْ كانَ يُـصْغـي للحَديثِ جليسُــها |
فـي كُـلّ جَـمْـعٍ للـكـلامِ تُـقّـدّمُ |
واليَـومَ تُطْـرِقُ والعـيـونُ تَغامَـزتْ |
فلسـانُـهـا بكلامِهــا يَتَـلَـعْثَــمُ |
والقلـبُ يأبـى أنْ يـداريََ نبـضَــهُ |
إذ يُسـكِتُ الخَفَـرُ الشـفـاهَ فتكـتُـمُ |
وغيـاثُ ينظـر في الوجوه ولا يـرى |
إلاّ خُـطـاهــا نحـوهُ تـتـقــدّم |
أنّـى مشـتْ تمشـي بـهِ نظـراتُـهُ |
ونغـضّ طرفـاً فالعـيـونُ تُســلّمُ |
فإذا بـهِ وسْــطَ الأحبّـةِ غـائِــبٌ |
وإذا بِـهـا وسـطَ الأحبّـــةِ تحلُـمُ |
وسـرورُهـا بـادٍ علـى لَـفَـتاتِــهِ |
وسـرورُه غـنّـتْ بـهِ تَـتَـرَنّــمُ |
قلبـانِ كانــا.. ثـمّ صـارا واحــداً |
واللـهُ يحـفـظُ عُـروةً لا تُفـصَــمُ |
الفرحُ يسـعد.. |
ولـقـدْ أتـاهـا خاطِـبـاً متلهّـفــاً |
حتّـى إذا غَلَـبَ الحيـاءَ جـوابُـهـا |
وسـرى ودادٌ حـالــمٌ مسـتســلمُ |
أمسـى الفـؤادُ مـعـلّـقــاً بفـؤادِهِ |
وفــؤادهُ بيـنَ الضـلـوعِ متـيّــم |
فيرى شـروقَ الشـمسِ عند لقائِهــا |
والليلَ نـوراً سـاطـعـاً لا يُظْلِـــم |
وتـراه إن حـلّ المسـاءُ مســامِراً |
وتـراه إن هـلّ الصـباحُ فتـحلُــمُ |
واللــهُ مَـن جمعَ القلوبَ على التّقـى |
والحــبّ أصـدقُ فـي رِضـاهُ وأدْوَمُ |
فتراسَـلا.. وتـآلَـفـا.. وتعـاهَــدا |
عـهـداً يبــاركُهُ العَليـمُ الأكــرَمُ |
وتلاقـيــا يـومَ القـرانِ بموثِــقٍ |
والشّـوقُ نـارٌ في الحنايـا تُضْــرَمُ |
والأهـلُ بيـن مُهَـنّـئ ٍ ومُـداعِـبٍ |
أو عـازبٍ فــي سِــرِّهِ يَـتَـنَـدّم |
أو مَن يتـوقُ إلى الحبـيـبِ وقربِـهِ |
وبشـوقِـهِ وبصـبـرِهِ يسـتعصِـم |
والأمُّ يـا لَلأمِّ تُمسِـكُ قـلـبَـهــا |
فالفرحُ يُسـعـدُ والتـنـائي يؤلِــم |
والدمـعُ يصحبُ فرحَهـا.. أمّا الأسى |
فالجفـنُ يحبِسُ ما يَفيـضُ ويُلْـجِـم |
وتشـاغلـتْ عن نفسِـهـا بأحبِّــةٍ |
فَهـمُ الدّواءُ إذا شَـكَـتْ والبَلْسَــم |
تُصـغي لنـورٍ إذ تُحَـدّثُ أيمنـــاً |
وكلامُــهُ ككلامِهـــا لا يُفْـهَــمُ |
أحفــادُهـا.. أبناؤُهـا.. وبناتُهــا |
دُرَرٌ تُحـيـطُ بِـجَــدّةٍ لا تَـهْـرَمُ |
كانت مَـدى الأيّـام خيْـرَ رفيقـــةٍ |
إذ تضــحك الأيّــام أو تتجـهّــم |
والشـيبُ يَغـزو رأسَ جَـدّ حائِــرٍ |
فكأنّــهُ طـفـلٌ رضـيـعٌ يُفْـطََـمُ |
أغـداً يـغــادرُ دارَنـا أحبـابُـنـا |
والعيشُ مـن دون الأحبّــةِ عَلْـقَـم |
ورأى ابتسـامةَ مَـنْ سَـتبقـى قُرْبَهُ |
فانـزاحَ هَـمٌّ مُـوحِـشٌ وتَـوَهُّــم |
سـرّ النسـيم |
وأرى الأحبّــةَ حوْلَنـا فـي لَيْـلَـةٍ |
والبـدرُ صـافَحَ في السـماءِ كواكِبـاً |
فتعـانَـقَــتْ أنـوارُهُ والأنْـجُــمُ |
وأطَـلّ خلفَ الأفـقِ فَـجْــرٌ ناعِسٌ |
والزهـرُ في أكمـامِـهِ مُتَـلَـثِّــم |
فتنبّـهـتْ بعـدَ الرّقـادِ جـفـونُـهُ |
