|
أكبو و أنهض حتى أقنص الهدفا |
ما غاب عن طيفه قلبي وما انصرفا |
وما سمعت جياد الريح صاهــلة |
إلا هرعت إلى أجراســــــها لهفا |
وما تخيرت إلا اخترت أوعرها |
تلك الدروب وكان الصبر ملتحفـا |
دربي وأعرفها ليل و مســـــغبة |
وخافق من ســــهام الأهل قد نزفا |
هـذا يعكر مائــــــي حين أبلغـــه |
كي لا أمحص في أعماقه الصدفا |
وذاك يسخرمن شعري ومن أدبي |
وغير سفسف هذا اللغو مــا عرفا |
وثالــــث من بقايا النـــــار معدنه |
فلا يعانـق إلا المــــوت و التلـــفا |
و آخرون كأني ما نصحت لهــــم |
و لا ســــددت لهم ثغراً قد انكشفا |
و لا بسطت لهم ذلي و أجنحتـــي |
فاطاولوا شــــرفاَ إذ زدتهم شرفا |
فكم زرعت وروداً فــــي حدائقهم |
ما شـــــــمها أحد منهم ولا قطفا |
أصابعـــــــي ولهاث الطين أدمنها |
ومعولي وضجيج الصخر إذ نـــزفا |
و الشمــــــس ترحل أحياناً فأسألها |
ألا تغـــــيب فــــإن الثلـــــج قد نــدفا |
لا تتركيـــني فـــــــي برد أعالــجه |
مثل اليتيم طــــوال الليل مرتجـــفا |
إني لأبغض أن أحيــــا و بي عوز |
ولا أطيق – وإن نلت المنى- السرفا |
أظل بينهما عــدلاً ومنتصـــــــــفاً |
فكل من ضحكــــت أيامه انتصــــفا |
وقد أقيم على البلوى وشــــــــدتها |
و ألبــــس القهـــــر حتى ينتهي نتفا |
و ألف الناس من بر ومن أشـــــــر |
كأنني البحــــر يخفي الدر و الجيفا |
و يحسب الناس أن الحب قد رحلت |
طيوره وزمـــان العاشـــــــقين عفا |
الرمل يزحف مزهواً على لغتــــي |
حتى أزيـح برمش العين ما زحفا |
ما قلتها و ســـــــياط الأهل تنهبني |
أف ولا وجعـــي من فوقهـــن طفا |
و أعرف الناس من زلت به قدم |
بالغدر حينا ومن في غدره احتـرفا |
أشيل حملي بين الناس مبتــــــسماً |
وأزرع الشمس في أحداق من وجفا |
وهزني الشـــــوق هزاً في طفولته |
وزخنــــي الغيم حتى جئت مخـــتلفا |
وحين يرشـــــقني ســـــــهم أمد له |
كفي لأنزع منه الحقـــد و الصلـــفا |
هذا هو النسل لا يدري وقد خلعت |
كف الســــماء عليه الريح فانعطفا |