وأريجُـهـا يُغـري النسـيمَ فَيَلْـثِـم |
ورأتْـه عيـنُ الياسـمينِ مُداعِبــاً |
زهرَ الخميـلِ فواعَـدَتْـهُ ســتكْتُـمُ |
وتسـاءلَ الريْحانُ عنْ سِـرّ الـهَـوى |
وبَـدا البَنَفْسَـجُ حائِـراً يَسْـتَعْـلِـم |
والطيْـرُ ألْـقـى في الصّحابِ نشـيدَهُ |
لكنّـهـم.. ضَحِكـوا.. ولم يتنغّّـمـوا |
فمَضى يَبُـثّ النّـهـرَ لَحْـنَ شُـجونِهِ |
والموجُ يُصْـغـي مُشْـفِقاً ويُتَمْـتِـمُ |
فيذيـعُ ما شَـغَـلَ الخميـلَ وأهْـلَـهُ |
ويَشـيعُ ما كَـتَـمَ النّسـيمُ فَيُـعْـلَمُ |
واحْمَـرّ وجهُ الأُقْحُـوانِ على الرّبـى |
لَمّـا تَســاءَلَ عَن هَـواهُ البُـرْعُـمُ |
وتضاحَكَـتْ بيـنَ الغُصونِ فَراشَــةٌ |
والزهـرُ ينثُـرُ عِطْـرَهُ فَـتُـلَـمْلِـمُ |
والعِطْـرُ أفْــراحٌ تَـعُـمّ بِـدارِنـا |
فكأنّنــا فـي جَنّــةٍ نَتَـنَسَّـــم |
هذي الأمانـة |
يـومٌ طَـوى الأعْـوامَ تَحْـتَ جَناحِـهِ |
والعـمْـرُ كـلّ العـمْـرِ يـومٌ باسـمٌ |
بِـرُؤى المحـبّـةِ والسـعادةِ مُفْـعَـمُ |
يـومٌ يـودّع ما مضـى مسـتبشـرا |
يَعِـدُ الأحبّـة بالهـنـاءِ ويقسِـــمُ |
ما قــام بـيـتٌ رحمــةً ومـودّةً |
وأنــارَه القـرآنُ شـرعاً يحكُــمُ |
إلاّ رعاهُ اللـهُ فــي عليـائِــــهِ |
يُلقـي السّـكينةَ في النفوسِ ويُنْعِـمُ |
هذي الأمانـةُ يا غِيـاثُ عَـزيــزَةٌ |
ما صـانَـهـا إلاّ الخَلـوقُ المسـلِمُ |
ولقـدْ غـدوتَ اليـومَ مِـنْ أولادِنـا |
وأحبُّـهـمْ للقلـبِ مَـنْ لا يَظْـلِـمُ |
مَـن يظلـمِ الأحبـابَ يظلِـمْ نفسَـهُ |
والظلـمُ في الشرعِ الحنيـفِ مُحَـرّمُ |
سَـلمى بفضـلِ الديـنِ كـانـتْ درّةً |
ولقـدْ رأيْـنا الديـنَ عـندكَ يُلـزَمُ |
فعسـى نَـرى في دارِكُـم أحفـادَنا |
وتَقَـرُّ عَيْـنُ الوالدَيْــنِ وتـنعَـم |
ويكـونُ منـهـمْ عابـدٌ ومجـاهِـدٌ |
ويكـونُ منـهـمْ عالِــمٌ ومـعلّـمُ |
ونَـراهـمُ فـي الديـن روّادا وفـي |
هذي الحيـاة، وقـدوةً لا تُـبْـهَـمُ |
أبنيّتــي.. |
أَبنيّـتـي إنّ الحيــاةَ مَـحَـطّــةٌ |
كـونـي الوفيّـة للوفـيّ وأخلِـصي |
إنّ الوفــاءَ لـدى الكِـرامِ يُعَظّــم |
إنْ أقبَـلَتْ دنيـا على طُـلاّبِــهــا |
لا خـيْـرَ فيـهـا غيـرُ ما لا يَحْـرُمُ |
أوْ أدبَـرَتْ فاللـهُ خَـيْـرُ مُـقَــدّرٍ |
واللـهُ يَجـزي الصابريــنَ ويُكْـرِمُ |
كونـي على الحاليْـن خيـر رفيقــة |
والحـبّ أيّــامَ الشّـدائِـدِ يُعْـلَــمُ |
يا صَحْـبُ مَعْـذِرَةً لِفَـيْضِ مَشاعِـرٍ |
أَرْجـو وقَـدْ أسْـهبْتُ ألاّ تَسْـأمـوا |
لسـتُ الذي يُلْقــي الكَـلامَ تَكَلُّفــاً |
نَثْـراً وشِــعْراً أسْـتَسيغُ وأنْظِــمُ |
لكــنّ حبّــي للأحبــةِ عــارِمٌ |
في كُـلّ حَـرْفٍ قُلْـتُـهُ يَتَجَسّــمُ |
حُـبّـي وفَـرْحي والمَدامِـعُ والرّضى |
تَدْعو لَكُـمْ أنّى حَـلَلْتُـمْ فَاسْــلَموا |